0
كتب: نصر العشماوى
أمريكا التى تثبت كل ساعة أنها الحاكم الحقيقى لكل الولايات العربية التابعة لها تتحكم فى كل صغيرة وكبيرة فى تلك البلاد.. وانظر وانتقل بسرعة معى من تكوين تحالف بقيادة أمريكا أوباما يشبه الحرب العالمية ضد ما أطلقوا عليه تنظيم داعش بسوريا والعراق؛ إلى مطالبة أمريكا أوباما لقائد الانقلاب السيسى بالإفراج عن أحمد ماهر، وبين تحريك حرب كاملة بتحالف غربى وعربى إلى الاهتمام بسجين ألف مليون خط؛ لتؤكد تلك الخطوط أن نبيل فهمى، وزير خارجية الانقلاب السابق لم يخطئ حينما قال: "إن علاقة أمريكا بمصر علاقة زواج", وطبعا أمريكا هى الزوج الآمر الناهى؛ والذى يعرف كل شيء عن زوجته ومدى سماع الكلام فى تنفيذ أوامره.. ومن أخرجت ومن أدخلت ومن هجرت ومن قبلت.. ونزيد على قول فهمى أن أمريكا تزوجت بعدد دولنا كلها، وليست مصر فقط من زمن بعيد.
هذا الآمر الناهى الذى يعرف كل شيء عنا, ويعرف جميع من أدخلتهم مصر سجونها السياسية بالاسم فردا فردا.. يعرف بالطبع المناضل الذى أثار قلق ورعب الانقلابيين وأمريكا ذاتها؛ بعد أن استطاع تحويل دفة الثورة -بفضل الله- إلى اتجاه متوازٍ ضد الانقلاب، وضد التبعية الأمريكية؛ وصار الاستقلال هو عنوان الثورة الأبرز؛ حتى أصبح إحراق العلم الأمريكى والإسرائيلى حدثا متكررا فى كل التظاهرات بعد توجيه مناضل مصر العظيم ومجاهدها التاريخى؛ ولا شك أن أوباما لديه ألف سبب وسبب للاهتمام بمجدى حسين, خاصة وأن السفارة الأمريكية المخابراتية ترسل التقارير أولا بأول عن كافة الأحزاب والحركات المصرية, بدليل تلقى الحركات المرضِى عنها بالتمويلات اللازمة من أمريكا (وهذا اتهام اتهم به الانقلاب حركة 6 إبريل وغيرها, وليس كلاما من عندى). وكما اهتم أوباما بالإفراج عن أحمد ماهر؛ فمن المؤكد أن مجدى حسين قد أزعجه؛ وخاصة أن توجهه الشخصى وفكرة حزبه قائمة على مبدأ الاستقلال التام عن التبعية الأمريكية, بل ربطها "حسين" بنجاح الثورة ذاتها ضد الانقلاب, ولا شك أن كتب مجدى حسين موضع دراسة الأمريكان.
لذلك لم يكتفِ الانقلاب بتقييد حرية البطل الأسطورى مجدى حسين، رغم ظروفه المرضية التى لا يتغاضى عنها إلا أشرس الوحوش فى هذه البلدة التى زجت بأشرف وأخلص من فيها وراء قضبانها.. لكن مكر الله بالطغاة قريب ونصره أقرب بإذنه سبحانه.
لم يكتفِ الانقلاب بترك مجدى حسين للموت البطيء فى زنزانته القاتلة, ولكنه نفذ رغبة أوباما بالتأكيد فى محاولة الخلاص من فكرة حسين (والأفكار لا تموت) القائم عليها حزبه, بل وحياته شخصيا، وذروة سنام نضاله خلال سنوات عمره اللاهثة نضالا إرضاء لله أولا ثم لأجل هذا الوطن، ومحاولة إنهاء دور حزبه فى مصر، هى محاولة صريحة لقتله, فالاستقلال هو حلم وروح مجدى حسين, وحكم المحكمة  الذى أصدره المستشار بمحكمة أمن الدولة الأسبق بحظر نشاط حزب الاستقلال يصب فى اتجاه محاولات قتل فكرة "حسين" التى أزعجت أمريكا إزعاجا شديدا.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..
اللهم كن أنيسا لعبدك مجدى حسين فى خلوته, وأخرجه سالما غانما وجميع المظلومين فى سجون الانقلاب.. وأهلك الظالمين يا رب فقد طغوا فى البلاد وأكثروا فيها الفساد.
                              

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top