نصر العشماوى
قتل المتظاهرين إبان ثورة يناير المجيدة, والتى أطاحت بالفرعون الذى ظل جاثما على صدور المصريين لثلاثين عامًا كاملة، هى التهمة الأكبر التى تواجه المخلوع وذراعه اليمنى فى نظامه الإجرامى "حبيب العادلى"، وبقية أذرعه وأدواته جنرالات الداخلية الستة الذين حكموا البلاد بالحديد والنار فى نظام المخلوع القمعى..!
ورغم أن الجميع يتوقع حكما قادما بالبراءة، بعد العرض المسرحى الكبير الذى سمح أحد قضاة عهد المخلوع بافتتاحه فى قاعة المحكمة؛ ليقف كل متهم، ويمسك بالميكروفون؛ ليحكى لنا تاريخ حياته، وكيف كان فى الروضة وتربيته الحسنة التى أنتجت شخصا سمحا بشوشا عطوفا حنونا ظلمته ملامح وجهه القاسية وعينيه الحجريتين اللتين تؤكدان أن قلب صاحبيهما لا يرحم..!!
ووقف خطباء "الغبرة"، بداية من المخلوع مرورا بالأستاذ إبليس "حبيب العادلى"، والباكى الذى لا يتحمل أن يرى ذبح دجاجة أمامه اللواء القطة المغمضة "عدلى فايد"، الذى انهمرت دموعه فى العيون الوقحة مرارا؛ ليؤكد أنه ورفاقه الستة، وقائدهم العادلى، وزعيمهم الصالح العادل مبارك كانوا من القصور للمساجد، ومن المساجد للقصور!, والشعب المصرى هو الذى افترى عليهم وقام بثورة لا لزوم لها, فقد كان شعبا شبعانا فوق خط الغنى والترف, وكان مُكرّما مرفوع الرأس؛ وخاصة فى أقسام الشرطة التى تُحق الحق وتبطل الباطل, وطبعا إحنا عارفين كلنا إن الباطل كان زهوقا..!!
صحيح أحيانا كانت تحدث تجاوزات من المواطن بضربه لضابط الشرطة على قفاه؛ لكننا كنا نتحمل ورفعنا دائما شعار قفا الشرطة فى خدمة الشعب.. آه من شعب يبخس حق اللواءات ولا ينصف الجنرالات ويفترى على رئيس, يا نهار أسود.. ده سكرة.. ده يتحط على الجرح لا يبقى فيه جرح ولا مجروح..!
... وهكذا تحولت المحاكمة إلى مسرح كوميدى ساخر، من الشعب طبعا.. المهم أن الجميع قد قام بدوره وأمسك بالمايك ووجه خطابه المسرحى الذى عكف على كتابتهم لهم كبار الكتاب من خيرة المنافقين فى مصر, فبدأ المخلوع، ثم العادلى، ثم المساعدين الستة, لكن واحدا منهم رفض الحديث رفضا قاطعا, ولزم الصمت, واكتفى بمرافعة محاميه, وهو إسماعيل الشاعر الملقب بـ "بعبع الداخلية"، هو الوحيد الذى لم يشارك فى الحفل الكوميدى الساخر, فهل يا ترى لم يجد الرجل ما يقوله أو أنه عزف عن المواجهة الساخرة خجلا، واكتفى بمشاركة محاميه ومرافعته؟!
أسرار الصمت الغريب..!
فى بحثنا عن أسباب صمت الشاعر من خلال بعض الصحفيين الذين يتابعون القضية, ويملكون مصادر متعددة بالداخلية, لكنهم لا يستطيعون نشر كل ما يحصلون عليه بناء على سياسة التحرير الخاصة بصحفهم الانقلابية, والتى لابد أن يكون كل حرف بها لصالح الانقلاب، ونظام المخلوع مبارك، الذى عاد مع الانقلاب؛ ليتربع على عرش مصر - مؤقتا -بإذن الله-، فوجئنا بأن الكلام الذى يتم تداوله أن إسماعيل الشاعر قد رفض تحويل اتجاه القضية إلى وصف الثورة بالمؤامرة الخارجية؛ لتبرئتهم من قتل الثوار، وإلقاء التهمة على تنظيمات خارجية وتلبيسها للإخوان المسلمين الذين كانوا من ضمن الثوار أنفسهم..!!
يعنى الإخوان وقفوا فى قلب التحرير، وأطلقوا الرصاص بالميدان وصاحوا.. الإخوانى يتأخر.. يا معاذ أوعى راسك.. يا عبد الرحمن أوعى يا ابنى.. وسع يا حمزة.. دع الرصاصة تأتى فى وائل.. أصل ما فيش حد اسمه وائل فى الإخوان المسلمين..!!
تقول "نيفين ش" محررة حوادث متخصصة: "إن مصادرها تؤكد أن "الشاعر" رفض انتهاج هذا الأسلوب، ورفض أن يقسم بالله على ذلك, وأن الملقب بـ"البعبع" لوحظ عليه أنه صار فى حالة أخرى من حالات التوبة والوقفة مع النفس, ولو لم يكن حوله هؤلاء لربما اعترف بالحقيقة, وتقول "نيفين": "إن إسماعيل الشاعر تم إجباره على التزام الصمت؛ لتسير القضية فى مسارها المرسوم لها, ولا تستبعد تهديده بالقتل أو إيذاء أى أحد من طرفه لو أنه لم يرضخ لما يريدون", وترى "نيفين" أنه كان من المفترض أن يتم فصل كل متهم عن الآخر, أما أن يتم جمعهم مع بعضهم ليتفقوا على كلام واحد، ويخططوا معا لترتيب الأكاذيب، فهذا هو الهزل بعينه.
فالحكمة تقول: "إذا اختلف اللصوص ظهرت السريقة.. وبدلا من أن نجعلهم يتفرقون لتظهر الحقيقة نقوم نجمعهم مع بعض ليتفقوا ويتوافقوا!"
قتل المتظاهرين إبان ثورة يناير المجيدة, والتى أطاحت بالفرعون الذى ظل جاثما على صدور المصريين لثلاثين عامًا كاملة، هى التهمة الأكبر التى تواجه المخلوع وذراعه اليمنى فى نظامه الإجرامى "حبيب العادلى"، وبقية أذرعه وأدواته جنرالات الداخلية الستة الذين حكموا البلاد بالحديد والنار فى نظام المخلوع القمعى..!
ورغم أن الجميع يتوقع حكما قادما بالبراءة، بعد العرض المسرحى الكبير الذى سمح أحد قضاة عهد المخلوع بافتتاحه فى قاعة المحكمة؛ ليقف كل متهم، ويمسك بالميكروفون؛ ليحكى لنا تاريخ حياته، وكيف كان فى الروضة وتربيته الحسنة التى أنتجت شخصا سمحا بشوشا عطوفا حنونا ظلمته ملامح وجهه القاسية وعينيه الحجريتين اللتين تؤكدان أن قلب صاحبيهما لا يرحم..!!
ووقف خطباء "الغبرة"، بداية من المخلوع مرورا بالأستاذ إبليس "حبيب العادلى"، والباكى الذى لا يتحمل أن يرى ذبح دجاجة أمامه اللواء القطة المغمضة "عدلى فايد"، الذى انهمرت دموعه فى العيون الوقحة مرارا؛ ليؤكد أنه ورفاقه الستة، وقائدهم العادلى، وزعيمهم الصالح العادل مبارك كانوا من القصور للمساجد، ومن المساجد للقصور!, والشعب المصرى هو الذى افترى عليهم وقام بثورة لا لزوم لها, فقد كان شعبا شبعانا فوق خط الغنى والترف, وكان مُكرّما مرفوع الرأس؛ وخاصة فى أقسام الشرطة التى تُحق الحق وتبطل الباطل, وطبعا إحنا عارفين كلنا إن الباطل كان زهوقا..!!
