0

قال وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون في أحد تصريحاته: "ليس من المتعة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده، أو بيد أخيه، فإن المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة، أن نُشكّل مليشيات للعدو، فيكون القاتل والمقتول من الأعداء".
وأعرب الكاتب الصحافي الأردني حلمي الأسمر، عن قلقه من فحوى هذه العبارة، وأبدى مخاوفه من أن يكون هذا التصريح للشخصية الأكثر دموية وعنفا وتطرفا في جيش الاحتلال، معبرا عن استخدام السلطة الفلسطينية كأداة لإجهاض المقاومة.
وعلق الأسمر بقوله ذلك التصريح الذي انتشر، بقوله أن هذه المقولة تحدث نوعا من القلق نظرا لأنها صدرت من قاتل محترف يهوى الدماء، خاصة بعد العدوان الأخير على غزة والذي واجه فيه شكلا جديدا للمقاومة تغير مسلمات كثيرة في عقيدة القتال الإسرائيلية.
وفي مقال له على العربي الجديد بعنوان "يعلون..غزة....والاقتتال الطائفي" أن يعلون يهودي من أصل أوكراني شارك في اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد)، الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية، وصار رئيسا لوحدة الاستخبارات تدرج بعدها ليصير رئيسا لهيئة الأركان عام 2002.
وأضاف أن يعلون كان في طليعة من قمعوا الانتفاضة الثانية وعارض تبادل الأسرى مع حماس عام 2011، والتي خرج بموجبها شاليط مقابل 1027 أسيرا، لافتا إلى أن يعلون المتشدد يوجب على اليهود العيش في كافة أرض (إسرائيل) (الحدود التوراتية) إلى الأبد.
وهاجم يعلون، في عام 2009، حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان، ووصفها بـ"الفيروس"، خصوصاً بعد أن كشفت أنه صادق خلال فترة أربعة شهور، منذ بداية ولايته، على بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
ويرفض يعلون الانسحاب من "مليمتر واحد" من الأراضي المحتلة عام 67، مؤكداً عدم وجود أي مشكلة ببقاء الوضع الحالي بشأن المفاوضات والصراع الفلسطيني الإسرائيلي مائة عام قادمة! وبالعودة إلى ما يُمتع يعلون، تقول سيرته، كقاتل محترف، إنه قاد عملية اغتيال أبوعلى مصطفى، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في رام الله، وشارك في عملية اغتيال أبو جهاد. وبفضله، تم تصفية ثلثي قوائم الاغتيال الإسرائيلية.
ونقل الكاتب الأردني وصف الكاتب البريطاني روبرت فيسك عن عملية اغتيال أبوجهاد، بأن ما لا يقل عن أربعة آلاف إسرائيلي، جُندوا للعملية في تونس، ورأت زوجة الشهيد العصابة التي اغتالته تفرغ أربعة مخازن ذخيرة في جسده بشكل "احتفالي"... "وبعد ذلك، تقدم ضابط ملثم بلثام أسود، وأطلق النار على رأسه، ليتأكد من أنه فارق الحياة ".
وأضاف الأسمر نقلا عن روبرت فيسك أن الذي أطلق الرصاصات الأخيرة على رأس الضحية عام 1988، كان "ضابط مخابرات اسمه موشي يعلون"، وهو "أحد كبار الضباط الإسرائيليين الذين يقفون وراء سياسة الاغتيالات التي قررت إسرائيل تطبيقها في حربها ضد الفلسطينيين"، وهذه الجرائم، وغيرها من التي تملأ سيرة حياة يعالون، وصلت إلى حد خشية ملاحقته قضائياً، حتى في الدول الأوروبية.
وقال إن يعلون اضطر إلى إلغاء زيارة كانت مقررة له إلى لندن، خشية التعرض لملاحقات قضائية، بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في الفترة التي كان خلالها رئيس أركان الجيش بين 2002 و2005، وكان قد صرح أنه يمتنع، منذ سنوات، من التوجه إلى بريطانيا لهذه الأسباب!
وعقب الأسمر بأن يعلون يقف الآن على رأس هرم مؤسسة الحرب في إسرائيل كقاتل محترف، مضيفا أن هذا يعكس صورة قاتمة تجاه السياسة الإسرائيلية الحالية.
وأضاف: للأسف، ثمة من يعتقدون في جهاز السلطة الفلسطينية أن مهمتهم "الوطنية" قمع أبناء جلدتهم، ومنع نشوء أي مقاومة حقيقية، عبر تسخيرهم كل ما يملكون من قوة، ليكونوا أداة في يد الاحتلال، ومن أسفٍ، أيضاً، أنهم سجلوا "نجاحا" كبيراً في الضفة الغربية، حين منعوا، ولم يزالوا، اندلاع الانتفاضة الثالثة! المشهد في غزة أكثر دموية، في حال تمت "المصالحة!"، وامتدت "ولاية" السلطة الأمنية إلى القطاع.
كما أعرب عن قلقه من تشكيل مليشيا "التنسيق الأمني" من عناصر السلطة، لتحقيق ما يريد يعلون، حين قال: "ليس من المتعة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده، أو بيد أخيه، فإن المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة، أن نُشكّل مليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء"! واختتم بقوله: فشل يعلون في قتل عدوه بيديه، في غزة، فهل يجلس واضعاً قدماً على أخرى، مستمتعاً بمشهد قتل الأخ أخاه .

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top