أصابت الدهشة العديد من مؤيدى الشرعية ورافضى الانقلاب حين رأوا الصورة
التى تم تداولها أخيرا لضابط شرطة بكامل طاقم أفراده وهو يقف أورنيك ذنب
بإحدى مواقع الشرطة العسكرية تأديبا له وتهذيبا لسلوكه فى التعامل مع
أسياده وأسياد البلد من رجال الجيش الذين كما قال بعضهم لهذا الضابط المكدر
"إحنا اللى حميناكم يا معر.. لما شوية العيال دول قلعوكم هدومكم فى
التحرير وخلوكم تجروا بلابيص " وكما قال الآخر بعد وصلة من السباب والشتائم
التى يقررها عليهم النظام التعليمى للمؤسسات العسكرية " ابن ال... لازم
يتأدب عشان ما يتجرأش تانى على أسياده " وأكثر من ذلك بكثير ولمن يريد
المزيد عليه متابعة الصفحات الخاصة بالمجلس العسكرى والمتحدث الرسمى
والشرطة العسكرية ولكنى لا أنصحه بذلك أو ليعلم من البداية أن ما ستقرؤه
عيناه هو اسفاف وابتذال وانحطاطا أخلاقى فى استخدام مصطلحات ذات دلالة
جنسية فجة تستخدم فقط فى السباب غير المترجم على أرض الواقع وقد طالب البعض
من جانبهم " مارك" مخترع الفيس بوك أن يكتب على مثل هذه الصفحات عبارة
"للكبار فقط "
حين
فرح مؤيدو الشرعية وقال قائلهم بأعلى صوته "تكبير" دليلا على بوادر انقسام
ذلك الاتحاد الهدام بين الجيش والشرطة على إرادة الشعب ونظر إلى الصورة
المتداوة للضابط "المفضوح" عدة مرات ممعنا فيها النظر مستبشرا بما هو أسوأ
لم يكن يدرى قطعا حقيقة الصراع الخفى بين المؤسستين الأمنيتين اللتين فرضتا
سيطرتهما على الدولة بقوة السلاح على مر التاريخ الحديث ولكنهما لم يفرضا
سيطرتهما مجتمعتين فدائما ما تكون لأحدهما الغلبة على الآخرى وسبق اليد
بالقوة والنفوذ كما فى عهد المخلوع أو بالقوة والغلبة كما فى عهد العسكرى
هنا
وفى هذه السلسلة نسلط الضوء على طبيعة هذا الصراع وحلقاته ومتى بدأ
والمراحل التى مر بها وكيف تمعن كل مؤسسة منهما فى إذلال الآخرى حين تكون
الغلبة لها عملا منها بقاعدة العسكريين " جوع كلبك يتبعك " و " اضرب
المربوط " وغيرها من قواعد العبودية التى ألغتها مبادئ الإنسانية فضلا عن
تعاليم الإسلام
حين هتف أفراد الداخلية "يسقط يسقط حكم العسكر"
فى الثانى من مارس لعام 2013 فوجئ الأهالى بأصوات طلقات نارية كثيفة
وانبعثت روائح القنابل المسيلة للدموع والتى لم تكن عدواها قد وصلت للاقام
حيث كانت لا تزال حبيسة الميادين حينها تجمع الأهالى من منطقة إمبابة عند
مصدر الصوت ليروا عجبا حيث قسم إمبابة محاصر من الخارج بمدرعات الجيش وبعض
الفرق العسكرية مع توجيه فوهات البنادق والمدافع ناحية القسم على أن تولى
أحد العساكر المدربين على إطلاق النار بضرب نار كثيف فى الهواء كان الهدف
منه هو الإذلال والتخويف مع جرعة لا بأس بها من القنابل المسيلة للدموع
إمعانا فى رؤية الدموع تترقرق على وجوه أفراد الداخلية
معذرة عزيزى
القارئ فالقصة لم تنته بعد ومواطن الدهشة فى الأمر أكثر من أن يخطها قلم أو
يصفها كاتب حيث أن ما ذكرته مما أثار لديك كوامن الاستغراب خارج القسم ليس
شيئا مما حدث وكان يحدث داخل القسم نفسه حيث تجمع أفراد وضباط شرطة قسم
إمبابة داخل القسم متترسين بأسواره وقد أغلقوا على أنفسهم باب القسم ووضعوا
خلفه المتاريس تحسبا لهجوم قوة معادية وكانت أرجاء القسم تعج بالهتافات
المناهضة للجيش والمجلس العسكرى وقد استعار هؤلاء اللصوص البائسين فى كل شئ
شعارات ثورة قامت فى الأساس للإطاحة بهم
حينها انبرى أحد أمناء
الشرطة فى مشهد فلكلورى ليحمله آخر وسط جموع العاملين بالقسم ليهتف وكأنه
صديق خالد سعيد الانتيم " ثوار أحرار هنكمل المشوار" أى ثورة تلك التى
يتحدثون عتها والعجيب أن من حوله يهتفون له تأييدا لما قال وكأنهم لم
يقتلوا الثوار ثم أخذته حماسة الهتاف ليعلنها وبقوة وقد انتفخ لديه كل ما
وهبه الله من عروق وأوردة ليهتف "يسقط يسقط حكم العسكر " ويكررها ويردد من
خلفه المرددون ثم ينزل هذا الامين ليصعد آخر أكثر ثورة منه ومقياس الثورة
هنا يقاس بمدى قدرة أحدهم على خداع نفسه ليصرخ فى زملائه وكأنها نكتة سخيفة
"عايزنها مدنية" والعجيب ان زملاؤه يرددون وراءه ثم توالت كل الهتافات
التى تجعل الضحك فى شفتيك يختلج بالأسى وقد هتفوا ساعتها "عايزين السيسى "
حث كان قائد الانقلاب ساعتها مديرا للمخابرات ظنا منهم أنه الراس الكبيرة
أو ربما مثل عليهم كما مثل على الرئيس مرسى دور رجل المخابرات الذى يكره
رجال الجيش ويذوب عشقا فى رجال الداخلية وأنه من الأبناء المخلصين لوزير
الداخلية العظيم محمد باشا محمود
ولكى لا أتهم بالتدليس أو تشويه
الصورة الملائكية للجيش والشرطة الذين نزهتهما أجهزة الدولة عن الخطأ
والزلل ورفعتهما إلى ما فوق الأنبياء فقد وثقت ما قلت بالفيديو حيث به كل
ما ذكرت يزيد أما عن السبب الذى أدى إلى اندلاع هذه المعركة وكيف انتهت
فهذا سيكون فى الحلقة الثانية من هذه السلسلة مع إلقاء الضوء أيضا على
أحداث 15 مايو 2009 حين حاصر طلاب الكلية الحربية أكاديمية الشرطة
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر