كتب: حسام عبد الهادى
>> إعلام يسيطر عليه الفلول من أمثال «أشرف صفوت الشريف» و«المرشدى» و«وليد مصطفى» و«علاء الكحكى».. وهدفهم حرق الوطن من أجل بقائهم واستمرار مكاسبهم
>> «البدوى» رئيس حزب الوفد صاحب قنوات (الحياة) ساهم بتوظيف قنواته لحرق الوطن واختلاق الأكاذيب
>> ما مصدر المليار جنيه التى وجدت فى حساب «محمد الأمين» ومجهولة المصدر فى البنك نفسه الذى تودع فيه أموال علاء وجمال مبارك (بى.إن بى)؟!
>> «الجلاد» الذى طالب بجمال مبارك رئيسا وظل يعمل مع رجل التطبيع الصهاينة والأمريكان.. وجد ضالته مع (محمد الأمين) فى الجريدة أو الفضائيات
لا أحد فينا لم يسمع المقولة الشهيرة التى جاءت على لسان حكمدار العاصمة –اللى هى القاهرة طبعا– فى فيلم (حياة أو موت) بطولة (عماد حمدى) و(مديحة يسرى) والذى حذر فيها المريض الذى اشترت له ابنته دواء خطأ من إحدى الصيدليات ليقول له عبر الإذاعة -التى كانت تلعب دورا كبيرا فى توعية الناس فى تلك الفترة من أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى– على المواطن (أحمد حمدى) القاطن بدير النحاس لا تشرب الدواء.. الدواء فيه سم قاتل.
ونحن بدورنا نقوم بدور حكمدار العاصمة لننبه جميع المواطنين البسطاء وليس المواطن (أحمد حمدى) فحسب، وإن كان (أحمد حمدى) فى الفيلم هو رمز لكل المصريين الذين يجب عليهم أن يتعاطوا بوعى حتى لا يكونوا ضحية ما يتعاطونه سواء كان هذا السم دواء أو إعلاما.
من هنا نحذرهم جميعا من تعاطى معظم ما تبثه لهم القنوات الفضائية التى تقوم بالتخديم على مصالح أصحابها الشخصية ومصالح من يلعبون لصالحهم فقط دون الوضع فى الاعتبار مصلحة الوطن أو المواطنين الذين تلعب هذه القنوات بعقولهم ومشاعرهم وتؤججها من أجل استنفارهم للخروج فى مظاهرات الغرض منها الفوضى والتخريب ودمار الوطن.
إعلام يبث سمومه
إعلام تلك القنوات أصبح كالدواء الذى حدز منه حكمدار العاصمة (به سم قاتل) ومع الأسف أن هذه القنوات السامة سيطرت على عقول الناس البسيطة التى يشتغل حماسها بمجرد الضغط على زر الحماس بداخلهم دون قراءة ما بين السطور لأنهم أصلا لا يدركون معنى السطور نفسها فكيف يدركون معنى ما بينها؟ ولذلك يتحركون بلا وعى ودون أن يكلفوا خاطرهم بالتوقف أمام هذه المعلومة التى يستقبلونها ليدخلوها إلى فرازة العقل لتنقية الغث من السمين.
اللعب على أوتار مشاعر الناس التى تبلغ نسبة أميتهم التعليمية 40% والأمية الثقافية 90% يعد جريمة أخلافية قبل أن تكون جريمة مهنية، وهذه القنوات تراهن على أن الناس فى هذه الحال لا يكونون سوى مجرد أجهزة فاكس يرددون ما يملى عليهم دون التفكير فى مدى صحته أو خطئه. هذه القنوات تستغل الفرصة لدس السم من منظور (ياكشى تولع.. هى بتاعتنا؟!)، هذا هو منطق تلك القنوات التى ما زالت تعمل بمن يطلق عليهم فلول النظام السابق.
إعلام الفلول يسيطر
الإعلام سواء الخاص أو العام ما زال يسيطر عليه الفلول، وإن كانت نسبة المصلحة عند أصحاب الإعلام الخاص أكبر من نسبة المصلحة فى الإعلام الرسمى، فالإعلام الخاص مصلحته الدفاع عن النظام القديم واللعب لصالحه وحرق الوطن من أجل بقائهم واستمرار مكاسبهم.
اللافت أن هؤلاء المتأعلمين من أبناء النظام القديم الذين ما زالوا كما هم على سطح الإعلام لم تتغير وجوههم ولم تصحوا ضمائرهم. انتشروا بشكل مسروع خوفا من ضياع المكاسب. والغريب أن هؤلاء الفاسدين يعرفون جيدا كيف يلملمون أنفسهم ويتجمعون فى كيانات منظمة -أشبه باللوبى الصهيونى- وسيلتهم فيها التبجح والهجوم السافر وقلة الأدب لحماية أهدافهم. وها هم بعد الثورة نجحوا فى ذلك بعد أن تظللوا برءوس أموال ملوثة تنتمى إلى جيوب رموز النظام القديم، فأصحاب القنوات الفضائية الذين هبطوا على الإعلام المصرى وسيطروا عليه بأموالهم المشكوك فى مصادرها، لم يعد الأمر بالنسبة إليهم سوى صفقة لا بد من التربح من ورائها حتى ولو كان على حساب الوطن.
