قبل أن يتم اعتقاله من قبل قوات
أمن الانقلاب بيومين، التقي موقع "الشرق تي في" بـ مجدي أحمد حسين، رئيس
حزب الاستقلال والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب
والصحفي رئيس تحرير جريدة الشعب الجديد التي اغلقها الانقلاب ، لإجراء أخر
حوار صحفي معه قبل اعتقاله ، والذي أكد أن "المجلس العسكري هو حزب أمريكا
في مصر" .
مجدي حسين أكد في الحوار أن مبادرة حزبه (الاستقلال) لم تكن
موجهة للمجلس العسكري ولكن للمخدوعين في 30 يونيه ، وأن هذه الدعوة للمجلس
الرئاسي تحولت لدعوة لتشكيل مجلس لقيادة الثورة ، وهو أوسع من تحالف دعم
الشرعية وهو الذي سيقود التغيير الثورى وينجز ما لم تنجزه ثورة 25 يناير
خلال المرحلة اﻷولي ، وشدد علي أن مبادرته قائمة على رفض السيسى ، وتحدث
عن الدور السيئ الذى تقوم به الكنيسة كحزب سياسى وليس كمؤسسة دينية ،
والصراع داخل الجيش ، ومبادرة شيخ العسكر (الازهر) عن دفع الدية للشهداء ،
ودور المجلس العسكري في الثورة المضادة ، وكيفية توحيد الثوار ، وتقييمه
للتحالف الوطني .
وإلي نص الحوار كاملا :
بداية.. لماذا يتم عادة منعك من السفر للخارج؟
هذا أمر طبيعي ومتوقع من قبل
سلطة الانقلاب، فمن يقتل ويسفك الدماء ويغتصب الحرائر يفعل أي شيء، ونحن
نتوقع منه ما هو أسوأ من ذلك، لأن هذا النظام غبي لا عقل ولا قلب له، بل هو
اسوأ من أنظمة الاحتلال، ويتبع ممارسات وحشية دون وجود أي حرمة لأي أحد،
حتي وإن كانت النساء أو الأطفال.
لماذا أطلقتم مبادرة حزب الاستقلال وهل فشلت بالفعل أم أنها حققت هدفها؟
أعتقد أن المبادرة حققت الغرض
منها، ولم يكن لدينا أي وهم في قبول الطرف العسكرى، فقد كان هناك حفل
لتنصيب السيسي في اليوم التالي لإطلاق المبادرة، لذلك كنا متأكدون أن الجيش
لن يتراجع عن تنصيب السيسي، لكن نحن كنا نوجه المبادرة إلى الشعب عامة
وللفئة التى خدعت في 30 يونيو خاصة، وهى فئة ليست قليلة وتمثل ما بين 30%
و40% من الشعب، لكنها تراجعت كثيرًا اليوم .
وكنا نقول لهم بأن القضية ليس
قضية "إخوان"، فالقضية هي العودة للديمقراطية وللمسار الديموقراطى،
وبالتالى نحن يمكننا أن نضع قيود على الإخوان وعلى الرئيس مرسى، وأعتقد
أنهم قد يقبلون بهذه المبادرة رغم أنني لم أتواصل معهم، وبالتالي فالطرف
الذى يرفض المصالحة والوصول إلى حل سياسى هو الطرف الاخر .
وأعتقد أن المبادرة حققت هدفها،
وقالت للشعب تعالوا لنكون "يدا واحدة"، ومن يقول أنه لن يتم تنفيذ شيء من
المبادرة خاطئ، ﻷن دعوتنا للمجلس الرئاسي تحولت لدعوة لتشكيل مجلس لقيادة
الثورة، وهذا يحدث على أرض الواقع، وهو أوسع من تحالف دعم الشرعية وهو الذى
سيقود التغيير الثورى وينجز ما لم تنجزه ثورة 25 يناير خلال المرحلة اﻷولي
.
وبالنسبة لتفاصيل مجلس قيادة
الثورة متروكة للقوى الوطنية والثورية، ومن المقترح أن يكون هناك ممثل
للتيار الليبرالي واليساري والإسلامي، وقد بدأنا سلسلة الاتصالات الأولية
في هذا الصدد.
أثار ما طرحته بتأجيل قضية الدم وحقوق الشهداء حالة من الجدل.. فهل تري أنه من الأفضل تأجيل قضية الدم؟
كانت هذه محاولة فاشلة من
الإعلام الانقلابي لعمل "إسفين" وخلق خلافات بين حزب الاستقلال وبين
الإسلاميين وأهالي الشهداء، وكلامنا واضح جدًا ونؤكد عليه ألف مرة فنحن لا
نتخلى عن دماء الشهداء، ولكن نقول لابد من استلام السلطة أولا والتخلص من
الانقلاب أولا.
فقد حاولنا الحصول علي حقوق
الشهداء خلال عهد المجلس العسكري، بينما رأينا جميعا مهزلة محاكمة المخلوع
"مبارك" ومهرجان البراءة للجميع، لأننا جربنا المطالبة بحقوق الشهداء أثناء
حكم المجلس العسكري فشاهدنا مهزلة محاكمة مبارك ورموزه وشاهدنا مهرجان
البراءة للجميع، حتي تم الإفراج عن أخر ضابط متهم بقتل المتظاهرين، ولم يبق
أحد منهم داخل السجن.
وهذه هي نتائج طرح قضية حق
الشهداء سواء في ظل المجلس العسكري أو حاليا، ومن الغريب أن من أنتقد هذا
الطرح بعض أعضاء حركة شباب 6 أبريل الذين أيدوا الانقلاب وأيضا بعض صحف
الانقلاب وكأن هؤلاء قلبهم علي دماء الشهداء، إلا أنهم منافقون.
الدكتور "حسن نافعة" قال إن مبادرة حزب الاستقلال ليست واقعية على الإطلاق وتؤكد أن التحالف بداخله انقسامات كبيرة.. ما ردكم؟
"نافعة" يقصد أن الطرف الأخر لن
يقبل بها، ونحن كنا ندرك ذلك جيدًا ولم يكن لدينا وهم بأنهم سيقبلون هذه
المبادرة، وكنا فقط نقيم الحجة عليهم، لكن أكثر من ذلك لن يكون هناك تنازل،
فلن نتنازل عن دستور 2012 مثلا، فهذه مبادرة وليست مصالحة وهي تتويج
لمقاطعة الشعب لانتخابات الرئاسة، خاصة أن المبادرة قائمة على رفض السيسى
وليس على شرعيته، وما ردده "نافعة" حول مزاعم وجود خلافات داخل التحالف أمر
غير صحيح تماما، فقد عرضنا المبادرة علي التحالف ولم يعارضها أي تنظيم
إسلامي .
ولماذا يرفض الانقلابيون الحل السياسي دائما؟
لأننا أمام سلطة الجيش والعسكر
التى تعتبر نفسها دولة داخل الدولة، بل وفوق الدولة، ووضعوا دستورًا كرّس
هذا اﻷمر، وبالتالى هم يحتكرون السلطة والاقتصاد، حتي ميناء العريش استولوا
عليه مؤخرًا، وما يستطيعون الاستيلاء عليه يسيطرون عليه فورًا، ويستولون
علي سلاسل قطاع خاص، فالجيش يدافع عن مصالحه فقط، وبالتالى ليس مستعدًا أن
يقبل بحلول وسط، والمشكلة أذن في الطرف الاخر هو الذى يرفض ويتعنت .
ما هو تقييمك لشخصية ورؤية الرئيس السيسي.. وهل قد يدعو لمصالحة حقيقية معكم؟
"المصالحة" أصبحت كلمة غير
مفهومة، فكيف يريد مصالحة وهو يقول أنه لا مكان للإخوان المسلمين في عهده
ويريد الإبادة لهم، فهذا الكلام تجارة للاستهلاك المحلى والعالمي ، وقوله
"المصالحة مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء" كلام فارغ، فمن الذي تلطخت يداه
بالدماء أكثر منه هو شخصيا، فهو يتحدث وكأنه المجني عليه، وهذا كلام لا
معني له علي الإطلاق .
ما تعليقكم علي مبادرة منسوبة لشيخ الأزهر وآخرين تقضي بدفع الدية لأهالي الشهداء والإفراج عن المعتقلين ؟
هذا ما يؤكد صحة كلامنا
وموقفنا، فاللهث وراء حق الشهداء فى ظل هذه السلطة الظالمة والقاتلة سيؤدى
إلى حلول من هذا النوع، وطبعا الانقلاب هو من يحرك شيخ الأزهر، فهو لا
استقلالية له فى أى فكرة أو أي حركة، وهى محاولة لطوي مجزرة رابعة،
وبالتالي تصبح اﻷوضاع بلا مشاكل وأن الانقلاب لم يفعل أي شيء، ويزعمون أن
لدينا ديمقراطية ورئيس منتخب، ويستطيعوا بذلك خداعنا والضحك علينا وتنتهي
القصة إذا ما قبلنا بذلك، وهذا مستحيل ولن يحدث .