صحيح أحيانا كانت تحدث تجاوزات من المواطن بضربه لضابط الشرطة على قفاه؛ لكننا كنا نتحمل ورفعنا دائما شعار قفا الشرطة فى خدمة الشعب.. آه من شعب يبخس حق اللواءات ولا ينصف الجنرالات ويفترى على رئيس, يا نهار أسود.. ده سكرة.. ده يتحط على الجرح لا يبقى فيه جرح ولا مجروح..!
... وهكذا تحولت المحاكمة إلى مسرح كوميدى ساخر، من الشعب طبعا.. المهم أن الجميع قد قام بدوره وأمسك بالمايك ووجه خطابه المسرحى الذى عكف على كتابتهم لهم كبار الكتاب من خيرة المنافقين فى مصر, فبدأ المخلوع، ثم العادلى، ثم المساعدين الستة, لكن واحدا منهم رفض الحديث رفضا قاطعا, ولزم الصمت, واكتفى بمرافعة محاميه, وهو إسماعيل الشاعر الملقب بـ "بعبع الداخلية"، هو الوحيد الذى لم يشارك فى الحفل الكوميدى الساخر, فهل يا ترى لم يجد الرجل ما يقوله أو أنه عزف عن المواجهة الساخرة خجلا، واكتفى بمشاركة محاميه ومرافعته؟!
أسرار الصمت الغريب..!
فى بحثنا عن أسباب صمت الشاعر من خلال بعض الصحفيين الذين يتابعون القضية, ويملكون مصادر متعددة بالداخلية, لكنهم لا يستطيعون نشر كل ما يحصلون عليه بناء على سياسة التحرير الخاصة بصحفهم الانقلابية, والتى لابد أن يكون كل حرف بها لصالح الانقلاب، ونظام المخلوع مبارك، الذى عاد مع الانقلاب؛ ليتربع على عرش مصر - مؤقتا -بإذن الله-، فوجئنا بأن الكلام الذى يتم تداوله أن إسماعيل الشاعر قد رفض تحويل اتجاه القضية إلى وصف الثورة بالمؤامرة الخارجية؛ لتبرئتهم من قتل الثوار، وإلقاء التهمة على تنظيمات خارجية وتلبيسها للإخوان المسلمين الذين كانوا من ضمن الثوار أنفسهم..!!
يعنى الإخوان وقفوا فى قلب التحرير، وأطلقوا الرصاص بالميدان وصاحوا.. الإخوانى يتأخر.. يا معاذ أوعى راسك.. يا عبد الرحمن أوعى يا ابنى.. وسع يا حمزة.. دع الرصاصة تأتى فى وائل.. أصل ما فيش حد اسمه وائل فى الإخوان المسلمين..!!
تقول "نيفين ش" محررة حوادث متخصصة: "إن مصادرها تؤكد أن "الشاعر" رفض انتهاج هذا الأسلوب، ورفض أن يقسم بالله على ذلك, وأن الملقب بـ"البعبع" لوحظ عليه أنه صار فى حالة أخرى من حالات التوبة والوقفة مع النفس, ولو لم يكن حوله هؤلاء لربما اعترف بالحقيقة, وتقول "نيفين": "إن إسماعيل الشاعر تم إجباره على التزام الصمت؛ لتسير القضية فى مسارها المرسوم لها, ولا تستبعد تهديده بالقتل أو إيذاء أى أحد من طرفه لو أنه لم يرضخ لما يريدون", وترى "نيفين" أنه كان من المفترض أن يتم فصل كل متهم عن الآخر, أما أن يتم جمعهم مع بعضهم ليتفقوا على كلام واحد، ويخططوا معا لترتيب الأكاذيب، فهذا هو الهزل بعينه.
فالحكمة تقول: "إذا اختلف اللصوص ظهرت السريقة.. وبدلا من أن نجعلهم يتفرقون لتظهر الحقيقة نقوم نجمعهم مع بعض ليتفقوا ويتوافقوا!"
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر