0
نشر الدكتور محمد البسطويسى، الأستاذ المساعد بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، ورقة علمية حول «تأثير سد النهضة الأثيوبى على موارد المياه فى مصر» فى إحدى الدوريات العالمية المرموقة، وهى مجلة الهندسة الهيدرولوجية التى تتبع الجمعية الأمريكية للهندسة المدنية، وتعد من أكبر المجلات العلمية المتخصصة فى مجال المياه.
وقال الدكتور محمد البسطويسى، فى تصريح له، اليوم الثلاثاء: "إنه يمكن اعتبار هذا البحث مستندا علميا به العديد من المعلومات الموثقة فى ظل غياب البيانات عن المشروع من الجانب الأثيوبى؛ مشيرا إلى أنه يتناول استخدام تقنيات الاستشعار عن البعد، ونظم المعلومات فى نمذجة سعة بحيرة سد النهضة عند المناسيب المختلفة، وتأثيرها على تدفق المياه إلى السودان ومصر.
وأضاف أن البحث استند على تحليل صور الأقمار الصناعية لموقع سد النهضة، والسد المساعد والمنطقة أمام السد المنتظر، والتى تكون البحيرة الصناعية بها، وأوضحت النماذج التى أعدتها الدراسة أن ارتفاع سد النهضة بمقدار 145 مترا فوق مستوى سطح النهر عند منطقة الإنشاءات يحتاج إلى ارتفاع السد المساعد بحوالى 45 مترا فوق سطح المنطقة الجبلية التى يتم إنشاؤه بها.
وأوضح الباحث، أنه فى تلك الحالة، ستبلغ سعة التخزين حوالى 73 مليار متر مكعب من المياه، وسيبلغ مسطح البحيرة حوالى 2300 كم مربع، مما سيؤدى إلى فقد حوالى مليارى متر مكعب من المياه سنويا نتيجة للبخر؛ مشيرا إلى أنه يمكن التقليل من مخاطر سد النهضة، بتقليل ارتفاع السد المساعد والمسئول الرئيسى فى رفع سعة التخزين لبحيرة سد النهضة إلى ما يزيد على 18 مليار متر.
وأشار إلى أن الدراسة استخدمت نماذج حقيقية لسدود تم إنشاؤها على نهر النيل خلال الـ10 سنوات الماضية، مثل: سد مروى بالسودان، وسد تكيزى بأثيوبيا من خلال مقارنة تطور شكل بحيرات هذه السدود خلال مراحل الملء المختلفة، كما ظهرت على الصور الفضائية مع شكل النماذج المستنبطة من بيانات الارتفاعات الرقمية؛ لكى يتم التحقق من مدى التطابق، موضحا أن دقة النموذج الرقمى فى تمثيل شكل بحيرات مروى، وتكيزى عند المناسيب المختلفة، وصلت لحوالى 90% مما يدل على أن نفس النموذج الرقمى المستخدم لدراسة خزان وبحيرة سد النهضة لن تقل دقته عن 90%.
وأكد البسطويسى أن سد النهضة يعد جرس إنذار لمستقبل المياه فى مصر بغض النظر عن التأثير المؤقت الذى قد يحدثه حتى فترة ملء الخزان أمام السد؛ لأن الجميع منتبه إلى الأثر المؤقت على حصة المياه خلال فترة إنشاء السد، وتناسى الحاجة إلى زيادة هذه الحصة لكى تقابل الزيادة السكانية المضطردة والحاجة إلى إنتاج مزيد من الغذاء، موضحا أن أثيوبيا لا تستطيع أن تلعب دورا محوريا فى زيادة الإيراد من مياه النيل؛ نظرا لفقرها فى المستنقعات، مقارنة من جنوب السودان ودول الهضبة الإستوائية، والتى تمتلك مخزونا استراتيجيا فى البحيرات والمستنقعات.
وناشد العلماء والباحثين المصريين ببذل قصارى جهودهم؛ لنشر المزيد من الأبحاث عن سد النهضة، وموارد المياه من حوض النيل فى الدوريات العالمية؛ لتعريف المجتمع الدولى بحقيقة الوضع المائى لمصر؛ لأن العالم لا يعترف بالكلام المرسل، ولكن يعترف بالوثائق والمستندات العلمية، كما أن علماء مصر بالخارج برزت أسماؤهم؛ نتيجة لنشرهم الأبحاث العلمية المتميزة والقابلة للتطبيق.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top