قيادة الكنيسة تلعب دور خطير سينعكس علي كل اﻷقباط
وكيف تقيم مواقف الأزهر والكنيسة الداعمة تماما لخارطة الطريق الانقلابية؟
هما شركاء معا فى الانقلاب، فهم
حضروا معه يوم الانقلاب، فقيادة الكنيسة تلعب دور خطير جدًا سينعكس علي كل
اﻷقباط في مصر، وخلق حالة الكراهية، وهذا الدور السيئ الذى تقوم به
الكنيسة كحزب سياسى وليس كمؤسسة دينية أما شيخ اﻷزهر، فالأزهر في أزمة
كبيرة منذ فترة طويلة، وخاصة أبان عهد الرئيس المخلوع "مبارك" ونحن ليست
لدينا مشكلة في هذا، ﻷن الإسلام ليس فيه كهنوت.
هناك ما يعرف بـ"الميدان الثالث"..الذي يرفض العسكر والإخوان.. كيف تنظرون له وحجم تأثيره؟
لا يوجد فى الحقيقة على أرض
الواقع حركة سياسية قوية تمثل تيار الوسط، ومبادرة حزب الاستقلال كانت
موجهة لهذه الشريحة بغض النظر عن وزن القوى السياسية اليسارية والليبرالية
الشريفة، وأنا مع إقامة تحالف معهم لإسقاط الانقلاب الذي يرتكب حماقات بشعة
يوما بعد الأخر وهو بذلك يساعدنا فى توحد ثوار يناير.
كيف تنظر لوثيقة بروكسل وبيان
القاهرة والجهود الرامية لتوحد ثوار 25 يناير في مواجهة النظام القائم؟ ما
هي أسباب عدم توحد ثوار يناير حتي الآن؟
الذى يفشل التوحد هو عدم التوحد
حول فكرة عودة مرسى، ونحن من مصلحتنا أن يعود الرئيس مرسى، حتى نثبت فكرة
أن الذي تم انتخابه يجب أن يكمل مدته وهذا ليس من أجل "مرسى" أو الإخوان بل
من مصر والديمقراطية والصالح العام، وبالنسبة لمن يخافون من ما يسمي
بالأخونة أو السيطرة الإخوانية، فالمجلس الرئاسى أو مجلس قيادة الثورة يقوم
بحل هذه المشكلة، وأعتقد ان حماقة الانقلاب سوف تحل هذه المشكلة وهو الذي
سيوحد ثوار يناير.
فكرة "الديمقراطية التشاركية" وليست التنافسية.. قيل إن هناك دراسة جادة لها لتوحد ثوار يناير؟
لو وصلنا لحل معين، أري أن
الإخوان أكثر مرونة اليوم وأعتقد أنهم يوافقون علي مبادرة حزب الاستقلال
التي قدمنها للرأي العام لرفع الحرج عنهم، ومن يرفض عودة الرئيس مرسي
يريدنا أن نظل ثانية بلا رئيس وأنا أتكلم بمنطق استقرار البلد، ونسعي بعد
ذلك لإجراء انتخابات برلمانية وتستقر البلاد، وهذا هو منطق مبادرتنا مع
الثوار وليس مع المجلس العسكرى.
الانقلابيون هم صبية أمريكا وإسرائيل
ما تقييمك لأداء تحالف دعم الشرعية بعد مرور أكثر من 11 شهر علي تدشينه؟
بشكل عام يعتبر أداء جيد، فهناك
نوع من الأخوية والتفاهم بينهم، وهناك تضحيات متبادلة، ولكن منذ البداية
وحتي الآن كان موقف حزب الاستقلال أن الذي يعرقل الانتقال لذروة الموجة
الثورية هو عدم إعلان الحرب السياسية على النفوذ الصهيوني والأمريكي،
والانقلابيين في مصر هم صبية أمريكا وإسرائيل، وهذا ما يجعل الأمر غير
مفهوم لدي الشعب، ولا نريد أن نذهب لمجلس العموم البريطاني، لأننا لا نحصل
على شهادة بأننا لسنا إرهابيين من الانجليز، نحن نريد أن نصارع النفوذ
الأمريكى الصهيوني ونطرده من على أرض مصر، لنصبح دولة مستقلة ذات سيادة
بدون معونات أمريكية أو سلاح أمريكي، ولا قواعد أمريكية ولا مناورات عسكرية
مشتركة بيننا وبينهم، وبدون صندوق النقد الدولي، وهذه هي مشكلتنا مع
التحالف.
الدكتور يسري حماد قال إن أداء التحالف لم يكن علي المستوي المأمول ولم يستغل الممارسات الخاطئة والفادحة للانقلاب؟
هذا الكلام غير واضح، فلم يقال
ولم يحدد ما هي الأخطاء التي وقع فيها الانقلاب و"السيسى" والتحالف لم
يستغلها، لكني ما زلت أرى أن المشكلة هى أننا نحارب ظل السلطة وليس السلطة
الحقيقية، بل بالعكس ما زلت تطلب منهم الإنصاف، فتطلب من انجلترا وأمريكا
والاتحاد الأوروبي الإنصاف، بل وتذهب وتشتكى إليهم، فهذه هى المشكلة وليس
هناك مشكلة أخرى.
لكن هناك من يري أن الدخول في
حرب سياسية دوليا أمر صعب جدًا لأن قدراتكم محدودة وأنكم تواجهون انقلابا
دمويا في الداخل فكيف تفتحون باب لمعركة أخري كبيرة؟
لسنا أقل من الشعب الإيراني
الذي أدرك خطورة النفوذ الأمريكي وقام بغلق السفارة الأمريكية هناك، وهل
سنظل طوال العمر نتلقي معونات من أمريكا، ومن زعم أن مصر غير قادرة علي
التحرر، فقد تحررنا من الإمبراطورية البريطانية، فكيف نعجز عن التحرر من
أمريكا .
وأتعجب من أن الكثير من
الإسلاميين يقولون ذلك، بينما المشركين في فيتنام قاموا بذلك، ولذلك أعجز
عن إقناع الإسلاميين بذلك، وأظهر وكأني الشخص المتطرف والغير واقعي، وأنا
أقول أن كوريا الشمالية وإيران دول مستقلة، وأنا لا أطلب حمل السلاح مطلقا
بل الاستقلال الوطني وصناعة القرار ليكون مصريًا خالصًا.
والفصل بين العدو الداخلي
والخارجي أمر في غاية الخطورة، وكأنهما مستقلان، إلا أنهما شيئا واحدا
بخلاف أن أمريكا هي من تحرك أتباعها في مصر، وقد استخدمنا هذه السياسة مع
"مبارك" فجاءوا لنا بـ"طنطاوي"، الذي قمنا معه بنفس السياسة فأتوا
بـ"السيسي"، وإذا ما أتبعت نفس السياسة مع "السيسي" سيأتوا بمراد موافي أو
سامي عنان،وبالتالي فأنت بهذا تضحك علي نفسك والشعب وتدور في دوائر مفرغة.
فالانقلابيون ليس لديهم قرار،
حتي قرار زيادة الأسعار ليست قرار الانقلاب بل صندوق النقد الدولي كي
يحاولوا الحصول علي قرض الصندوق، وبالتالي فنحن نخضع للسلطة والقرار
الأمريكي، وأما أن نظل خاضعين للعبودية الأمريكية أو تحمل المسئولية وشن
حرب سياسية ضدهم، وأمريكا لن تستطيع أن تفعل أكثر من الذي فعلته، ولذلك فمن
يفصل بين الانقلاب والصهاينة وأمريكا هو شخص يخدع نفسه، خاصة أن المجلس
العسكري هو حزب أمريكا في مصر، والأمريكان يصفون الجيش بأنه سندهم وركيزتهم
في مصر.
هناك من تحدث عن غضب مكتوم بين الشباب وقادة التحالف بسبب طريقة إدارة الأزمة سابقا وحاليا.. كيف ترون هذا الأمر؟
هذا غير صحيح في هذا المضمون،
فالشباب دائما أكثر ثورية من الكبار، وقد يكون هناك تباين في التقديرات
والرؤى، إلا أن هناك انسجام وتوحد وتنسيق في المواقف ولا توجد خلافات
بالمعني المتعارف عليه .
ما هو موقف التحالف عامة وحزب الاستقلال خاصة من انتخابات البرلمان خاصة أن هناك بعض أحزاب التحالف تدرس المشاركة في الانتخابات؟
هذا الأمر لم يتم حسمه بعد، إلا
أننا نتجه لمقاطعة الانتخابات المسرحية، لأن الحديث عن انتخابات في ظل
الأوضاع الراهنة ضرب من العبث، فقد تم القضاء علي القضاء ولا توجد إمكانية
لإجراء انتخابات نزيهة .