«الأمين» غير أمين على الإعلام
«محمد الأمين» صاحب قنوات (cbc) الذى هبط فى غفلة من الزمن بالبراشوت على الإعلام المصرى بخطة مدبرة من عقول النظام القديم للدفاع عنهم وعن مصالحهم متصورا أن بتحالفه مع بقية قنوات الفلول (الحياة) و(Ontv) و(دريم) و(المحور) و(النهار) – التى أصبحت الشريك الأكبر فيها – من الممكن أن يكون إمبراطورية إعلامية تعيد النظام القديم من جديد، وإن فشلوا (يبقى) على الأقل ردوا اعتبارهم (وعملوا اللى عليهم) ولم لا وهم خدامه؟!
فالإعلام عند «محمد الأمين» – والذى لا يعرف عنه شيئا طيلة حياته ولم يتعرف إليه لا من قريب ولا من بعيد إلا بعد الثورة- هو مجرد دور يلعبه لخدمة النظام القديم، لا يختلف عن كونه مجرد توريد صفقة من صفقاته التجارية وتحديدا (قواعد التواليتات) التى بدأ بها حياته. «الأمين» -لحماية مصالح النظام القديم طبعا- لم يقف عند حد قناة أو اثنتين، بل راح يمتد ويتوسع إلى أن أصبح مشروعه إمبراطورية إعلامية بدأها بباقة قنوات (cbc) التى جمع فيها كل مذيعى الفلول الذين هاجموا الثورة فى بدايتها ودافعوا عن (مبارك) باستماتة وعلى رأسهم «لميس الحديدى» التى كانت مهندسة الحملة الانتخابية لـ(مبارك) عام 2010، والتى تعتبر مبادئها -إذا كان عندها مبادئ- مثل دولاب الملابس، وأشبه بفساتينها التى تبدلها وتتلون بها حسب لون كل مرحلة- كما أصدر جريدة يومية (الوطن) ليكون تأثيره فى الناس أسرع ولينشر الفوضى فى المجتمع بشكل أقوى لصالح النظام القديم، خاصة أنه تردد فى بداية الثورة أن «الأمين» هذا خرج بـ (600) مليون جنيه من أموال بعض أفراد نظام (مبارك) لتهريبها إلى (سوريا) تحت مسمى مشروع إنشاء قرية سياحية بـ (طرطوس) يطلق عليها (بورتو طرطوس).
إمبراطورية الفلول
كما حمل البلاغ رقم 1691 اشتراكه فى (موقعةالجمل). «الأمين» لم يكتف فقط بباقة (cbc) والجريدة، بل راح يحكم سيطرته على الإعلام الخاص ليكون الدفاع عن (مبارك) وأعوانه ممنهج، فاشترى 85% من قنوات (النهار)، ثم اشترى مجموعة قنوات (مودرن)، التى تضم ثلاث قنوات هى (مودرن سبورت) و(مودرن كورة) و(مودرن حرية)، ثم وكالة الأخبار العربية من ورثة (محمد الخرافى) رغبة منه فى أن تكون هذه الوكالة نواة لقناة تشبه قناة الجزيرة القطرية، وكذلك جريدتا (الفجر) و(اليوم السابع)، ولننظر إلى شركائه فى كل هذه الكيانات الإعلامية لنرى أنهم رموز النظام القديم.
فمنهم «أشرف صفوت الشريف» و«محمد المرشدى» و«وليد مصطفى» و«علاء الكحكى»، وهو ما يؤكد تلوث هذه الأموال، خاصة إذا عرفنا أن بداية انطلاقه بالـ (cbc) تكلفت وحدها مليار جنيه!! كما حاول أيضا من خلال مفاوضات بينه وبين أصحاب قنوات (بانوراما) أن يشترى قنواتهم التى تضم (5) قنوات (2) للدراما وواحدة للأفلام العربية وواحدة للأجنبية والأخيرة (موجة كوميدى)، المثير للدهشة هنا أن الأجور الشهرية التى يمنحها «الأمين» للعاملين معه من معدين ومقدمى برامج ومخرجين وفنيين تعتبر أجورا فلكية بالملايين لا يدفعها إلا شخص -كما يقولون فى الأمثال- (مش غرمان حاجة).
«الجلاد».. قفز بالبراشوت على الصحافة
من الذين يعملون معه «مجدى الجلاد» الذى اعتاد أن يعمل مع الذين تحوم حولهم الشبهات المالية سواء «محمد الأمين» أو «صلاح دياب» صاحب جريدة (المصرى اليوم) والتى انسحب منها «الجلاد» بحثا عن المزيد من الأموال، والذى أخفى أمر انتقاله إلى (الوطن) عن أصحاب (المصرى اليوم) حتى بعد توقيعه العقد، وسحب معه كل طاقمه ليضع (المصرى اليوم) فى مأزق رغبةً منه فى إفشالها لصالح مولوده الجديد (الوطن) التى قفزت على جثمان (المصرى اليوم). «مجدى الجلاد» لم يكن عبقرى زمانه فى الصحافة، بدليل أن أحدا لم يسمع عنه قبل توليه رئاسة تحرير (المصرى اليوم) والذى خدمته الصدفة فيها، لأنه لم يكن من البداية المرشح للمنصب منذ نحو سبع سنوات، بل كان المرشح لها الراحل «مجدى مهنا» إلا أن ظروفه الصحية حالت دون ذلك، فتم ترشيح «أنور الهوارى» الذى كان معارضا لنظام (مبارك) وبقوة أيام كان يعمل فى جريدة (الوفد).. بعد الاستقرار على «الهوارى» لم يدم أكثر من ستة أشهر؛ غادر المنصب بعد أن رفض فى إحدى المرات نشر إعلان عن الخمور فى الجريدة فى شهر رمضان، ولما أصر العضو المنتدب «هشام قاسم» على نشر الإعلان اضطر «الهوارى» إلى تقديم استقالته، ولم يكن هناك سوى «الجلاد» لتسكينه فى المنصب وهو القادم من (الأهرام العربى) بعد أن ظل رحالا فى دول الخليج ما يقرب من (10) سنوات قضاها فى السعودية، عمل خلالها فى مجلات وجرائد (تعبانة) لا تعدو عن كونها نشرات دورية، وكان قبلها يعمل بجريدة (الأنباء الكويتية) بمكتبها بالقاهرة -وهى الفترة التى كانت أعمل بها فى الجريدة نفسها فى بداية التسعينيات.
«الهوارى».. مدح مبارك فكافأه برئاسة التحرير
الغريب أن «الهوارى» أصابه تحول كبير فى مفاهيمه بعد أن وجد أن النفاق أكثر الطرق للوصول، فراح هذا المعارض العنتيد ينافق (مبارك) الذى ظل يعارضه طويلا وكتب عنه مقالا مدح، استغربته كل الساحة الصحفية والثقافية فى مصر. هذا المقال كان سببا فى رضاء النظام السابق عنه وتعيينه رئيسا لتحرير مجلة (الأهرام الاقتصادى). لكن –أيا كان موقفه– فيحسب له أنه هو الذى وضع أساسا قويا وقواعد متينة لـ(المصرى اليوم) بعد أن طبق عليها القواعد المهنية التى تتبعها كل من (التايمز) و(النيويورك تايمز)، كما نجح «الهوارى» فى الوصول إلى الأقاليم بتخصيص مساحة لا بأس بها، وهو ما ساعد على نجاحها، ليأتى «الجلاد» محافظا على كل هذه المكاسب المهنية وبمجهود بسيط منه.
صحافة «الجلاد» تسير بالقدرة الإلهية
هذا ما قاله له «محمد حسنين هيكل» – ويعرفه الوسط الإعلامى كله– عندما التقاه فى إحدى المناسبات فقال له (لقد عرفت أن (المصرى اليوم) تسير بالقدرة الإلهية)!! هذا المجهود البسيط كان العامل المساعد فيه بعض النفاق للنظام القديم مثلما كتب قبل الثورة (الحياة على أكتاف جمال مبارك) كذلك رأيه التليفزنونى فى (جمال) عندما أكد أن من حقه كشاب الترشح للرئاسة، بل هو يرى أنه أفضل من يتولاها – آنذاك – كذلك مقدمته لحوار (حسنى مبارك ) التى حذفت من موقع الجريدة الإلكترونى عقب الثورة خوفا من بطش الثوار وفتكهم به. «الجلاد» كان ضمن منظومة إعلام مبارك التى ترتدى ثوب المعارضة ولذلك كان يدرك جيدا أن القفز من السفينة دون طوق نجاة سيعرضه إلى الهلاك، وطوق النجاة بالنسبة إليه وإلى غيره من المتأعلمين هو رأس المال الذى يحافظ لهم على مكاسبهم ومصالحهم الشخصية مستخدمين أساليب التضليل والخداع والوهم للمواطن البسيط الذى يتصور أنهم فعلا يقاتلون من أجله؟
«الجلاد)»الذى ظل يعمل مع رجل التطبيع التجارى مع إسرائيل «صلاح دياب» ومع رجل أمريكا «هشام قاسم» وجد ضالته مع «محمد الأمين» سواء فى الجريدة أو الفضائيات، فانتقل إليه وكأنه فى مزاد يذهب فيه إلى من يدفع أكثر!! متجاهلا أنه فى مجتمع أكثر من 85% منه تحت خط الفقر، هؤلاء هم الذين يجب الدفاع عنهم، إلا أنه وغيره من منظومة المتأعلمين أخطأوا الاتجاه بدفاعهم عن مصالح أولياء نعمتهم متناسين أن ولى النعم هو الله سبحانه وتعالى.. لكنهم لا يشعرون!!
رجال التوريث
«مجدى الجلاد» الذى خرج فى برنامج (محطة مصر) مع (معتز مطر) على قناة (دريم) ليعترف قبل الثورة بحبه (جمال مبارك) وقال صراحة: (أنا بحبه، ولو اترشح فى الانتخابات رئيسا لمصر لأنه شاب وابن جيلى وعمل حاجات كتيرة جدا من أجل مصر، وكمان علشان نقضى على فكرة حكم العواجيز، أنا بحبه وبحترمه، خاصة إنه عمل إنجازات كتيرة جدا فى الملف الاقتصادى من خلال «أمانة السياسات» فى مصر)!! لو كان هذا هو رأى «الجلاد» قبل الثورة وبعده لكنا احترمناه، مثل كثيرين ظلوا على مبادئهم دون أن يتلونوا، أما أن يغير مبدأه (180) درجة مثل معظم إعلاميى جيله المتلونين والمتحولين، فهو أمر لا يحتاج إلى تعليق سوى (إن لم تستح فافعل ما شئت )، ولنرى ماذا قال بعد سقوط دولة جمال وحسنى مبارك، قال: كنت أتمنى أن أقول لـ(جمال): «لماذا أضريت بأبوك وأسقطته وضيعت البلد؟! ولماذا لم تشق طريقك دون الاعتماد على أبوك؟! وكان من الممكن تشتغل شغلتك كمحاسب، وتسيبك من الحزب الوطنى وأمانة السياسات وتشكيل حكومات وإسقاط حكومات وشيل وزراء وعقد صفقات اعتمادا على أبوك؛ فقد أضريت باقتصاد البلد وبالعدالة الاجتماعية، وخليت الفقير يزداد فقرا والغنى يزداد غنى»!! هذا هو «مجدى الجلاد» الذى من المفترض أنه يحمل أمانة الكلمة من خلال عمله الإعلامى من خلال البرامج التى يقدمها، وإن كنت لا أدرى كيف يقبل على نفسه أن يفرض نفسه على المشاهد وهو بلا كاريزما ومخارج ألفاظه كلها (بايظة) ولكن مع الأسف كله على حساب صاحب المحل!!
«مجدى الجلاد» الذى ضحك على كل المصريين بتمثيلية رخيصة فى برنامجه على قناة الفلول (مستغلا حاجة مواطن بسيط- اسمه «أحمد السيد العرباوى» وشهرته «أرنب السمكرى»- للمال واتفق معه على أن يظهر معه فى برنامجه مقابل (500) جنيه على أن يغير اسمه إلى (مفتاح) ويعترف أمام الناس أنه لص سيارات ويشرح كيف يقوم بسرقة السيارات، ليروع الناس ويخيفهم من سرقة سياراتهم فى ظل الانفلات الأمنى الذى كان منتشرا فى أعقاب الثورة كنوع من الترهيب للناس.. هل هذه الأمانة الإعلامية؟!
رجال المراحيض يتحكمون فى شرف الكلمة
«محمد الأمين» رجل النظام القديم الذى كان على صلة وطيدة بالمتأعلمين الذى يعرف جيدا عنهم أنهم الأقدر والأجدر على خلع مبادئهم (إذا كان لديهم من الأساس مبدأ) مثلما يخلعون بدلهم وفساتينهن، والذين ضمهم إلى منظومته الإعلامية -بدأ حياته فى دولة الكويت بعد تخرجه من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية فى شركة لتصنيع قواعد التواليتات، ثم عاد إلى القاهرة ليتقرب من رموز النظام السابق وليحصل على مواقفة من (يوسف والى) وزير الزراعة الأسبق أمين عام حزب الوطنى الديمقراطى-حزب (مبارك)- على إنشاء شركة لاستصلاح الأراضى الزراعية. بعدها قرر إنشاء (عامر جروب) والذى كان واجهتها رجل الأعمال (منصور عامر).
- البداية كانت بشراء (4) قطع أراض بمارينا عن طريق «محمد إبراهيم سليمان» وزير الإسكان الأسبق، والذى تفجر خلاف بينهما فى مكتب «سليمان» أصيب «الأمين» على أثره بأزمة قلبية نقل إثرها إلى المستشفى، وبالبحث عن بدائل أخرى وجد فى «كمال الشاذلى» غايته فى الحصول على آلاف الأفدنة لاستثمارها كمزارع بط وتصدير (كبد البط) إلى فرنسا.
المليار جنيه.. وتساؤلات مشروعة
هناك سؤال يحيرنى: ما مصدر المليار جنيه التى وجدت فى حساب «محمد الأمين» ومجهولة المصدر وفى البنك نفسه الذى تودع فيه أموال علاء وجمال مبارك (بى.إن. بى)؟! وهل لهذا المليار علاقة بشراكة الوليد الإبراهيمى بنسبة 67% من حجم إمبراطورية الأمين الإعلامية c.b.c وملحقاتها؟! وهو ما يجعلنى أخشى من هذه الشراكة على الإعلام المصرى من التسعود، أذكر أنه مع بداية تكويش «الأمين» على الإعلام الخاص المصرى وشرائه مجموعة قنوات (مودرن) قام باستبعاد (معتز مطر) من قناة (مودرن حرية) الذى كان يقدم برنامج (محطة مصر) كاشفا فيه عن منظومة الفساد، وعندما أصبح (محمد بديع) -وهو ليس المرشد وإنما تشابه فى الأسماء- المدير التنفيذى لمجموعة c.b.c طلب من العاملين فى برنامج «مطر» -بناء على أوامر محمد الأمين- الاستمرار بالقناة ولا دخل لهم بـ«مطر» على أن يقوم برفع أجورهم الضعيفة بشرط أن ينفذوا السياسة الجديدة للقنوات وهى محاولة إسقاط الدولة، ولما رفضوا حفاظا على عهدهم لـ«مطر» ومن قبله الوطن، عرض عليهم 50 ألف جنيه بجانب المتبقى من عقدهم بشرط ألا يكشفوا سر وتفاصيل هذا الاجتماع إلا المجموعة المحترمة منهم رفضت المكافأة لأنهم لا يبيعون ضمائرهم مثل الذين باعوا من المتأعلمين والمتلونين من فلول النظام القديم، وقالها صراحة: نريد إسقاط الإخوان بأى ثمن!! ولوح لهم بأن البديل هم مجموعة د.حسام بدراوى عضو الحزب الوطنى وأمانة السياسات والذى تولى رئاسة الحزب لأيام معدودة فى أعقاب الثورة، وهى المجموعة التى يتم تجهيزها حاليا لتكون النظام البديل!
إملاءات البدوى
«السيد البدوى» رئيس حزب (الوفد) صاحب قنوات (الحياة) وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى -التى لا أراها إلا جبهة للتخريب الوطنى وليس للإنقاذ، هدفها الأساسى دمار الوطن- ساهم بتوظيف قنواته وخاصة برنامجه (الحياة اليوم) لحرق الوطن واختلاق الأكاذيب، وطاوعته فى ذلك مذيعة البرنامج «لبنى عسل» التى تنمرت فجأة وبدأت تظهر عليها علامات التشفى والغل والنوازع الانتقامية بعد أن كانت قطة وديعة مستكينة هادئة الطباع فاترة الأداء، وهى القادمة من القناة الثالثة بالتليفزيون المصرى إلى قناة (الحياة).
>> إعلام يسيطر عليه الفلول من أمثال «أشرف صفوت الشريف» و«المرشدى» و«وليد مصطفى» و«علاء الكحكى».. وهدفهم حرق الوطن من أجل بقائهم واستمرار مكاسبهم
>> «البدوى» رئيس حزب الوفد صاحب قنوات (الحياة) ساهم بتوظيف قنواته لحرق الوطن واختلاق الأكاذيب
>> ما مصدر المليار جنيه التى وجدت فى حساب «محمد الأمين» ومجهولة المصدر فى البنك نفسه الذى تودع فيه أموال علاء وجمال مبارك (بى.إن بى)؟!
>> «الجلاد» الذى طالب بجمال مبارك رئيسا وظل يعمل مع رجل التطبيع الصهاينة والأمريكان.. وجد ضالته مع (محمد الأمين) فى الجريدة أو الفضائيات
لا أحد فينا لم يسمع المقولة الشهيرة التى جاءت على لسان حكمدار العاصمة –اللى هى القاهرة طبعا– فى فيلم (حياة أو موت) بطولة (عماد حمدى) و(مديحة يسرى) والذى حذر فيها المريض الذى اشترت له ابنته دواء خطأ من إحدى الصيدليات ليقول له عبر الإذاعة -التى كانت تلعب دورا كبيرا فى توعية الناس فى تلك الفترة من أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى– على المواطن (أحمد حمدى) القاطن بدير النحاس لا تشرب الدواء.. الدواء فيه سم قاتل.
ونحن بدورنا نقوم بدور حكمدار العاصمة لننبه جميع المواطنين البسطاء وليس المواطن (أحمد حمدى) فحسب، وإن كان (أحمد حمدى) فى الفيلم هو رمز لكل المصريين الذين يجب عليهم أن يتعاطوا بوعى حتى لا يكونوا ضحية ما يتعاطونه سواء كان هذا السم دواء أو إعلاما.
من هنا نحذرهم جميعا من تعاطى معظم ما تبثه لهم القنوات الفضائية التى تقوم بالتخديم على مصالح أصحابها الشخصية ومصالح من يلعبون لصالحهم فقط دون الوضع فى الاعتبار مصلحة الوطن أو المواطنين الذين تلعب هذه القنوات بعقولهم ومشاعرهم وتؤججها من أجل استنفارهم للخروج فى مظاهرات الغرض منها الفوضى والتخريب ودمار الوطن.
إعلام يبث سمومه
إعلام تلك القنوات أصبح كالدواء الذى حدز منه حكمدار العاصمة (به سم قاتل) ومع الأسف أن هذه القنوات السامة سيطرت على عقول الناس البسيطة التى يشتغل حماسها بمجرد الضغط على زر الحماس بداخلهم دون قراءة ما بين السطور لأنهم أصلا لا يدركون معنى السطور نفسها فكيف يدركون معنى ما بينها؟ ولذلك يتحركون بلا وعى ودون أن يكلفوا خاطرهم بالتوقف أمام هذه المعلومة التى يستقبلونها ليدخلوها إلى فرازة العقل لتنقية الغث من السمين.
اللعب على أوتار مشاعر الناس التى تبلغ نسبة أميتهم التعليمية 40% والأمية الثقافية 90% يعد جريمة أخلافية قبل أن تكون جريمة مهنية، وهذه القنوات تراهن على أن الناس فى هذه الحال لا يكونون سوى مجرد أجهزة فاكس يرددون ما يملى عليهم دون التفكير فى مدى صحته أو خطئه. هذه القنوات تستغل الفرصة لدس السم من منظور (ياكشى تولع.. هى بتاعتنا؟!)، هذا هو منطق تلك القنوات التى ما زالت تعمل بمن يطلق عليهم فلول النظام السابق.
إعلام الفلول يسيطر
الإعلام سواء الخاص أو العام ما زال يسيطر عليه الفلول، وإن كانت نسبة المصلحة عند أصحاب الإعلام الخاص أكبر من نسبة المصلحة فى الإعلام الرسمى، فالإعلام الخاص مصلحته الدفاع عن النظام القديم واللعب لصالحه وحرق الوطن من أجل بقائهم واستمرار مكاسبهم.
اللافت أن هؤلاء المتأعلمين من أبناء النظام القديم الذين ما زالوا كما هم على سطح الإعلام لم تتغير وجوههم ولم تصحوا ضمائرهم. انتشروا بشكل مسروع خوفا من ضياع المكاسب. والغريب أن هؤلاء الفاسدين يعرفون جيدا كيف يلملمون أنفسهم ويتجمعون فى كيانات منظمة -أشبه باللوبى الصهيونى- وسيلتهم فيها التبجح والهجوم السافر وقلة الأدب لحماية أهدافهم. وها هم بعد الثورة نجحوا فى ذلك بعد أن تظللوا برءوس أموال ملوثة تنتمى إلى جيوب رموز النظام القديم، فأصحاب القنوات الفضائية الذين هبطوا على الإعلام المصرى وسيطروا عليه بأموالهم المشكوك فى مصادرها، لم يعد الأمر بالنسبة إليهم سوى صفقة لا بد من التربح من ورائها حتى ولو كان على حساب الوطن.
«الأمين» غير أمين على الإعلام
«محمد الأمين» صاحب قنوات (cbc) الذى هبط فى غفلة من الزمن بالبراشوت على الإعلام المصرى بخطة مدبرة من عقول النظام القديم للدفاع عنهم وعن مصالحهم متصورا أن بتحالفه مع بقية قنوات الفلول (الحياة) و(Ontv) و(دريم) و(المحور) و(النهار) – التى أصبحت الشريك الأكبر فيها – من الممكن أن يكون إمبراطورية إعلامية تعيد النظام القديم من جديد، وإن فشلوا (يبقى) على الأقل ردوا اعتبارهم (وعملوا اللى عليهم) ولم لا وهم خدامه؟!
فالإعلام عند «محمد الأمين» – والذى لا يعرف عنه شيئا طيلة حياته ولم يتعرف إليه لا من قريب ولا من بعيد إلا بعد الثورة- هو مجرد دور يلعبه لخدمة النظام القديم، لا يختلف عن كونه مجرد توريد صفقة من صفقاته التجارية وتحديدا (قواعد التواليتات) التى بدأ بها حياته. «الأمين» -لحماية مصالح النظام القديم طبعا- لم يقف عند حد قناة أو اثنتين، بل راح يمتد ويتوسع إلى أن أصبح مشروعه إمبراطورية إعلامية بدأها بباقة قنوات (cbc) التى جمع فيها كل مذيعى الفلول الذين هاجموا الثورة فى بدايتها ودافعوا عن (مبارك) باستماتة وعلى رأسهم «لميس الحديدى» التى كانت مهندسة الحملة الانتخابية لـ(مبارك) عام 2010، والتى تعتبر مبادئها -إذا كان عندها مبادئ- مثل دولاب الملابس، وأشبه بفساتينها التى تبدلها وتتلون بها حسب لون كل مرحلة- كما أصدر جريدة يومية (الوطن) ليكون تأثيره فى الناس أسرع ولينشر الفوضى فى المجتمع بشكل أقوى لصالح النظام القديم، خاصة أنه تردد فى بداية الثورة أن «الأمين» هذا خرج بـ (600) مليون جنيه من أموال بعض أفراد نظام (مبارك) لتهريبها إلى (سوريا) تحت مسمى مشروع إنشاء قرية سياحية بـ (طرطوس) يطلق عليها (بورتو طرطوس).
إمبراطورية الفلول
كما حمل البلاغ رقم 1691 اشتراكه فى (موقعةالجمل). «الأمين» لم يكتف فقط بباقة (cbc) والجريدة، بل راح يحكم سيطرته على الإعلام الخاص ليكون الدفاع عن (مبارك) وأعوانه ممنهج، فاشترى 85% من قنوات (النهار)، ثم اشترى مجموعة قنوات (مودرن)، التى تضم ثلاث قنوات هى (مودرن سبورت) و(مودرن كورة) و(مودرن حرية)، ثم وكالة الأخبار العربية من ورثة (محمد الخرافى) رغبة منه فى أن تكون هذه الوكالة نواة لقناة تشبه قناة الجزيرة القطرية، وكذلك جريدتا (الفجر) و(اليوم السابع)، ولننظر إلى شركائه فى كل هذه الكيانات الإعلامية لنرى أنهم رموز النظام القديم.
فمنهم «أشرف صفوت الشريف» و«محمد المرشدى» و«وليد مصطفى» و«علاء الكحكى»، وهو ما يؤكد تلوث هذه الأموال، خاصة إذا عرفنا أن بداية انطلاقه بالـ (cbc) تكلفت وحدها مليار جنيه!! كما حاول أيضا من خلال مفاوضات بينه وبين أصحاب قنوات (بانوراما) أن يشترى قنواتهم التى تضم (5) قنوات (2) للدراما وواحدة للأفلام العربية وواحدة للأجنبية والأخيرة (موجة كوميدى)، المثير للدهشة هنا أن الأجور الشهرية التى يمنحها «الأمين» للعاملين معه من معدين ومقدمى برامج ومخرجين وفنيين تعتبر أجورا فلكية بالملايين لا يدفعها إلا شخص -كما يقولون فى الأمثال- (مش غرمان حاجة).
«الجلاد».. قفز بالبراشوت على الصحافة
من الذين يعملون معه «مجدى الجلاد» الذى اعتاد أن يعمل مع الذين تحوم حولهم الشبهات المالية سواء «محمد الأمين» أو «صلاح دياب» صاحب جريدة (المصرى اليوم) والتى انسحب منها «الجلاد» بحثا عن المزيد من الأموال، والذى أخفى أمر انتقاله إلى (الوطن) عن أصحاب (المصرى اليوم) حتى بعد توقيعه العقد، وسحب معه كل طاقمه ليضع (المصرى اليوم) فى مأزق رغبةً منه فى إفشالها لصالح مولوده الجديد (الوطن) التى قفزت على جثمان (المصرى اليوم). «مجدى الجلاد» لم يكن عبقرى زمانه فى الصحافة، بدليل أن أحدا لم يسمع عنه قبل توليه رئاسة تحرير (المصرى اليوم) والذى خدمته الصدفة فيها، لأنه لم يكن من البداية المرشح للمنصب منذ نحو سبع سنوات، بل كان المرشح لها الراحل «مجدى مهنا» إلا أن ظروفه الصحية حالت دون ذلك، فتم ترشيح «أنور الهوارى» الذى كان معارضا لنظام (مبارك) وبقوة أيام كان يعمل فى جريدة (الوفد).. بعد الاستقرار على «الهوارى» لم يدم أكثر من ستة أشهر؛ غادر المنصب بعد أن رفض فى إحدى المرات نشر إعلان عن الخمور فى الجريدة فى شهر رمضان، ولما أصر العضو المنتدب «هشام قاسم» على نشر الإعلان اضطر «الهوارى» إلى تقديم استقالته، ولم يكن هناك سوى «الجلاد» لتسكينه فى المنصب وهو القادم من (الأهرام العربى) بعد أن ظل رحالا فى دول الخليج ما يقرب من (10) سنوات قضاها فى السعودية، عمل خلالها فى مجلات وجرائد (تعبانة) لا تعدو عن كونها نشرات دورية، وكان قبلها يعمل بجريدة (الأنباء الكويتية) بمكتبها بالقاهرة -وهى الفترة التى كانت أعمل بها فى الجريدة نفسها فى بداية التسعينيات.
«الهوارى».. مدح مبارك فكافأه برئاسة التحرير
الغريب أن «الهوارى» أصابه تحول كبير فى مفاهيمه بعد أن وجد أن النفاق أكثر الطرق للوصول، فراح هذا المعارض العنتيد ينافق (مبارك) الذى ظل يعارضه طويلا وكتب عنه مقالا مدح، استغربته كل الساحة الصحفية والثقافية فى مصر. هذا المقال كان سببا فى رضاء النظام السابق عنه وتعيينه رئيسا لتحرير مجلة (الأهرام الاقتصادى). لكن –أيا كان موقفه– فيحسب له أنه هو الذى وضع أساسا قويا وقواعد متينة لـ(المصرى اليوم) بعد أن طبق عليها القواعد المهنية التى تتبعها كل من (التايمز) و(النيويورك تايمز)، كما نجح «الهوارى» فى الوصول إلى الأقاليم بتخصيص مساحة لا بأس بها، وهو ما ساعد على نجاحها، ليأتى «الجلاد» محافظا على كل هذه المكاسب المهنية وبمجهود بسيط منه.
صحافة «الجلاد» تسير بالقدرة الإلهية
هذا ما قاله له «محمد حسنين هيكل» – ويعرفه الوسط الإعلامى كله– عندما التقاه فى إحدى المناسبات فقال له (لقد عرفت أن (المصرى اليوم) تسير بالقدرة الإلهية)!! هذا المجهود البسيط كان العامل المساعد فيه بعض النفاق للنظام القديم مثلما كتب قبل الثورة (الحياة على أكتاف جمال مبارك) كذلك رأيه التليفزنونى فى (جمال) عندما أكد أن من حقه كشاب الترشح للرئاسة، بل هو يرى أنه أفضل من يتولاها – آنذاك – كذلك مقدمته لحوار (حسنى مبارك ) التى حذفت من موقع الجريدة الإلكترونى عقب الثورة خوفا من بطش الثوار وفتكهم به. «الجلاد» كان ضمن منظومة إعلام مبارك التى ترتدى ثوب المعارضة ولذلك كان يدرك جيدا أن القفز من السفينة دون طوق نجاة سيعرضه إلى الهلاك، وطوق النجاة بالنسبة إليه وإلى غيره من المتأعلمين هو رأس المال الذى يحافظ لهم على مكاسبهم ومصالحهم الشخصية مستخدمين أساليب التضليل والخداع والوهم للمواطن البسيط الذى يتصور أنهم فعلا يقاتلون من أجله؟
«الجلاد)»الذى ظل يعمل مع رجل التطبيع التجارى مع إسرائيل «صلاح دياب» ومع رجل أمريكا «هشام قاسم» وجد ضالته مع «محمد الأمين» سواء فى الجريدة أو الفضائيات، فانتقل إليه وكأنه فى مزاد يذهب فيه إلى من يدفع أكثر!! متجاهلا أنه فى مجتمع أكثر من 85% منه تحت خط الفقر، هؤلاء هم الذين يجب الدفاع عنهم، إلا أنه وغيره من منظومة المتأعلمين أخطأوا الاتجاه بدفاعهم عن مصالح أولياء نعمتهم متناسين أن ولى النعم هو الله سبحانه وتعالى.. لكنهم لا يشعرون!!
رجال التوريث
«مجدى الجلاد» الذى خرج فى برنامج (محطة مصر) مع (معتز مطر) على قناة (دريم) ليعترف قبل الثورة بحبه (جمال مبارك) وقال صراحة: (أنا بحبه، ولو اترشح فى الانتخابات رئيسا لمصر لأنه شاب وابن جيلى وعمل حاجات كتيرة جدا من أجل مصر، وكمان علشان نقضى على فكرة حكم العواجيز، أنا بحبه وبحترمه، خاصة إنه عمل إنجازات كتيرة جدا فى الملف الاقتصادى من خلال «أمانة السياسات» فى مصر)!! لو كان هذا هو رأى «الجلاد» قبل الثورة وبعده لكنا احترمناه، مثل كثيرين ظلوا على مبادئهم دون أن يتلونوا، أما أن يغير مبدأه (180) درجة مثل معظم إعلاميى جيله المتلونين والمتحولين، فهو أمر لا يحتاج إلى تعليق سوى (إن لم تستح فافعل ما شئت )، ولنرى ماذا قال بعد سقوط دولة جمال وحسنى مبارك، قال: كنت أتمنى أن أقول لـ(جمال): «لماذا أضريت بأبوك وأسقطته وضيعت البلد؟! ولماذا لم تشق طريقك دون الاعتماد على أبوك؟! وكان من الممكن تشتغل شغلتك كمحاسب، وتسيبك من الحزب الوطنى وأمانة السياسات وتشكيل حكومات وإسقاط حكومات وشيل وزراء وعقد صفقات اعتمادا على أبوك؛ فقد أضريت باقتصاد البلد وبالعدالة الاجتماعية، وخليت الفقير يزداد فقرا والغنى يزداد غنى»!! هذا هو «مجدى الجلاد» الذى من المفترض أنه يحمل أمانة الكلمة من خلال عمله الإعلامى من خلال البرامج التى يقدمها، وإن كنت لا أدرى كيف يقبل على نفسه أن يفرض نفسه على المشاهد وهو بلا كاريزما ومخارج ألفاظه كلها (بايظة) ولكن مع الأسف كله على حساب صاحب المحل!!
«مجدى الجلاد» الذى ضحك على كل المصريين بتمثيلية رخيصة فى برنامجه على قناة الفلول (مستغلا حاجة مواطن بسيط- اسمه «أحمد السيد العرباوى» وشهرته «أرنب السمكرى»- للمال واتفق معه على أن يظهر معه فى برنامجه مقابل (500) جنيه على أن يغير اسمه إلى (مفتاح) ويعترف أمام الناس أنه لص سيارات ويشرح كيف يقوم بسرقة السيارات، ليروع الناس ويخيفهم من سرقة سياراتهم فى ظل الانفلات الأمنى الذى كان منتشرا فى أعقاب الثورة كنوع من الترهيب للناس.. هل هذه الأمانة الإعلامية؟!
رجال المراحيض يتحكمون فى شرف الكلمة
«محمد الأمين» رجل النظام القديم الذى كان على صلة وطيدة بالمتأعلمين الذى يعرف جيدا عنهم أنهم الأقدر والأجدر على خلع مبادئهم (إذا كان لديهم من الأساس مبدأ) مثلما يخلعون بدلهم وفساتينهن، والذين ضمهم إلى منظومته الإعلامية -بدأ حياته فى دولة الكويت بعد تخرجه من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية فى شركة لتصنيع قواعد التواليتات، ثم عاد إلى القاهرة ليتقرب من رموز النظام السابق وليحصل على مواقفة من (يوسف والى) وزير الزراعة الأسبق أمين عام حزب الوطنى الديمقراطى-حزب (مبارك)- على إنشاء شركة لاستصلاح الأراضى الزراعية. بعدها قرر إنشاء (عامر جروب) والذى كان واجهتها رجل الأعمال (منصور عامر).
- البداية كانت بشراء (4) قطع أراض بمارينا عن طريق «محمد إبراهيم سليمان» وزير الإسكان الأسبق، والذى تفجر خلاف بينهما فى مكتب «سليمان» أصيب «الأمين» على أثره بأزمة قلبية نقل إثرها إلى المستشفى، وبالبحث عن بدائل أخرى وجد فى «كمال الشاذلى» غايته فى الحصول على آلاف الأفدنة لاستثمارها كمزارع بط وتصدير (كبد البط) إلى فرنسا.
المليار جنيه.. وتساؤلات مشروعة
هناك سؤال يحيرنى: ما مصدر المليار جنيه التى وجدت فى حساب «محمد الأمين» ومجهولة المصدر وفى البنك نفسه الذى تودع فيه أموال علاء وجمال مبارك (بى.إن. بى)؟! وهل لهذا المليار علاقة بشراكة الوليد الإبراهيمى بنسبة 67% من حجم إمبراطورية الأمين الإعلامية c.b.c وملحقاتها؟! وهو ما يجعلنى أخشى من هذه الشراكة على الإعلام المصرى من التسعود، أذكر أنه مع بداية تكويش «الأمين» على الإعلام الخاص المصرى وشرائه مجموعة قنوات (مودرن) قام باستبعاد (معتز مطر) من قناة (مودرن حرية) الذى كان يقدم برنامج (محطة مصر) كاشفا فيه عن منظومة الفساد، وعندما أصبح (محمد بديع) -وهو ليس المرشد وإنما تشابه فى الأسماء- المدير التنفيذى لمجموعة c.b.c طلب من العاملين فى برنامج «مطر» -بناء على أوامر محمد الأمين- الاستمرار بالقناة ولا دخل لهم بـ«مطر» على أن يقوم برفع أجورهم الضعيفة بشرط أن ينفذوا السياسة الجديدة للقنوات وهى محاولة إسقاط الدولة، ولما رفضوا حفاظا على عهدهم لـ«مطر» ومن قبله الوطن، عرض عليهم 50 ألف جنيه بجانب المتبقى من عقدهم بشرط ألا يكشفوا سر وتفاصيل هذا الاجتماع إلا المجموعة المحترمة منهم رفضت المكافأة لأنهم لا يبيعون ضمائرهم مثل الذين باعوا من المتأعلمين والمتلونين من فلول النظام القديم، وقالها صراحة: نريد إسقاط الإخوان بأى ثمن!! ولوح لهم بأن البديل هم مجموعة د.حسام بدراوى عضو الحزب الوطنى وأمانة السياسات والذى تولى رئاسة الحزب لأيام معدودة فى أعقاب الثورة، وهى المجموعة التى يتم تجهيزها حاليا لتكون النظام البديل!
إملاءات البدوى
«السيد البدوى» رئيس حزب (الوفد) صاحب قنوات (الحياة) وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى -التى لا أراها إلا جبهة للتخريب الوطنى وليس للإنقاذ، هدفها الأساسى دمار الوطن- ساهم بتوظيف قنواته وخاصة برنامجه (الحياة اليوم) لحرق الوطن واختلاق الأكاذيب، وطاوعته فى ذلك مذيعة البرنامج «لبنى عسل» التى تنمرت فجأة وبدأت تظهر عليها علامات التشفى والغل والنوازع الانتقامية بعد أن كانت قطة وديعة مستكينة هادئة الطباع فاترة الأداء، وهى القادمة من القناة الثالثة بالتليفزيون المصرى إلى قناة (الحياة).
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر