0
لا يخفى على أحد درجة التحالف بين الكيان الصهيونى والولايات المتحدة الأمريكية, تحالف يتخطى حدود التفاهمات والاتفاقيات المادية والمعنوية المعتادة بين الدول, ليصل إلى التبنى الكامل والشامل من قبل أمريكا لكل قضايا اليهود الدينية والدنيوية.
نعم…. لقد ساهمت أمريكا مع الدول الغربية فى زرع الكيان الصهيونى في قلب العالم العربى والإسلامى, لأسباب مادية نفعية مصلحية, من دون إغفال الأسباب الدينية العقائدية التى يؤمن بها كل من اليهود والصليبيون على حد سواء, بغض النظر عن الاختلاف فى تفاصيل هذا العقيدة الوهمية الباطلة.
وإذا كان الدعم والتأييد الغربى ما زال مستمرا لليهود حتى اليوم, فإن الدفاع الأمريكى المستميت عن اليهود فريد من نوعه, فما من رئيس أمريكى إلا ويبدى فى بداية ولايته وعهده حرصه الشديد على أمن "إسرائيل", وما من شئ أهم على السياسة الخارجية الأمريكية من إخراج اليهود فى "إسرائيل" من كل مأزق دبلوماسى أو عسكرى تقع فيه.
لقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إخراج اليهود من كل مآزقها الدبلوماسية والعسكرية مع العرب والمسلمين عبر العقود الماضية, وقاعة مجلس الأمن شاهدة على عشرات المرات التى استخدمت فيه الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض "الفيتو" ضد أى قرار يراد إصداره ضد اعتداءات "إسرائيل" المتكررة على المسلمين فى فلسطين وغيرها, ناهيك عن الدعم المادى المالى والعسكرى المتواصل من قبل أمريكا لليهود.
وفى ظل العدوان اليهودى الأخير المستمر على غزة, والذى فوجئ فيه الصهاينة بقدرات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على الرد, ووصول بعض صواريخها إلى العمق "الإسرائيلى", يشعر الكيان الصهيونى بالحرج والتأزم, ويحتاج إلى من ينقذه من هذا المأزق الذى وقع فيه, وهو ما تحاول الولايات المتحدة فعله بطريقتها.
لقد أجملت القناة العاشرة العبرية موقف البيت الأبيض، فى تقرير لمراسلها من واشنطن بالقول: "إن الإدارة الأميركية فى فترة انتظار الإنجاز العسكرى" الإسرائيلى" الميدانى, قبل أن تتحرك باتجاه تثمينه باتفاق هدنة جديدة، كاشفة أن الأميركيين يشترطون من جهتهم، إضافة إلى الشروط الإسرائيلية، ضرورة إنهاء المصالحة بين حركتى "فتح" و"حماس"، فى أى تفاهمات قادمة.
واستنادا لتقرير القناة، فإن الأميركيين لا يسارعون حاليا إلى الحل لإنهاء المواجهة الحالية، مشيرا إلى أن "البيت الأبيض فتح كتاب التاريخ واستنسخ المواقف السابقة التى صدرت عنه فى عملية عمود السحاب عام 2012، وأعاد إصدارها هذه المرة بحلة جديدة، بانتظار الإنجازات الميدانية".
ويرى محللون أن إدارة أوباما تعمل على بناء تفاهمات سياسية تسمح بالوصول إلى اتفاق لوقف النار، وهذا العمل يجرى بصورة غير معلنة بانتظار "الضوء الأخضر" من جانب تل أبيب، وعندما يلمح "الإسرائيليون" إلى أن العملية العسكرية شارفت على الانتهاء، تنطلق الآلة الأميركية لتسويق التفاهمات التى تكون قد أعدت مسبقاً فى الغرف المغلقة.
"لكن المشكلة"، وفقا لتقرير القناة، أن الأميركيين بحاجة إلى شريك كى يمرر التفاهم لدى الفلسطينيين، وتحديدا لدى حركة "حماس" فى غزة، "وهذه المرة، فإن الوساطة المصرية التى كانت حاضرة دائماً كى تستجيب للطلب الأميركى، ما عاد بالإمكان استخدامها، لأن القطيعة شبه الكاملة وقلة الثقة هى السائدة حالياً بين القاهرة وغزة".
وأضاف مراسل القناة أن وزير الخارجية الأميركى "جون كيرى" يتطلع على خلفية هذه المشكلة إلى "الدوحة" , كى يبنى مع القطريين مساراً مستقبلياً لبلورة تفاهمات جدية بين "حماس" و "إسرائيل", وفى حال وجدت واشنطن تجاوباً من الدوحة، فإن العملية ستتسارع فى الأيام القليلة المقبلة، وإلا فسيبحث الأميركيون عن حلول أخرى لتمرير التفاهمات لدى حماس.
وكشفت القناة أن للأمركيين شروطاً خاصة بهم تضاف إلى الشروط "الإسرائيلية", ويرون أنه لا يمكن إنهاء المواجهة من دون تحققها، وفى مقدمة هذه الشروط أن تنهى المعركة الحالية حكومة الوحدة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية، وهو ما يفسر – بمقتضى حديث القناة الإسرائيلية – إرسال الإدارة فى واشنطن مساعد الرئيس لشؤون الشرق الأوسط "فيل غوردون" كى يتأكد عبر الرئيس محمود عباس من أن اتفاق المصالحة مات بالفعل.
وتختم القناة تقريرها بتأكيد: أن "الوكيل الأميركى" أعطى "إسرائيل" حرية عمل مطلقة وغير مشروطة بزمن أو بأحداث.

وفى مواجهة هذا الدعم اللامحدود من الأمريكيين لليهود, ومحاولة إنقاذهم فى كل مرة من تقديراتهم الخاطئة, ماذا يقدم العرب والمسلمون للفلسطينيين من دعم مادى أو معنوى فى مواجهتهم المستمرة ضد هذا الاحتلال الغاشم؟؟

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top