وماذا عن دعوتكم للعصيان المدني والإضراب العام .. البعض يصفها بالفاشلة؟
هذه الدعوة لا تطلق علي
عواهنها، ويتم التخطيط والدراسة والإعداد لها جيدًا، وقبيل سقوط حكومة
الببلاوي كانت هناك تشبه العصيان المدني واقتربنا من الإضراب العام، وهذا
الأمر سيحدث نتيجة التفاعل، دون التوجيه من التحالف أو غيره، لكن علينا
التفاعل مع حركة الشعب ومطالب الفئوية المشروعة وتطلعاته وتوظيفها بالحراك
الثوري وتسييسها، وربطها بمظاهراتنا السياسية.
المجلس العسكرى هو أساس البلاء وانكسار الثورة
كيف تنظر للدور الذي لعبه المجلس العسكري منذ ثورة يناير وحتي الآن؟
المجلس العسكرى هو من قاد
الثورة المضادة، وهو ركيزة نظام مبارك، والتعاون معه كان خطيئة الثورة وليس
خطأ، فالثورة وثقت فى هذا المجلس العسكرى وتركته يحكم لمدة عام ونصف وهو
من وضع كل أسس الخراب الذى نعانى منه الان، فهو ترك المحكمة الدستورية
واحتفظ بالتكوين القضائي المباركى واحتفظ بتكوين الشرطة والإعلام.
والمجلس العسكرى هو أساس
البلاء، وأساس انكسار الثورة وهو عدو الثورة، وعلينا أن نفرق بين هذا
المجلس والمؤسسة العسكرية، فنحن لا نقول هذا اﻷمر ضد الجيش، لأن المجلس
العسكرى تم تأسيسه فى عهد المخلوع مبارك والتجديد الذي حدث فيه لم يغير سوي
بعض الأفراد فقط لم يغير في طبيعته.
هل ترون أن المعركة صفرية أم أنها قابلة للحل السياسي؟
لا بالعكس حتى المبادرة التى
قدمناها كانت على سبيل اقامة الحجة، فلم نكن نتصور أن المؤسسة العسكرية
ستوافق عليها أو تستجيب لها، وبالتالي فقد كانت موجه للشعب المصري، وانا
ارى ان الثورة لابد أن تستمر وأن المعركة صفرية، ولابد من فائز ومنهزم في
هذه المعركة، ونحن نسعي لهزيمة نظام مبارك وليس مجرد أشخاص وليس الجيش .
هل تعتقد أن هناك صراعات مكتومة داخل الانقلاب؟
نعم بالتأكيد، نتيجة انخفاض
كفاءة السيسي، ممكن أى قائد عسكرى يعتبر نفسه هو الأجدر بالقيادة، عندما
تأتى بشخص ترتيبه الأخير فى الفصل الدراسي (السيسي) ثم فجأة يصبح هو رائدا
للفصل، بالتأكيد كل من يوجد بالفصل سيعتبر نفسه هو الأكثر كفاءة منه.
وأنا متأكد أنه يوجد فى الجيش
حالة من عدم الرضا، لأن السيسى مثل ممثل يسئ للقوات المسلحة، فلا يجيد
الكلام ولا يجيد المنطق، وبهذا القدر من السطحية هو يسئ للقوات المسلحة
إساءة بالغة، وبالتأكيد هناك من يفكر أنه الأقدر واﻷحق واﻷفضل من السيسي،
إلا أن الصراعات فى القوات المسلحة صراعات بيروقراطية لا نشعر بها وليست
كتلك الموجودة في الأحزاب، وهناك نوع من المؤامرات والدسائس التحتية .
وهل هذه الصراعات قد تنفجر يوما ما؟
بالتأكيد الانفجار سوف يحدث، من
خلال الشعب، عندما تحدث موجة ثورية اكثر شدة وترتبط بحالة من الاضراب
العام كما حدث قبيل سقوط حكومة الببلاوى وقد يتخلص الجيش من "السيسي"
بسهولة وقتها، ويحدث تعديل من داخل الجيش، والسيسي سيبقي إذا ما أستقرت له
اﻷوضاع، وإذا ما تصاعدت الثورة وحاصرته فالجيش سيضحي بالسيسي لكن بدون هذا
ستظل الخلافات مكتومة.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر