اسماء محمد البلتاجى ذات
ال 17 عاما التى استشهدت خلال فض اعتصامى رابعة و النهضة فمن لا يعرفها
قد سمع عنها و عن قصىة استشهادها هى و المئات من المعتصمين بميدانى رابعة و
النهضة.
كانت أسماء تسعف مصابي ميدان «رابعة
العدوية» بالقاهرة، في أثناء فض الاعتصام بالقوة يوم الأربعاء في 14 أغسطس
الماضي و ظلت تواصل إسعاف المصابين والجرحى حتي فاجأتها رصاصات غادرة
أصابتها في مقتل.
فمع اقتراب عقارب الساعة من 10.30 بتوقيت
القاهرة (8.30 تغ) من صباح يوم الأربعاء الماضي سقطت أسماء بجوار «منصة
رابعة» بعدما استهدفها أحد القناصة بطلقات رصاص حي استقرت في الصدر والظهر
مما إدي إلي وفاتها في دقائق معدودة.
وعن تفاصيل استشهاد اسماء البلتاجى ذكرت
والدتها بقلب محترق ان اسماء كانت طفلة تسبق عمرها بكثير لها كتابات في
مجالات الأدب والسياسة والاقتصاد والاجتماع و تحضر ندوات ومؤتمرات كبيرة
وكان من أقرب الكتاب إليها عبد الوهاب المسيري وآخر ما قرأته كان "مقدمة
ابن خلدون وتابعت والدتها: "مش أنا لوحدي اللي اتحرمت من أسماء مصر اتحرمت
من مثل أسماء البلتاجي".
واكدت والدتها ان أسماء كانت تشارك في كل
المظاهرات الداعمة لغزة والقضاة قبل الثورة وشاركت في بداية الثورة وكانت
في مقدمة الصفوف في ملحمة محمد محمود.
وتروى والدتها الساعات الأخيرة قبل
استشهادها قائلة: "عقب بداية الضرب في الساعة السابعة صباحًا مع الضرب
الشديد بالقنابل المسيلة للدموع أصبنا باختناق شديد وظلت تمسح على وشي ومع
ضرب الرصاص الحي من العمارات المحيطة للميدان ومن الطائرات وعدم قدرتنا على
الرؤية شعرت أسماء أن هناك شيئًا سيحدث فطلبت مني أن تتوضأ على الرغم من
الوضع الصعب وسط سقوط مئات القتلى أمام أعيننا.
واستطردت قائلة: "قالت لي "معايا شوية مياه"
وأخرجت الزجاجة من شنطتها وتوضأت وطلبت مني الذهاب إلى المستشفي الميداني
وبعد قليل قامت بتقبيلي واختفت واستكملت والدتهالا وبعد ما يقرب من ربع
ساعة وجدت شقيقها أنس يخبرني أن أسماء أصيبت بخرطوش.
وأردفت قائلة: "ذهبت لأسماء عند المستشفي
الميداني وظللت أمسح على وجهها حتى بدأ التغيير يطرأ على جسدها بسبب النزيف
الحاد وكانت تردد "يا رب يا الله" وتتمتم بكلمات لم نفهم معناها لا أنا
ولا الطبيب المعالج بالمستشفي الميداني ثم سقطت أسماء قتلت برصاص حي من
قناصة طائرة عسكرية أصاب الرئة بتهك ونزيف حاد فأرسلوها لمستشفي رابعة ثم
سقطت شهيدة.
«أثبتوا فأن النصر قريب، ولا تتركوا الثورة للعسكر».. كانت اخر الكلمات التى نطقت بها اسماء قبل ان تستشهد
وتروى الصديقات المقربة لاسماء انها كانت
تحمل «فكرا ثوريا واعيا» علي الرغم من صغر سنها وانها ممن شاركوا في كافة
المظاهرات منذ ثورة يناير 2011 سواء كانت مظاهرات منظمة من جانب تنظيم
الإخوان الذي تنتمي إليه أم لا.
واكدت صديقاتها أن «أسماء شاركت في مظاهرات
محمد محمود (بالقاهرة) في ديسمبر 2011 وكانت تقوم بعلاج الجرحى والمصابين
على الرغم من رفض جماعة الإخوان المشاركة في تلك المظاهرات ضد المجلس
العسكري الحاكم في ذاك الوقت،ووصفوهم من شاركوا فى تلك المظاهرات
بالبلطجية.
واكدت احد الصديقات المقربات لأسماء انها
هدف اسماء من المشاركة فى اعتصام رابعة هو رفض تحكم العسكر وليس عودة
الرئيس السابق محمد مرسي وكانت طيلة الوقت لا تترك المصحف من يديها.
وكانت أسماء متفاعلة مع الأحداث بقوة حيث
كان أخر ما كتبته عبر صفحتها علي فيس بوك: «هم بيتونا بالوتير هجداً،
وقتلونا ركعاً وسجداً، وهم أذل وأقل عددا، فادع عباد الله يأتوا مدداً..في
فيلق كالبحر يجري مزيداً».
وتنطوي صفحات مذكراتها علي كلمات تعبر عن
شخصيتها ومن بين صفحاتها قولها: «يارب أجعلني ممن يوزعون البسمات علي
الناس، ينسجون خيوط الأمل، يرتبون علي أكتاف الضعفاء، ويأخذون بأيديهم
يمسحون علي رءوس اليتامى، ويسرجون القناديل في الطرق الموحشة..يتأملون
النسق الكوني ويغرسون سنابل اليقين.. يثورون في وجه الظلم ،وقلوبهم في وجل
ترتجي منك الأمل.
ويروي شهود عيان أن البلتاجي قال لزوجته بأن
رؤيته في المنام تحققت حيث «رأى في منامه في الليلة ذاتها أسماء بفستان
الفرح فسألها: هل ستزفين اليوم؟ فقلت له: نعم وقت العصر»
يذكر أن اسماء التي كانت تحلم أن تدخل كلية
الطب وتلتحق بنشاطات الإغاثة العالمية، شجعت والدها بشدة على المشاركة في
رحلة اسطول الحرية، «سفينة مرمرة» التركية التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي في
عرض البحر المتوسط وكانت تتمني أن ترافقه بالرحلة رغم صغر سنها بحسب
صديقاتها.
وعلي الرغم من الرابط القوي بين اسماء
ووالدها إلا أنه لم يتمكن من حضور لحظة وداعها الأخيرة حيث خرجت من مسجد
السلام بمدينة نصر بالقاهرة وسط مشاركة المئات في جنازة وداعه، وأم المصلون
أخيها الأكبر عمار البلتاجي وظلت والدتها تهتف عقب الصلاة وهي في حالة
إعياء شديد «ثوار أحرار هنكمل المشوار» ودعت الجميع للثباث .
في الوقت ذاته دشن عدد من النشطاء ومحبي
أسماء صفحات تخليدا لها وكشف بعضهم عن عزمه اداء عمرة نيابة عن اسماء، كما
قامت مجموعة من الفلسطينيين بأداء صلاة الغائب عليها بالمسجد الأقصى يوم
الجمعة الماضية.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
Emoticonمن مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.