0
غزة قصف
جثث في الشوارع وأشلاء تحت الركام لا فرق بين طفل وسيدة وشيخ وأعزل الكل سواء مصيره القتل، مساجد ومستشفيات ومدارس ومنازل محطمة ومدمرة تدميراً كاملاً وشوارع وأحياء يتم قصفها هذا هو الحال في غزة والمشهد السائد منذ 17 يوماً أى منذ بدء العدوان الإسرائيلي عليها، وحتى الآن إرتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين إلى أكثر من سبعمائة شهيد وأربعة آلاف جريح, أغلبيتهم الساحقة من المدنيين بحسب وكالات الانباء.


جرائم بشعة في حق المدنين
لازال هناك الكثير من الجرائم والإنتهاكات التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي بحق أبناء غزة دون رحمة أو هوادة، لم تتوقف هذه القوات عن عدوانها، ولم تتوانَ عن قصفها براً وبحراً وجواً، تنوعت هذه الجرائم ما بين إستهداف المدنيين العزل والشيوخ والنساء والأطفال، وإقتحام الأحياء المتخمة بالسكان والشوارع وإستهداف المستشفيات والمساجد والمنازل.
مجزرة حي الشجاعية
وفجر الأحد الماضي إرتكب جيش الإحتلال مجزرة جديدة في حي الشجاعية والشعف شرق مدينة غزة والذي يعد من أكبر الأحياء في غزة - تضاهي في بشاعتها مذابح صبراً وشتيلاً ودير ياسين حيث راح ضحيتها أكثر من 75 شهيداً وما يزيد عن 400 جريح معظمهم من النساء والأطفال؛ وذلك بعد قصف جنوني وعشوائي استهدف منازل الفلسطينيين في هذه الأحياء ، وإنتشرت جثث وأشلاء الشهداء في الشوارع وتحت الركام.
فى الوقت الذى إستخدمت فيه قوات الإحتلال أكثر من 100 قذيفة إسرائيلية على حي الشجاعية وحي الزيتون، الأمر الذي أدى إلى تمزق وتفحم غالبية الأشلاء بالإضافة إلى قطع رؤوس العديد منها، ناهيك عن تدمير عشرات المنازل تدميرا كليا بسبب القصف المدفعي الكثيف، فضلا عن أنه بدت محال تجارية عديدة مدمرة ومحروقة، إلى جانب تدمير العديد من الطرقات العامة في الحي المكتظ الذي يزيد عدد سكانه عن مائة ألف مواطن.
وأثناء هدنة إنسانية لمدة ساعتين بين "حماس" وإسرائيل تم التوصل إليها بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نقلت جثث القتلى إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة حيث وضع عدد منها على الأرض إلى حين تشييعهم من قبل ذويهم.
ولقد إمتلأت مستشفى الشفاء في غزة بعشرات المصابين جراء الهجوم على الحي الواقع في شرق غزة، وبدأ الآلاف من الفلسطينيين فى الفرار من الحي الواقع شرق مدينة غزة، حيث أرجعت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية سبب هذا القصف إلى دعوات في الجيش الإسرائيلي لتدمير حي الشجاعية في غزة تدميراً شاملاً، إذ إن الجيش ينظر لهذا الحي على أنه المكان الذي تطلق كثير من الصواريخ نحو إسرائيل، ما دفعه للتفكير في تدميره كليا وتسويته بالأرض.
ولا تستطيع سيارات الإسعاف التوجه إلى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي العنيف،وتحدثت أجهزة الطوارئ عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في القطاع.

قصف المستشفيات
دأبت قوات الإحتلال خلال حربها هذه على قصف المستشفيات دون مراعاة للإنسانية وبما يخالف المواثيق الدولية حيث إستهدفت الأحد الماضي مستشفى شهداء الأقصى في منطقة دير البلح بغزة بأكثر من 10 قذائف مما أسفر عن إستشهاد 5 مواطنين من بينهم مريض و3 مرافقين وإصابة نحو 50 آخرين.
 كما أدى هذا القصف المكثف إلى توقف غرف العمليات ومحطة إنتاج الأكسجين اللازمة للعمليات وتدمير مقر الإدارة والمبيت وتدمير أقسام الباطنة والجراحة جراء هذا القصف، وتعرضت سيارات الإسعاف التي حاولت إجلاء الجرحى من مستشفى شهداء الأقصى إلى مستشفى الشفاء إلى قصف عنيف أدى لإصابة سيارتي إسعاف.
ومن قبلها تم إستهداف مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي بحي الشجاعية بـ5 قذائف وطائرات دون طيار وتم إخلاؤها من المرضى ضمانا لسلامتهم بسبب كثافة القصف.
وبدأت آثار إستهداف الدور الرابع للمستشفى واضحة، ودُمر الطابق الأول بالمستشفى بالكامل ولم تتمكن فرق الإسعاف من إخلاء المرضى، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الغارات الإسرائيلية ألحقت أضرارا بمستشفى وثلاثة مستوصفات ومحطة لتحلية المياه في مخيم للاجئين، مؤكدة أن الوقود المتاح لوزارة الصحة لا يكفي لتزويد المستشفيات إلا لعشرة أيام، في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء.
يشار إلى أن هذه المنظمة قد حذرت من أن أجهزة الرعاية الصحية في غزة على شفا الانهيار، وسط نقص حاد في الأدوية والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بالمستشفيات في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. ولا يمكن أن ننسى إطلاق جيش الاحتلال قذائفه في إتجاه مستشفى بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأطلقت مدفعية الإحتلال  قذائفها تجاه مستشفى بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث إستهدف المبنى العلوي للمستشفى واقع أضرارا مادية وخلف حالة من الرعب في صفوف المرضى والطواقم الطبية.
كما قامت قوات الاحتلال  بقصف مركز المبرة الطبي المعني أيضا بعلاج ذوي الإعاقات وإستشهد خلال هذه العملية 4 أطفال معاقين.
كما قصفت قوات الإحتلال المتوغلة في حي تل الهوا وسط مدينة غزة، مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وإشتعلت النيران في أقسام من المستشفى.
إستهداف الركع السجود في مساجد قطاع غزة
إستهدفت قوات الإحتلال العديد من المساجد مما أدى إلى تدميرها في بعض الأحيان وسقوط شهداء وجرحى في أحيان أخرى، إذ تم إستهداف مساجد "بني سهيلا" بخانيونس جنوب القطاع ووقعت إصابات، "الشمعة" وسط غزة، و"النصر" وسط بيت حانون ولحق به أضرار كبيرة وإستشهد إثنان، "الشيخ أحمد ياسين" بمخيم المغازى وسط غزة، وغيرها من المساجد التي تم إستهدافها.
إستهداف المنازل
يمكن القول إن الهدف الأساسي للجيش الإسرائيلي هو القضاء على الفلسطينيين، لذا فإنه يتبع سياسة إستهداف التجمعات السكنية المتزايدة ويقوم بهدم الأبراج السكنية والأحياء المتاخمة حيث قامت بقصف برج الإسراء وسط غزة بعدة صواريخ مما أدى إلى إستشهاد 11 من بينهم 5 أطفال وإصابة نحو 35.
 كما أطلقت قذيفتين على مدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وأكدت مصادر أمنية يوم 14 من يوليو الجاري أن "الغارات الجوية إستهدفت كذلك شققا سكنية في مدينة غزة ومنازل تقع في أحياء مزدحمة كما جرى في مخيم الشابورة في رفح فجر هذا اليوم.
 وإستهدفت الطائرات بالصواريخ منازل عدة وسوتها بالأرض في رفح وبيت لاهيا وجباليا وأحياء الصبرة والشيخ عجلين والزيتون في غزة فيما دمرت بالصواريخ مسجد النور بمدينة دير البلح وسط القطاع.
إستهداف الأراضي الزراعية
تطلع الجيش الإسرائيلي إلى تدمير الأخضر واليابس؛ حيث إستهدف أيضا الأراضي الزراعية فمثلا تم إستهداف أرض زراعية غرب خانيونس دون وقوع إصابات، وقصف أرض زراعية بمنطقة الضبط الجمركي شرق خانيونس جنوب القطاع، وشنت غارة على أرض زراعية ببيت لاهيا شمال القطاع، حيث وقعت أضرار كبيرة في الأرض الزراعية المستهدفة ومنازل المواطنين القريبة منها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

إبادة عائلات بالكامل
وسط هذا القصف العشوائي راحت أسر وعائلات بأكملها، إذ إرتقى 5 شهداء وأصيب 6 آخرين بقصف منزل لعائلة بريعم بدير البلح وسط قطاع غزة، ودمر الطيران الحربي منزلًا لعائلة "دغمش" في تل الهوا جنوب مدينة غزة، وأيضا سقط خمسة شهداء منهم 3 أطفال وعدد من الإصابات جراء قصف طائرات الاستطلاع لمنزل بالقرب من برج الظافر.
وأيضا إستشهد 7 بينهم 4 أطفال وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي جديد وسط مدينة غزة بالقرب من النفق، وأطلقت مدفعيات الاحتلال قذائف مدفعياتها تجاه منازل وأراضي المواطنين في مخيمي البريج والمغازي، كما قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة نصار في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وإستشهد ثلاثة مواطنين من عائلة جندية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة جراء قصف منزلهم بقذائف المدفعية، وصلوا لمجمع الشفاء جثث هامدة. فيما إستشهد 6 مواطنين وأصيب 6 آخرون بينهم اثنان في حالة الخطر الشديد جراء قصف طائرات الإحتلال لمنزلين من عائلة كحيل في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس.
بينما إستشهد 5 مواطنين على الأقل من بينهم وطفل وطفلة وشيخ في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منازل المواطنين في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
كما إرتكب الإحتلال فجر الإثنين الماضي، مجزرة جديدة شمال غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، راح ضحيتها 11شهيدًا من عائلة واحدة بينهم عدد من الأطفال ورضيع ونحو عشرين جريحًا.
وأيضا تم إنتشال جثة 27 شهيدا من عائلة أبو جامع شرق خان يونس بعد استهداف وكانت طائرة حربية منزل يعود لعائلة أبو جامع في بلدة عبسان المكون من ثلاثة طوابق وذلك مع موعد الإفطار ليوم الأحد، حيث كان بداخله حوالي 30 شخصا جلهم من الأطفال والنساء.

أسلحة محرمة دوليا
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية إستخدام إسرائيل لسلاح "الدايم" المحرم دوليًا في العدوان الذي تشنه حاليا على قطاع غزة، ويعمل هذا السلاح على صهر الأجسام وتسممها، ويؤدي إلى تدمير وتلف في الخلايا الداخلية للإنسان المصاب، كما يعرضه للموت في أي لحظة وقد يؤدي إلى الوفاة بعد عام من الشفاء.
وفي ذات السياق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن مجموعة من الأطباء الذين قابلهم في مستشفيات غزة لاحظوا وجود تهتكات وعلامات في أجساد المصابين في العدوان الإسرائيلي.
وأضاف المرصد في بيان له أن هذه الإصابات تتطابق مع ما تحدثه أسلحة الدايم المحظورة دوليًا والقذائف والصواريخ الحربية التي إستعملتها إسرائيل في حربها على غزة عامي 2008 و2009.
وقال بيان المرصد إن الأطباء لاحظوا أن بعض الإصابات معقدة وتنجم عنها حالات إعاقة دائمة.
وأوضح المرصد أن هذه الإفادات تعطيه مؤشرًا خطيرًا على إحتمال قيام إسرائيل بإستخدام الفسفور الأبيض الذي استعملته ضد المدنيين عام 2008/2009.
وأكد أن إستخدام هذه الأسلحة في حال ثبوته يمثل إنتهاكًا خطيرًا لحقوق المدنيين في قطاع غزة، إذ يناقض المادة 32 من اتفاقية جنيف الرابعة القاضية بحظر "جميع التدابير التي من شأنها أن تسبب معاناة بدنية أو إبادة للأشخاص" المحميين الموجودين تحت "سلطة الاحتلال".
 وتحظر الإتفاقية إستخدام الأسلحة والقذائف والمواد ووسائل القتال التي من شأنها إحداث إصابات أوآلام لا مبرر لها.
هجوم كل ثلاثه دقائق
أعلن المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، السبت 12 من يوليو أن قطاع غزة يتعرض لهجوم إسرائيلي كل 3 دقائق، ونشر المرصد في بيان له، إحصائية أولية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر حتى منتصف ليل يومه الرابع، مؤكدًا أن قوات الاحتلال مع استمرار هجومها زادت من قصف المنشآت المدنية وصعدت من استهدافها المدنيين من النساء والأطفال تحديدا، وتواصل قصف المنازل بوتيرة عالية.
وبيّن المرصد أن قوات الاحتلال تواصل إستهداف عائلاتٍ بأكملها، فقدت نفذت فجر اليوم الثالث عملية قتل جماعي بحق عائلة غنّام في رفح جنوب القطاع، وأدت إلى تدمير المنزل بالكامل بعد قصفه على رؤوس أهله دون سابق إنذار ما أدى إلى إستشهاد خمسة من العائلة بينهم طفلة 7 سنوات، وصلوا المستشفى جثثا متفحمة وأشلاء، وأصيب 15 آخرون عشرة من الجيران بعضهم في حالة حرجة وبينهم أطفال، وبقيت طواقم الإسعاف تبحث لساعات عن عدد منهم تحت ركام المنزل.
وقال المرصد: إنه يلاحظ زيادة إستهداف الجيش الإسرائيلي للمنشآت المدنية في القطاع المحاصر، حيث إستهدف مدرسة ترعى الأيتام في دير البلح وهي مدرسة جمعية الصلاح في دير البلح، وإستهدف بئراً للمياه يغذي أكثر من 20.000 غزيّ من منطقة الزيتون وقد استهدف قبله بئرٌ آخر ومحطة معالجة مياه عادمة.
وأضاف المرصد: أن قصف سيارة تابعة لبلدية مخيم البريج أدى إلى مقتل إثنين وإصابة خطيرة جدًا، ولم تسلم الكهرباء كذلك، فقد إستهدفت خطوط كهرباء في غزة ورفح وشمال القطاع أفقدت شبكة الكهرباء - التي تعاني أصلًا- 45 ميجاوات.
وبينت الإحصائية أنه بلغ عدد الضحايا في اليوم الرابع 21 شهيدا، عدد منهم من الأطفال بينهم 3 أطفال وإمرأتين و16 مدنيًا من الرجال، وأنه بهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي إلى 103 قتلى، بينهم 23 طفلا و 12 امرأة و 68 من الرجال. وبلغ عدد الجرحى ليوم الجمعة وحده 163 جريحا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 58 طفلًا و 38 من النساء و 79 من الرجال. ليرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم إلى 796 جريحًا، 263 من الأطفال، 125 من النساء، 408 مدنيًا من الرجال.
وأوضحت الإحصائية أن القطاع تعرض يوم الجمعة إلى 527 ضربة صاروخية، تراوحت بين 89 قذيفة بحرية و 314 غارة جوية و124 قذيفة مدفعية، وأن مجمل عدد الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ بدء العملية العسكرية إزدادت بشكل كبير وغير مسبوق عن العمليات السابقة لتكون الهجمات الأعنف في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث بلغت حتى منتصف ليل الجمعة 2161 قذيفة، وزعت بين 1402 غارة جوية، 329 قذيفة بحرية، و330 قذيفة مدفعية.
وذكرت الإحصائية أنه يوم الجمعة دُمّر 305 منازل، 36 منزلًا منها دمرت بشكل كامل، و269 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة إلى 894، 124 منها بشكل كلي و 770 بشكل جزئي.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top