لن نسمح له ولأمثاله بالعبث ولو احتمى بالانقلاب الدموي
في ظل الأزمةالسياسية والانقسام
المجتمعي بل ومشاهد الانقلاب الدموي التي تتجاوز قدرة البعض على التحمل ,
تكون الحاجة ملحة أحيانا للترويح عن النفس وربما الترفيه أيضا , وذلك من
خلال مشاهدة بعض المسرحيات الكوميدية أو بعض مهرجي السيرك , لكن هناك طرق
أخرى جديدة ومبتكرة ومجربة أيضا , وهي أن تشاهد نماذج مسلية وممتعة مثل سيد
القمني , وهو يجلس على كرسي الأستاذية نافخا أوداج ثقافته , ممتشقا
عبقريته الفذة شاهرا في وجوهنا عبارات تتجاوز الممثل الراحل عبد الفتاح
القصري في فيلم أستاذة فاطمة , وهو يقول : أنا( فخورن) بك يأستاذة فاطمة .
هكذا فعل ويفعل القمني , وقد ظننا أن الرجل توارى عن المشهد الثقافي
بعدسلسلة من فضائحه المعروفة , لكنه عاد مرة ثانية ليطل علينا بعباراته
الوسيمة والأنيقة في ندوة حزب المصريين الأحرار المعروف بتوجهاته المعادية
للثوابت. عاد سيد القمني إذن لكي نمارس معه فريضة الضحك التلقائي ونحن
نستمع إليه وهو يتحدث ببساطة وجرأة واستسهال ما يتوقف الباحثون الجادون
والعلماء عن أن يصلوا فيه إلى نتائج قاطعة بهذه الطريقة التي يتحدث بها
والتي تتعارض مع منهج البحث العلمي الرصين . والعجيب هذه المرة أن القمني
أخرج من جعبته التي تشبه جعبة الحواة الكثير من المفاجآت المدهشة المخالفة
لما هو معروف تاريخيا , فهو يحمد الله على سقوط الأندلس لأن الفتوحات
العربية والإسلامية لو استمرت لأدت إلى تخلف العالم !! دون أن يخبرنا عن
اسم مرجع تاريخي واحد استند إليه القمني في ادعائه هذا , على الرغم من أن
عشرات المراجع التاريخية القديمة والحديثة وبخاصة بعد أحداث الحادي عشر من
سبتمبر , تكاد تتفق على أنه لولا الفتوحات العربية والإسلامية لظل العالم
الغربي قابعا في سراديب تخلفه , وأنه في الوقت الذي كان فيه العالم الغربي
يعيش حقبة ما عرف بعصور الظلام , أو Dark ages كان العالم الإسلامي يمتلك
ترسانة هائلة من علماء الفلك والطب والرياضيات وغيرها من العلوم في حقبة
عرفت بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية The Golden age , وقد عرضنا في
صحيفة الشعب لعشرات الكتب الغربية لا العربية (والحق ما شهدت به الأعداء)
تؤكد على هذا الدور البارز للحضارة الإسلامية وتأثيرها ليس على أوروبا فقط ,
بل وعلى العالم أجمع . ومن الأمور المضحكة في الأداء اللغوي للقمني أنه
جاهل بأبسط قواعد العربية فمثلا يقول القمني : مما كنا نشهده (بفتح الدال)
مع أنه فعل مضارع مرفوع , ويقول مستخدما الفعل الأمر من آمن :أومن كما تحب
(يقصد آمن كما تحب ) , بالإضافة إلى تحريفه إلى آيات القرآن , فبدلا من أن
يقول : ويسعون في الأرض فسادا , قال ويسعون في الأرض خرابا !
هذا بالإضافة إلى استنتاجاته العلمية الفذة , فمثلا يقول : إن
المسلمين يقولون لدينا القرآن وصحيح البخاري , فلماذا نقرأ كتب الفيزياء
والكيمياء ؟ وكما هو واضح فإن النصف الأول من عباراته صحيح , وهو أن لدينا
القرآن وصحيح البخاري , لكن النصف الثاني هو استنتاج القمني المعوج
والمنحرف , لأن أحدا من المسلمين لم يقل لماذا نقرأ كتب الفيزياء
والكيمياء ؟ وعلى أية حال , لا يسعنا إلا أن نشكر القمني والمصريين الأحرار
على هذه الفقرة الفكاهية والتي يمكن أن نطلق عليها السيرك الثقافي أو
قمنيات , وذلك للترويح عن أنفسنا من ضغوط المشهد السياسي المأساوي
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر