قال خبراء إن هجوم الجمعة ضد الجيش المصري في سيناء يشكل "إخفاقا لاستراتيجية" مواجهة الجماعات المسلحة رغم
الحملة الأمنية التي بدأت هناك قبل حوالى عامين.
ويقول خبراء إن الجيش المصري يستخدم استراتيجية "تقليدية وخاطئة" في التعامل مع المسلحين الذين يشنون "حروب
عصابات" تنوعت بين الهجوم بصواريخ الهاون ووضع العبوات الناسفة واستخدام السيارات المفخخة.
ويقول إسماعيل الاسكندراني الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية وسيناء في مبادرة الإصلاح العربي،
ومقرها باريس، إن "الاستراتيجية المصرية تثبت فشلها مع كل هجوم".
وتابع الاسكندراني لفرانس برس أن "كفاءة القوات المتواجدة في سيناء دون المستوى، فهي تفتقر للتدريب والقدرة على
المواجهة".
من جهته، قال للواء المتقاعد محمد الزيات المستشار الاكاديمي للمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، ومقره القاهرة،
أن هناك معوقات طبيعية كبيرة تواجه الجيش في سيناء تفسر هذا الإخفاق.
ويضيف أن "سيناء منطقة سكنية يختلط فيها السكان مع المسلحين".
من جانبه، يشير عمرو هشام ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الحكومي إلى "تقصير
أمني واضح" وراء تكرار الهجمات.
وقال ربيع لفرانس برس "كثير من الهجمات تستهدف باستمرار حواجز ثابتة للأمن معروفة للمسلحين ما يجعلها أهدافا
سهلة".
بدوره، عبر يزيد صايغ الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط عن اعتقاده أن استخدام الجيش "للقوة العشوائية ضد
السكان المدنيين" ربما يخلق "أرضية دعم طبيعي بين السكان المحليين للجماعات المسلحة".
وأضاف أن هذا يجعل السكان محصورين بين "الجماعات المسلحة من جهة وأجهزة الدولة التي تراهم أعداء في الجهة
الأخرى".
وفي هروب واضح من الفشل في سيناء قال عبد الفتاح السيسي إن هناك دعما خارجيا وراء التفجير الذي استهدف،
أمس الجمعة، جنودا للجيش المصري في منطقة سيناء وأوقع عشرات القتلى والجرحى، معتبرا أن بلاده "تخوض حرب
وجود".
وفي كلمة وجهها للشعب المصري ونقلها التلفزيون الحكومي الرسمي، اليوم السبت، أوضح السيسي –الذي وصل
بانقلاب عسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي- أنه بصدد اتخاذ إجراءات على الحدود مع قطاع غزة لإنهاء
المشكلة من جذورها، مضيفاً أن تلك الإجراءات ستكون "كثيرة"، دون أن يوضح طبيعتها.
ولم يوضح السيسي هوية الجهات الخارجية التي قال إنها قدمت دعما لتنفيذ تفجير أمس، ومضى قائلا في أول تصريح
معلن بخصوص هجوم أمس: "مصر تخوض حرب وجود، وهناك شهداء سقطوا، وهناك شهداء سيسقطون مرة ثانية
وثالثة؛ لأن هذه قضية حرب كبيرة، نحزن نعم، نتأثر نعم، لكن يجب أن نكون مدركين أبعاد المؤامرة الكبيرة ضدنا".
وقبل أن يختم كلمته قال: "اليوم وأمس حددنا إجراءات في إطار التنفيذ، وهي تتعلق بالمنطقة الحدودية بيننا وبين
القطاع.. لابد أن يكون هناك إجراء للتعامل حتى ننهي المشكلة منذ جذورها".
وشهدت مصر، الجمعة، هجوما استهدف نقطة تفتيش عسكرية، بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي البلاد، وأسفر عن
سقوط 30 قتيلا، وأكثر من 31 مصابا، وفق حصيلة غير نهائية، وهو الأمر الذي أعلن على إثره الرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي الحداد 3 أيام، وفرض حالة طوارئ لمدة 3 أشهر مرفوقة بحظر تجوال طوال ساعات الليل،
بمناطق في المحافظة.
وعقب الحادث، انطلقت دعوات من خبراء عسكريين لإقامة منطقة عازلة خالية من السكان تشمل مدينتي الشيخ زويد
ورفح، بمحافظة شمال سيناء، لفترة من الزمان، من خلال إخلاء المنطقة من السكان، وتسكينهم بمناطق إيواء لحين
تمشيط المنطقة، وإخلاءها من العناصر المسلحة.
وصرحت مصادر مطلعة أن الأيام المقبلة سوف تشهد إقامة منطقة حدودية عازلة بين الشريط الحدودي الفاصل بين
الأراضي المصرية وقطاع غزة، موضحة أن هذا الشريط الحدودي قد يصل عمقه من 1500 متر إلى 3000 متر،
لكشف الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي أمام القوات المسئولة عن تأمين الحدود، وإفشال أي محاولة للتسلل عبر
الأنفاق وفقا لصحيفة "اليوم السابع" المصري.
وبحسب ما ذكرته "اليوم السابع" أوضحت المصادر، أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية سوف تبدأ تنفيذ
تكليفات السيسي بإقامة المنطقة العازلة بمسافة 14 كيلو مترا مربعا، وهى طول الشريط الحدودي بين مصر وقطاع
غزة.
كما ذهب بعض المحللين أن الهدف من هذه التفجيرات الوهمية التغطية على قتلى الجيش المصري في ليبيا.
المصدر: عربي 21
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر