كان
يوم السادس من أكتوبر وبحق يوما خالصا للثورة.. يوما حاصرت فيه الثورة
الانقلاب وكشفت زيفه ورسمت ملامح هزيمته بكل وضوح.. فبالرغم من المصاب
العظيم في أرواح شهدائنا الأبرار.. إلا أن عنف ووحشية وهمجية الانقلاب لم تستطع أن تخفي تخبطه واندحاره.. فحيا الله ثبات الأبطال ونضالهم.. وتقبل شهدائنا وعافي جرحانا.. اللهم آمين..
ففي
ذكرى النصر على دولة الصهاينة.. آلمنا وآلم كل مصري غيور على هذا الوطن
هذا التحول المخزي الذي طرأ على عقيدة جيش مصر.. فبعد أن كان سلاح الجيش
موجها إلى صدور الأعداء من الصهاينة المعتدين.. وبعد أن كانت عقيدة جيش مصر
هي مصدر فخر واعتزاز كل مصري.. أصبح وبكل أسف سلاح جيش مصر موجها لصدور
أبناء الوطن.. وإخوانهم وأشقائهم من لحمهم ودمهم.. فلا يتورع الأخ عن قتل
أخيه.. فأي عار وهوان هذا الذي لحق بجيش مصر العظيم..
ولا
يمكن أن نغفل الدور الذي قام به أئمة الضلال والفتنة من الذين يحرضون
الجيش والشرطة على جموع شعب مصر بالادعاء أن كل معارض لهذا الانقلاب إنما
هو خارجي دمه حلال.. بل وأن من يقتلهم له الأجر والثواب من بعد رضا الله
ورسوله.. تعالى الله عز وجل عن ذلك ورسوله علوا كبيرا.. وكبرت كلمة تخرج من
أفواههم..
هذا
الانقلاب الآثم آبى إلا أن يمزق نسيج الوطن.. فبينما كانت تهتز الراقصات
في التحرير .. وذلك في ذكرى انتصار عسكري عظيم.. كانت رقصاتهم في الحقيقة
على جثث إخوانهم من بني وطنهم يقتلون بدم بارد على مشارف نفس الميدان.. أما
كانت الدعوة عامة للاحتفال يا قادة الانقلاب.. فبأي حق تتراقصون مع قسم من
شعب مصر.. وتقتلون قسما آخر.. أم أنكم ما عدتم تخجلون أن تعلنوها صراحة
أنكم ما جئتم إلا لتمزقوا هذا الوطن وتقسموه بأهوائكم المريضة..
نعم
كان اليوم يوم الثورة.. وشباب الثورة.. وفتيات الثورة.. ورجال الثورة..
ونساء الثورة.. فقد حشدت الثورة حشودها العظيمة.. في كافة آرجاء مصر..
بينما فشل الإنقلاب على ما حاز من قوة سلاح باطشة.. وإعلام بلغ المدى في
الضلال.. فشل في أن يحشد الناس من حوله في احتفاليته المزعومة بنصر
أكتوبر.. فلم يتجمع له إلا نفر قليل في طول البلاد وعرضها.. فقد فطن شعب
مصر إلى زيف هذا الاحتفال وبعده كل البعد عن الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر
العظيم.. وبرجال جيش أكتوبر الأفذاذ الأكابر.. فعلموا أنه ما هو إلا مظاهرة
زائفة لتأييد قادة الإنقلاب ومجرميه.. فأعرضوا عنهم وعن عارهم.. في وقفة
عظيمة ليست بالغريبة على هذا الشعب الأصيل..
بل
إن احتفاليتهم الكبرى ما استطاعوا أن يقيموها وسط جموع الشعب المصري..
ولكنها جاءت سرية وسط تكتم شديد.. في ثكنة عسكرية محاصرة.. مما يوحي
بالعزلة الشديدة التي يعيشها الانقلاب وقادته.. ولم تستطع جوقة نجوم الإفك
الذين دأبوا على أن يكونوا واجهة لكل نظام مستبد ظالم أن تبدد ملامح القلق
والخزي والعار من على وجوه قادة الإنقلاب.. ولم تستطع ابتساماتهم المصطنعة
وكلماتهم الجوفاء أن تخفي زيغ عيونهم.. وملامح الفشل الكئيب الذي ارتسم على
ملامحهم..
ومما
زاد هذا الانقلاب وسلطاته عارا فوق عارهم.. هذه البربرية والوحشية في
التعامل مع حشود المتظاهرين بالقتل بالرصاص الحي في القلب والرأس.. وقد
خرجت جموعهم مسالمة تهتف بأصواتها.. تلك الأصوات التي أراد الانقلاب قمعها
ومصادرتها.. ومما يزيد الحزن والأسى انعدام المروءة والرجولة عند جند
الانقلاب فلم يتورعوا عن الاعتداء على النساء الحرائر العفيفات.. في مشهد
لم تألفه مصر في تاريخها.. وكانت دائما أبدا تأباه أخلاق المصريين
وأعرافهم..
وتحالف
دعم الشرعية ورفض الانقلاب إذ ينتهز ملامح النصر التي قد بانت وظهرت قوية
في الإفق في هذا اليوم العظيم.. فيدعو جموع الشعب المصري للخروج في مليونية
الجمعة القادمة في ميدان التحرير.. مليونية "التحرير لكل المصريين"..
ليعلم العالم أجمع.. أن الشعب المصري يرفض التقسيم.. يرفض التمييز بين
أبنائه.. يرفض أن تكون بقعة من أرض مصر حكرا على فئة ما دون غيرها..
ولا
يفوت التحالف أن ينبه على حشود المتظاهرين ألا يستجيبوا للاستفزازات مهما
بلغت سواء كانت من الجيش أو الشرطة أو تشكيلات البلطجية التي يستعين بها
الانقلاب في مشهد مخزي ومؤسف اعتادوا عليه.. سائلين المولى عز وجل أن يحفظ
أرواح المصريين جميعا.. ويحقن دمائهم وهم ماضون في نضالهم السلمي ويتم لهم
النصر وينعم عليهم بالحرية والكرامة في أوطانهم.. اللهم آمين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب
القاهرة : في 9 اكتوبر 2013
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر