0

قال الله تعالى : ( قتل أصحاب الأخدود *النار ذات الوقود *اذ هم عليها قعود *وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود* وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذى له ملك السموات والأرض والله على كل شئ شهيد *ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق * ) البروج 4-10 حدثتنا كتب التفسير عن أصحاب الأخدود وما فعلوه بالمؤمنين من تعذيب وقتل وسحق والقاء فى نار ملتهبة وأنهم ما فعلوا ذلك بالمؤمنين الا لأنهم يؤمنون بالله العزيز الحميد الذى له ملك السموات والأرض ولكن الله على كل شئ شهيد الله هو الشهيد على ما كان من أمر أصحاب الأخدود والمؤمنين وكفى بالله شهيدا ويقال أن الفئة المؤمنة كانت من النصارى الموحدين قبل الاسلام ولكنهم ابتلوا بحكام طغاة شريرين أرادوا أن يردوهم عن دينهم وعقيدتهم ......... فشقوا لهم شق فى الأرض وأوقدوا فيه النار وحرقوهم وهم أحياء على مرأى ومسمع من الحشود التى حشدوها ليشهدوا مصرع الفئة المؤمنة وليعلموا أن جزاء الايمان الحرق والتعذيب وما كان للمؤمنين والمؤمنات ذنب الا أنهم ءامنوا بالله العزيز الحميد هذه القصة التى عرضها لنا القرآن الكريم فى سطور معدودة وآيات قصيرة معبرة وتلمس ما نحن فيه .. ان ما يحدث فى الدنيا من أحداث ليس نهاية المطاف وليس ختام للمشهد ولكن البقية آتية هناك ....هناك وان طال الزمن ان الطغاة الفاسدين المجرمين حرقوا المؤمنين أحياء وتسببوا فى الفتنة فى الدين ولم يندموا أو يتوبوا على ما فعلوه لذلك فان عذاب الحريق وعذاب جهنم ينتظرهم وكأن النار التى حرقوا بها المؤمنين فى الأخدود فى الدنيا تنتظرهم فى الآخرة ولكنها أشد من نار الدنيا .... حريق فى الدنيا وحريق فى الآخرة لايمكن أن يتساوى فى شدته أو مدته ............... كيف يكون حريق أوقده الخلق فى الدنيا.... كحريق أوقدها الخالق فى الآخرة . حريق الآخرة سيكونون خالدين فيه الى ماشاء الله حريق الآخرة غضب من الله وسخط أما حريق الدنيا الذى أصاب المؤمنين فهو لحظات وتنتهى ويبشرهم الله فى سياق الآيات بأن ما هم فيه هو الفوز الكبير والنجاة من عذاب الآخرة وبأن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها الى ما شاء الله هذه الحقيقة التى يجب أن تستقر فى القلوب المؤمنة على مدار القرون عندما تتعرض للفتنة فى دينها ثم يأتى التذكير ببطش الله بالظالمين ........... (ان بطش ربك لشديد ) ليذكر الطغاة الفسدة أن ذلك البطش الهزيل الضعيف فى الدنياوالذى يحسبه الناس كبير وكثير وشديد لا يساور شيئا بجانب بطش الله بهم فى الدنيا والآخرة . ثم تأتى الرحمات من الله عز وجل ( وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد * فعال لما يريد ) ليذكرنا الله بالرحمة والمغفرة وبأن باب التوبة ما زال مفتوحا خاصة وأن الله يقول ( ثم لم يتوبوا ) اذن فالتوبة متاحة ومازالت الفرصة سانحة للجميع للندم والتوبة على ما اقترفوا فى حق المؤمنين وباب التوبة مفتوح لا يغلق فى وجه التائب العائد الى الله أما الود فهو خاص بالمؤمنين الذين اختاروا الله عز وجل على كل شئ على الأموال والممتلكات والأولاد والمناصب والوظائف والمراكز فما يوجد شئ فى الدنيا الفانية يساوى الود والقرب من الله فماذا تكون الدنيا بجانب رضا الله عز وجل وماذا يكون العذاب الذى احتملوه وهو مؤقت بجانب النعيم المقيم فى جنات النعيم ان عبيدا من عبيد هذه الأرض يلقون بأنفسهم الى التهلكة من أجل كلمة من سيدهم أو لمحة رضا وهو عبد وهم عبيد ولكن عباد الله الذى لا يهنأوا الا برضاه وهانت عليهم الدنيا والألم والسحل والحرق والتعذيب وهان كل غال وعزيز فى سبيل رضا الله عز وجل يريد الله أن ينتصر الدين وتفنى الأجساد البالية لحكمة يريدها سبحانه وتعالى يريد الله أن ينتصر الدين على الفتنة .. ويملى الله للطغاة فى الأرض يمهلهم لليوم الموعود حتى يستخرجوا ما بداخلهم من شر وطغيان حتى لا يكون بداخلم خير يؤجرون عليه وحتى يكونوا حجة بأفعالهم على من يؤيدونهم ويفوضونهم حقا كما قال ربنا عز وجل ( ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حي عن بينة ) الأنفال 42 ويبقى المشهد متكرر على مر العصور ويبقى الله عز وجل ( فعال لما يريد ) ( والله من ورائهم محيط ).........صدق الله العظيم

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

Emoticon
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.

 
Top