0
أفرزت الاحتجاجات المتواصلة على الانقلاب العسكري في مصر حركة جديدة تحمل اسم “قصاقيص ضد الانقلاب” دشنها مجموعة من الشباب بهدف التوعية وسلاحها في ذلك قصاصات ورقية صغيرة.
“فوِّقهم بقصقوصة”، جملة قالتها إحدى الفتيات المعارضات -وتعني أيقظهم بقصاصة ورقية- فكانت نواة للحركة الجديدة التي تضم أكثر من ألفي شخص خلال أيامها الأولى، فالانضمام إلى الحركة لا يحتاج أكثر من قلم وورقة صغيرة وجملة موضوعية.
ويرى هؤلاء في قصاصة الورق الصغيرة متسعًا لثورتهم أن هذه الوريقات ستكون واحدة من أهم عوامل إسقاط الانقلاب، ومن ثم تدون الحركة العبارات والأفكار المناهضة للانقلاب على قصاصات صغيرة من الورق، ووضعها على الجدران وزجاج السيارات وأعمدة الإنارة ومبردات المياه في الشوارع، ومداخل الأبنية وداخل المصاعد.
وتقول هبة الله إحدى الناشطات في الحركة الجديدة “لا يجب الاستهانة بالورقة الصغيرة التي تحمل فكرة موضوعية وكلمة صادقة، لأنها أينما وضعتها ستجد من يقرأها ويتفاعل معها، فتقوِّم العقل وتحيي القلب، على عكس الرصاصة”.
وتشعر هبة الله بالرضا عن نفسها كلما وضعت قصاصة من هذا النوع في مكان ما، معتبرة أنها “تؤدي دورًا إعلاميًا مناهضًا لإعلام الانقلاب ولو في نطاق محدود”.
(لايوجد بنزين، النور تنقطع أكتر من الأول، الكباري تتنهار، تقدر تقوللي تسلم الأيادي ليه؟) هذه عينة من موضوعات قصاصات الحركة التي يجتمع الشباب لتجهيزها ويتفرقون لتوزيعها.
وتقول مريم -الناشطة في الحركة- إنها تنثر “قصاقيصها” في المطاعم التي ترتادها، ومنازل من تزورهم من أقاربها وأصدقائها، حتى إنها وضعت واحدة منها مع هدية لإحدى قريباتها المؤيدات للانقلاب.
 واجب الجيرة
أما سلمى جمال الدين، فرفعت شعار “فوَّق جيرانك بقصقوصة” -وتعني ساهم في توعية جيرانك بقصاصة- وراحت تضع “القصاقيص” تحت أبواب جيرانها. وأوضحت للجزيرة نت أنها تضع “القصاقيص” في ساعة مبكرة من اليوم.
وتابعت “أختار اثنين أو ثلاثة من جيراني يوميًا لتذكيرهم بما تشهده مصر من تراجع على كافة المستويات، ولا أضع قصقوصة جديدة لنفس الجار قبل مرور ثلاثة أو أربعة أيام، وأحرص على تغيير الأيام بحيث لا يعتاد الجيران على إيجاد القصقوصة في يوم بعينه فيسهل كشفي”.
“عودة الحرية للمصريين أهم من عودة مرسي للحكم. من هذا المنطلق أعمل وأدعو الجميع أن يعمل مثلي” هكذا تقول سمية سليمان، مضيفة أنها تحمست للفكرة وقررت المشاركة فيها، غير أنها ترفض رغبة البعض في أن يكون “الهدف الأكبر للحركة هو عودة مرسي لأنه سيكون هدفًا ضيقًا لا يسع الجميع ولن يتوافق عليه الجميع”.
حدود التأثير
وترى أن تمسك البعض بعودة مرسي “قد يشق صف الحركة وغيرها من الحركات التي تضم أطيافًا مختلفة، منها من يؤيد مرسي ويريد عودته، ومنها من يعارضه ويرفض عودته بنفس القدر الذي يرفض به استمرار الانقلاب”.
ويقول خليل -سائق تاكسي- إنه لم يعد يتابع أي فضائية منذ أن تركت له فتاة ورقة على مقعد سيارته مكتوب فيها “هل تنام وأنت مرتاح الضمير، بعد أن فوضت السيسي في قتل واعتقال آلاف الأبرياء وتشريد آلاف الأطفال وتشتيت آلاف الأسر؟”.
على النقيض منه يؤكد أبو أدهم -سائق ميكروباص- أنه مع ما فعله السيسي، ولن يغير رأيه لو تركوا له ألف ورقة كل يوم.
ويرى أحد الشباب الناشطين في الحركة -رفص ذكر اسمه- أن مصر تحولت “إلى دولة الحاكم بأمر الأمن والتي لا تتوقف وسائل إعلامها المرئية والمسموعة والمقروءة عن الغناء لقائد الجيش والتغني به”.
ويبدي تفاؤله بنجاح الحركة في تحقيق هدفها قائلا “هذا الواقع الخطير لدولة بحجم ومكانة مصر لم ينل من عزم هؤلاء الذين رأوا في قصاصة الورق الصغيرة متسعًا لثورتهم، التي ضاقت بها صدور من ينتمون إلى نظام بلغ من الفساد والاستبداد عتيًا. مؤكدين أن هذه الوريقات ستكون واحدة من أهم عوامل إسقاط الانقلاب”.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top