مع مرور ثلاث سنوات على الأزمة
السورية وفشل الأطراف المتنازعة في الوصول إلى حل لها، تتواصل معاناة
السوريين في وطنهم ودول الشتات، خاصة في تركيا حيث شارف عددهم على المليون
وطال انتظارهم حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم. وصل عدد اللاجئين
السوريين المقيمين في تركيا إلى نحو 900 ألف شخص فر من جحيم الحرب، حسبما.
15-03-2014 10:45 |
مع مرور ثلاث سنوات على الأزمة السورية وفشل الأطراف المتنازعة في الوصول إلى حل لها، تتواصل معاناة السوريين في وطنهم ودول الشتات، خاصة في تركيا حيث شارف عددهم على المليون وطال انتظارهم حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم.
وصل عدد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى نحو 900 ألف شخص فر من جحيم الحرب، حسبما نقلت صحيفة حريات دايلي نيوز "Hürryet Daily News" التركية الصادرة باللغة الإنجليزية عن مسؤول في الأمم المتحدة. بيد أن بعض السوريين الذين يقيمون في مدينة إسطنبول التركية، يشيرون إلى نحو مليوني سوري يعيش معظمهم في ظروف المنفى الصعبة. وهم ينتظرون حلاً من جنيف أو سواها، بعد أن ملّوا لعبة حرب الأمم على أرضهم، حيث تعزز الإرهاب العالمي ولم تنجح المعارضة في إسقاط نظام بشار الأسد.
"نظام الأسد تسبب في انزلاق البلاد في الفوضى"
ما هو سبب تصاعد وتيرة الأزمة في سوريا وإطالة أمدها الى هذا الوقت؟ سؤال قد لا يجد إجابة عند الكثيرين من السوريين الذين يعيشون قسراً بين قارتي آسيا وأوروبا في المدينة التركية الواقعة على البوسفور. لكن رامي، الشاب الآتي من اللاذقية حيث منشأ آل الأسد، يرى أن بشار أخطأ في البداية مما أدى إلى تعقد الأمور وانزلاق البلاد في حالة من الفوضى الدموية. ويقول رامي لـ DW عربية، لو "أن بشار عاقب المسؤول الأمني عن منطقة درعا (جنوب سوريا) عاطف نجيب، في بداية الأحداث، لكان امتص غضب الناس واستطاع استيعاب شعبه. لكن بشار ليس كوالده حافظ الذي عزل أخاه وطرده إلى المنفى بعد أحداث حماة في الثمانينات. لقد قام بنقل نجيب، الذي يرتبط مع آل الأسد بصلة قرابة ونسب، إلى محافظة أخرى وهذا ما أشعل الغضب الشعبي ضده أكثر".
ويعتقد رامي، الذي يقتات على بيع الكعك في ساحة تقسيم، بوجود "كذبة كبيرة" في السياسة يدفع ثمنها الشعب الفقير، إذ "كيف يقيم في اسطنبول في شقة واحدة شباب معارضون وموالون معاً"، متسائلاً عن طبيعة تصعيد الموقف التركي من النظام السوري في ظل بقاء السفارة السورية تعمل بشكل طبيعي في تركيا.
الشاب، الذي وصل إلى إسطنبول قبل أربع شهور، بدأ يتآلف مع الحياة هنا، فتعلم التركية وأصبح يدرك شعاب المدينة، متشائماً من إمكانية العودة إلى بلده في ظروف كهذه. ويتوقع رامي بقاء نظام الأسد إلى أمد طويل "لأن هذا النظام مترسّخ في دولة عميقة يحرسها الجيل القديم الذي يضع بعض الأشخاص في الواجهة لكنه يحكم من خلف الكواليس".
"داعش المتطرفة تشوه المعارضة"
لكن حسناء، المرأة الأربعينية التي تعمل في محل لبيع الورود، تخالف رامي الرأي وتفسر عدم سقوط نظام الآسد حتى هذا الوقت قائلة لـ DW عربية، إن "بشار صمد بقوة إيران وروسيا ودعم الصين ومشاركة مقاتلين من العراق ولبنان الى جانب جيشه"، مشيرة إلى "تشغيل" الاستخبارات السورية تنظيمات إسلامية متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، من أجل "تشويه صورة المعارضة السورية والإيحاء للعالم بأن المعارضة هي مع الإرهاب وليست مع شعب يطالب بحقّه في عيش كريم".
أما تلك المرأة الثلاثينية التي تلثمت لدى تصويرها بخمار أسود خوفاً من إلحاق الأذى بأهلها في حمص، فهي لا يهمها سوى تأمين إيجار شقتها المتواضعة في إسطنبول، والتي تكلفها 400 دولار في الشهر، لذلك افترشت الأرض في أحد شوارع تقسيم مع طفلها تسأل المارة بعضا من المال. وتقول لـ DW عربية: "هذا حالنا، بلدنا تحترق ونحن نتسول، ماذا جنت السلطة وماذا جنت المعارضة؟. قسم من أهلي لا زال في حمص ولا أعرف عنهم شيئاً، وهنا في إسطنبول لا أحد يساعدنا، سوى بعض أهل الخير. الحكومة تتكفل بعلاج أطفالنا وتوزع علينا بعض المساعدات العينية". وعن المستقبل لا ترى هذه المرأة أي أفق للحل "يبدو أن الأزمة ستطول ونحن ليس لنا سوى الله".
وفي أحد مقاهي منطقة فاتح، حيث يعمل أحمد (22 عاماً)، جلس بعض الشبان السوريين يدخنون النرجيلة، ويتناقشون في الأوضاع السياسية وظروفهم الصعبة. يقول أحمد لـ DW عربية: "أنا محظوظ أن صاحب المحل يريد تشغيل سوريين لأنهم يستطيعون التعامل مع السياح العرب هنا". لكنه أعرب في الوقت نفسه عن انزعاجه من الرفاهية التي يحظى بها قياديو المعارضة السورية في الخارج والضباط المنشقون قائلاً: "دائماً هناك ناس بسمنة وناس بزيت. هنا في إسطنبول يقيمون في أفخم الفنادق ويتمتعون بكل مباهج الحياة والشعب السوري يموت في
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر