قص المستشار وليد شرابي، المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر، ما حدث
معه في مثل هذا اليوم من العام الماضي، في فض اعتصام رابعة العدوية.
وقال
«شرابي»: «في مثل هذا اليوم منذ عام مضى رأيت ما لا لم أكن أظن أن أراه
طوال حياتي، رأيت وجوها صالحة وقد خضبتها الدماء، ورأيت فتية وفتايات
يواجهون الرصاص بشجاعة تفوق الخيال، ورأيت كلاباً تقتل وتحرق كل ما هو
جميل، ورأيت أماً تبكي، ورأيت مسجداً يحترق، ورأيت رأيت أرواحاً ترتقى،
ورأيت نفوساً ذلت، ورأيت ورأيت ورأيت».
وأضاف في
تدوينة طويلة عبر صفحته على «فيس بوك»: «الليلة كانت تسير بصورة طبيعية،
والحماس يملأ أرجاء الميدان في رابعة، والجميع كان يدرك صعوبة التحدي،
والإيمان بقدر الله تملك القلوب والأفئدة، وكلما تحدثت مع أحد وجدته واثقاً
من نصر الله، لم أكن أتصور في تلك الليلة أنني أسير بين ألاف الشهداء،
ولكنى – وعلى العكس - كنت أرى وجوهاً كلما وقعت عيني عليها أدركت أن هذا
وجه شهيد، وكانت الأخبار قد تواترت على أن قوات الانقلاب مقبلة على فض
الميدان فكان التصور لدى الكثير وأنا منهم أننا مقبلون على موقعة جمل جديدة
وإن كنا نعلم أن قوات من الجيش والشرطة قد بدأت في التحرك بآلياتهم
المدرعة المدججة بالأسلحة من الوحدات العسكرية وقطاعات الأمن المركزي إلا
أنه لم يكن يتصور أحد أن هذه القوات مقبلة على ارتكاب مذبحة بهذه البشاعة
خاصة وأن الجميع يعلم مدى سلمية الاعتصام للحد الذي دفع الكثير من
المعتصمين إلى اصطحاب أبناءهم الصغار إلى الاعتصام».
وتابع:
«ومع بداية شروق الشمس وجدنا أن أعداد كبيرة من الجيش والشرطة قد أحاطت
بالميدان من جميع جوانبه وكان مكاني خلف مرور مدينة نصر وما أن اقتربت
المدرعات من حواجز الاعتصام حتى كان صوت السلاح الآلي والجرينوف من داخلها
يُسمع من كل اتجاه وأعداد كبيرة من الشهداء ارتقت أرواحهم في اللحظات
الأولى، ظننت آنذاك أن حالة من الهرج سوف تحدث بين أفراد تأمين الحواجز على
مداخل الاعتصام إلا أن هؤلاء الرجال خيبوا ظني !!! فالأمر كان حتى في تلك
اللحظات غاية في التنظيم والرجولة والتحدي فهناك أفراد قاموا بنقل الشهداء
والجرحى إلى المستشفى وآخرون استمروا في أماكنهم وأبوا إلا أن تمر المدرعات
من فوق جثثهم شهداء في سبيل الله، وفي تلك اللحظات كان يرافقني أحد
الأصدقاء وجاء له اتصال أن شقيقه أصيب بطلق حي في العنق.. نظرت إلى صديقي
فوجدته كاد أن يغشى عليه من الخوف على شقيقه فتوجهت معه مباشرة إلى
المستشفى لنبحث عن شقيقه.. وما أن فتحت الباب لم أصدق ما ترى عيني مئات
الشهداء في كل مكان على الأسرٍة وعلى الأرض وفى الممرات والدم الطاهر يسيل
من تحت أقدامنا أنهاراً، ولأني أملك بعض الخبرة في الأسلحة أدركت من خلال
رؤيتي للعديد من الشهداء أن هناك أسلحة نارية غير تقليدية وقد تكون محرمة
دولياً أحدثت عدد كبير من الوفيات بين الشهداء».
وأضاف:
«وفى هذه الأثناء وجدت أماً تحمل صغيراً لها لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات
وقد أصيب بحالة عصبية وتشنجات نتيجة استنشاقه قنبلة غاز أثرت فيه تأثيرا
شديداً فالطفل يغشى عليه ولا يوجد طبيب متفرغ له لكي يسعفه فتصرخ الأم وتظل
تبكى إلى جواره ظناً منها أنه مات ثم يفيق الطفل على بكاء وصراخ وتشنج ثم
يغشى عليه مرة أخرى ،وفي تلك الأثناء اختفى صديقي عني إلا أنني وجدت شقيقه
في المستشفى والحمد لله أصيب بالفعل في رقبته بعيار ناري ولكن الله سلم
فجرحته الطلقة في رقبته ولكن لم تخترق العنق... خرجت بعد إلى الميدان لأجد
القناصة من الطائرات الهليكوبتر ومن فوق أسطح المباني المجاورة للاعتصام
ومن داخل الوحدات العسكرية الملاصقة للاعتصام تقوم بقتل وقنص النساء
والأطفال والشباب والشيوخ لحظات قليلة وعلمت بنبأ استشهاد أسماء البلتاجي..
رحم الله كل الشهداء».
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر