0

انشق المصريون قبل الثلاثين من يونيو إلى نصفين، الأول يؤيد ويدعم أول الرؤساء المنتخبين محمد مرسي، والثاني يعارضه بكل ما أوتي من قوة، وظل هذا الانقسام حتى بعد الإطاحة به من قبل القوات المسلحة؛ إلى أن جاء مشهد فض اعتصام "النصف الأول" بالقوة، من قنص وحرق ودهس، ما أودى بحياة المئات وإصابة الآلاف. حرّكت دماء المتظاهرين التي سالت، ضمائر عدد من أعضاء "النصف الثاني" المعارض لـ"مرسي"، ورأى محمد البرادعي وعمرو حمزاوي وخالد داوود وشاهندة مقلد، وغيرهم؛ أن حرمة الدماء أكبر من أي خلاف سياسي، مهما بلغ، ودفع أكبر رؤوس، ذلك الصف إلى ترك منصبه الذي منحته إياه السلطة الجديدة. استقال دكتور محمد البرادعي، احتجاجًا على قتل المتظاهرين السلميين، وقال في بيان رسمي: "لقد أصبح من الصعب علي أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها، ولا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري وموطني، خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها". أما خالد داوود المتحدث الاعلامى باسم جبهة الإنقاذ الوطني والذي، طالما صدرت عنه تصريحات نارية بحق أعضاء جماعة الاخوان المسلمين و الدكتور مرسى ومساعديه خلال فترة حكمه فقد كان رد فعله تجاه المجزرة مفاجأة كبيرة نظرا لموقفه الدائم منهم . حيث قام داوود بالإعلان عن تقديم إستقالته كمتحدث رسمى بإسم جبهة الانقاذ ، متهما قوات الامن بارتكاب مجزرة برابعة ، وقد اكد خلال نص استقالته على انه لم يعد باستطاعته مطلقًا الحديث باسم الغالبية من أحزاب الجبهة ، والتي قررت بوضوح أن تدعم المواجهة الأمنية الحالية مع جماعة الإخوان، وترفض إدانة المجزرة التي قامت بها قوات الأمن في فض اعتصامي رابعة والنهضة. وأوضح "داوود" أنه ليس باستطاعته مطلقًا، أن يرفع رأسه عاليًا معلنا للعالم الانتصار الساحق على القوى السياسية التي تسعى للاتجار باسم الدين"، كما ورد في بيان الجبهة الذي صدر في نفس يوم فض الاعتصامات، مضيفًا: "رأسي شخصيًا منكسة وأشعر بحزن وألم شديدين لكل الدماء التي سالت، وأدين بقوة التجاوزات الخطيرة التي قامت بها قوات الأمن في فض الاعتصامين، وهو ما أدى إلى سقوط هذا العدد الضخم من القتلى". واستكمل: "ضميري وأبسط تعريفات الكرامة الإنسانية، لا يسمح لي سوى بالقول إن ما حدث في رابعة والنهضة كان مجزرة سندفع ثمنها غاليًا لشهور قادمة، وربما سنوات. لا للإخوان الكاذبون تجار الدين، ولا لعودة دولة العسكر ونظام مبارك". وكان لبعض الأحزاب السياسية اراء مختلفة فمنهم المؤيد لمجزة القرن ومنهم عارض هذه المجزرة البشعة . فقد حمل حزب " مصرالقوية" السلطات المصرية مسئولية سقوط ضحايا نتيجة فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، و إلي أن ما حدث "جريمة أمام الله والتاريخ".

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top