0
كتب - على القماش
منذ سنوات ثار عدد ممن يطلق عليهم ليبراليون،  و" اتلم الشامى على المغربى"؛ حيث تضامن معهم فصيل اليساريين؛ دفاعا عن دكتور ذكر فى رسالته أن القرأن به سور هى رأى للنبى (صلى الله عليه وسلم)، وليست قرأنا، ومنها سور " المسد "؛ لأن النبى كان يكره أبو لهب، وجاء دفاعهم تحت شعار حرية البحث العلمى، ولا حجر على التفكير، إلى آخر الشعارات التى كان يشعر منها القارىء أنها أكاذيب وحنق على الإسلام  تتستر بشعارات الحرية.
ومنذ أيام انقلبت الدنيا ولم تهدأ؛ لحصول باحث على درجة  " العالمية " عن رسالة دكتوراه بعنوان "الحاكمية بين العلمانية والتيارات الإسلامية المعاصرة "، هاجم فيها 30 يونيو، وتناول عبارة انقلاب بعض الليبراليين على مبادئهم بعد أن كانوا أسودا فى نقد الدكتور مرسى.
وعليه ارتعد المسئولون فى جامعة الأزهر، وأعلنوا عن فتح تحقيق، وصرح د. توفيق نور الدين  - نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث – للصحف: "إنه ينتظر تقرير لجنة المناقشة المختصة برسالة الدكتوراه ، وأنه سيتعامل بكل حسم، وأشار إلى أن إدارة الجامعة لا تراجع كل رسائل الماجستير والدكتوراه؛ ولكنها تفحص أى رسالة يثار حولها لغط ، وتبدأ بمطالبة تقرير لجنة المناقشة المختصة، ثم تتخذ الإجراءات المناسبة".
وهكذا اختفى الدفاع عن حرية التفكير، وعدم الحجر على البحث العلمى ، وأصبح التشكيك فى القرآن الكريم، وقول الله –تعالى-، والتطاول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، بالتلميح إلى استغلاله نزول القرآن عليه ودس فيه خلافاته الشخصية وكراهيته لأبى لهب، أقل أهمية من انتقاد انقلاب يونيو والليبراليين.
وحتى لا يصدعنا أحد، ويجرنا إلى فرعيات، مثل: أنت ضد ثورة 30 يونيو "انقلاب"، وضد الليبراليين، فإن هذا ليس حديثنا بالمرة؛ ولكن حديثنا عن كشف زيف ادعاء الحرية والتنوير، وعن ظاهرة الليبرالية " تحت الطلب "، و " أستك منه فيه"، وعن رعب المسئولين بالأزهر.
وحتى لو فرضنا – فرض جدلى ووهمى – بتأييد كافة أفراد الشعب دون استثناء فرد واحد لثورة يونيو ( رغم اختلاف البشر على الرسل والأكثر من ذلك وجود ملحدين ! )، فإن معنى ذلك أن الثورة تؤيد بشكل واضح تكميم الأفواه، وعدم السماع إلى أى رأى معارض، حتى لو كان حديثه فى بحث علمى، وأن ممن يصفون أنفسهم بالليبراليين، ومن خلفهم اليساريين فى حقيقتهم يتحالفون مع الفلول ضمن خندق " الدولة العميقة "؛ لإعادة استنساخ الديكتاتورية ، وأنه لا حرية إلا ما يقررونه.
أما أعجب المفارقات أن يأتى هذا كله فى وقت يضغط هؤلاء لدفع الأزهر إلى تغيير مناهجه كليا؛ بدعوى الإصلاح، وعدم تكرار ظهور جماعات متطرفة فى مصر والعالم العربى، ويعكف على إعادة قراءة تاريخ الأزهر من أجل إنجاح خطة الإعلام فى التغيير، أحمد عبد المعطى حجازى، وعدد من اليساريين !
مرة أخرى، ليس حديثنا أيضا عن إعادة النظر فى بعض ما يدرسه الأزهر ، فقد يكون هناك ما يستحق التعديل، وإن كان هذا يقرره العلماء المتخصصون، وليس الشعراء والغاوون.
حقيقة أن المشهد العام يوحى بنجاح هذا التغيير فى مناهج الأزهر كليا، ليس للضغط الإعلامى، فحسب؛ بل لقناعة من هم فى سدة المسئولية فى الأزهر ، وصار المشهد يوحى بقناعة هؤلاء المسئولين، بأن الأزهر بالفعل كان سببا فى ظهور الإرهاب "؛ رغم أن هؤلاء، هم الذين كانوا ومازالوا يدرسون للطلاب!.
ولكن إذا كان التغيير سيشمل أيضا وضع مادة باسم " الأخلاق "،  تقرر على المدارس بدلا من التربية الدينية، فإننا مع مشهد إعلاء التطاول على الله ورسوله؛ بدعوى البحث العلمى، و الرعب لمجرد نقد باحث لانقلاب يونيو أو الليبراليين ( حاشا لله أن يكون هناك أجل من الله –تعالى-،  ورسوله )، فإننا نقترح تعديلًا طفيفًا فى اسم المادة الجديدة؛  لتكون بدلا من "الأخلاق"، وهو "أخلاق العبيد!"



إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top