0
ربما يكون لكثير من الغلابة والمحرومين المطحونين فى هذه البلد أكثر من سبب لأن يثوروا على الظلم الاجتماعي والأوضاع الاقتصادية المتردية  بعد أن عزف بعضهم عن المشاركة فى الفعاليات السياسية أو الوقفات الاحتجاجية للحفاظ على لقمة عيشه، ولن يهدأ المواطن المطحون إلا بعد المطالبة بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية المشروعة، والمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية من خدمات اجتماعية محرومون منها.
 ولكن المؤكد أيضا أن هناك كثيرون آخرون منهم تشتعل فى نفوسهم نيران الغضب وتغلى فى صدورهم براكين الثورة على هذا النظام الفاسد والمستبد الذى سرق قوتهم وعرقهم وأحلامهم فى الحياة الكريمة والمستقبل الذى كانوا يتطلعون إليه وذلك بأنه أنحاز منذ البداية للصوص هذا الوطن الذين أصبحوا مليونيرات بتراكم ثرواتهم تحت حمايته من عرق الفقراء والغلابة أو من تهميشهم أو من سرقة ثروات وموارد هذا الوطن دون حسيب أو رقيب، ليعود هذا النظام الفاسد مرة أخرى وينحاز الآن لهؤلاء اللصوص بدعاوى مصلحة الوطن، كما قالها النصاب الأكبر السيسى "لاصوت يعلو فوق صوت مصلحة الوطن".
وتحت دعاوى تلميذه النجيب محلب بأن "العدالة الاجتماعية" تقتضى مشاركة الجميع فقراء قبل أغنياء فى سداد ديون مصر" متجاهلين أو متغافلين عن أن هذه الديون قد تراكمت عبر عقود من فساد جراء عمليات النهب المنظم لكل ثروات وموارد هذا الوطن، وإصرار على عدم تنميته، الذى مارسته هذه العصابة "عصابة لاعسكر".
 
هؤلاء اللصوص يتململون الآن، من رفع بعض الضرائب رغم ضآلتها على مكاسبهم الرأسمالية، ويتأففون من مطالب الفقراء فى حقهم الطبيعى والمشروع ليس فقط فى الدعم السلعى ولكن أيضا فى الصحة والتعليم والخدمات الأساسية، من مياه شرب نظيفة ومجتمعات سكنيه آدمية، بل إن أصوات هؤلاء اللصوص المليونيرات ترتفع الآن مطالبة، بمشاركة الفقراء لهم فى سداد فاتورة الدين المصرى من خلال رفع الدعم عن السلع الأساسية والمشتقات البترولية الأساسية التى يستخدمها الفقراء بالأساس مثل بنزين 80 أو السولار، متمسحين بالتفسير "المحلبى" للعدالة الاجتماعية، وهى فى الحقيقة حيلة جديدة وقذرة يستهدفون بها أن ينوب عنهم فقراء مصر فى سداد فاتورة الدين الذى تحول فى الحقيقة إلى سبائك ذهب تسكن خزائنهم إن لم تكن قد تسربت إلى مأمنها فى الخارج، والذى بدونه ما كان لهم أن يكونوا مليونيرات ،وكأنهم أفاقوا فجأة الآن على شئ اسمه العدالة الاجتماعية حينما تعلق الأمر بجيوبهم أما عندما كان يطالب هؤلاء الفقراء بحقوقهم فى العدالة الاجتماعية وعدالة توزيع الثروة فى مصر فكان ردهم سحقا لهؤلاء الفقراء وسحقا معهم لهذه العدالة الاجتماعية.
 
كما قلت أعلم أن هناك كثيرون آخرون وخاصة الشباب منهم تشتعل فى نفوسهم نيران الغضب وتغلى فى صدورهم براكين الثورة على هذا النظام الفاسد المستبد ولكنهم لا يعرفون كيف يتصرفون ومن أين يبدأون وكيف يلتقون مع أقرنائهم الثائرين فى وقت واحد وفى مكان واحد وكيف يكون لهم عقل جمعى واحد وقيادة يثقون فيها وفى إخلاصها لهم ولثورتهم، تنظم  قواهم وحركتهم حتى يثقوا ويتأكدوا أن جهدهم لن يذهب سدى وأن تضحياتهم لن تضيع هباء ويشعرون أن المستقبل فى يدهم وأن الحلم فى مستقبل مشرق وقابل للتحقيق إذا ما اجتمعوا وضحوا من أجله وهم بالفعل مستعدون أصلا لهذه التضحية.
أقول أن هذه هى بالتحديد مسئولية ومهمة الثوار والشباب الواعى والمنظم ولا يجوز التعويل على مايسمى (النخب السياسية) التى فسدت منذ زمن والتى لا يجب الإرتكان إليها أو المراهنة عليها إذا أرادت القوى الثورية والشبابية لهذه الثورة أن تنتصر وأن تحقق آمال وأحلام الأجيال الشابة جنبا إلى جنب مع حقوق الفقراء والطبقات الشعبية التى تمثل الغالبية الساحقة لهذا الشعب ولكنها للأسف مسحوقه بسبب استيلاب إرادتها ووعيها وتنظيمها وهى كما قلت مهمه ملحة وآنيه لقوى الثورة الواعية وشبابها.
وحتى نخرج من أطر التنظير السياسى الضيقة إلى رحابة الممارسة الثورية الفعلية على الأرض علينا أن نترجم ما نقول إلى مواقف وفعاليات وإجراءات محددة نكتشف من خلالها طريقنا ومسالك الثورة المتنوعة وأن نبدع بها وفيها أساليبنا ، ولذلك أطرح على كل النشطاء أفراد وتجمعات ومن الآن أن يتدارسوا علنا ودون خشية تنظيم فعاليات ثورية سريعة وعاجلة على غرار ما حدث فى 18 و 19 يناير 1977 يدعون إليها هؤلاء الفقراء الغاضبون وخاصة الشباب منهم لأن يشاركوا فيها من أجل مصلحتهم وأن يوضحوا لهم ويقولوا أن هناك آخرون مثلهم غاضبون معهم بل ويدعونهم للخروج معهم ليتضامن الجميع من أجل وقف استبداد هذه السلطة الغاشمة وإسقاط إجراءاتها وقراراتها بتصعيدات مشروعة، فالإضراب والعصيان المدنى هو حق أصيل لهم ولكل الشعوب التى تدافع عن حقوقها لا يمكن أن ينازعهم فيه أحد ولا يجوز أن يفرط فيه أحد أو يساوم عليه.
 
إننى أدعو صراحة سائقى الميكروباصات وسيارات السرفيس والتاكسى والأجرة بجميع أنواعها وكذلك عربات النقل الصغيرة والشاحنات المتوسطة التى يمكلها أفراد إلى إضراب عام فى جميع أنحاء مصر وكل محافظاتها، لشل حركة المرور والنقل بها تبدأ من الأربعاء القادم 9 يوليو على أن يتضامن معها ويلتحم بها أبناء الشعب الثائر فى مظاهرات زاحفة فى كل مكان فى مصر يوم الجمعة 11 يوليو تقول لهذا الطاغية الجديد أن شعب مصر ليس قطيع يساق وأن المصريين ليسوا عبيدا لعصابة من اللصوص سرقت منهم كل شئ والآن تطالبهم بالخضوع والدفع نيابة عنهم.
وأخيرا على هذه السلطة الانقلابية أن تفهم أن الشعب المصرى ليس (كما كانت أصول السيسى ) لاجئ فى بلاده لا حق له ولا صوت وإنما هو صاحب الحق الوحيد وصاحب الكلمة الأخيرة.
على كل من يؤمن بأن له دورا فى هذه الثورة أن يتحمل مسئوليته الآن وأن يقوم بنفسه ومن خلال دوائره ومحيط معارفه بنشر هذه الدعوة وتوزيعها والدعوة لها وخاصة فى أوساط الشباب والفقراء المتضررين والغاضبين حتى نلتحم جميعا ونكتشف حجم قوتنا وقدرتنا حينما نتضامن ونتكاتف ويكون كل واحد منا سندا للآخر حتى ننتصر.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top