اعتبر الكاتب المصري حسام عقل أن الخطاب السينمائي المصري الحالي الذي
يرعاه المنتج السبكي يدور في فلك الخيار الأمني الذي يتحرك الآن بما يشبه
نظرية (فائض القوة) على نحو جعل الرأي المعارض مخاطرة باهظة الكلفة.
وقال
عقل في مقال له على "المصريون" بعنوان "سينما السبكي.. مؤامرة إماتة
الضمائر" اليوم الخميس: إن السبكي يقوم باحتضان كامل لهذا الخطاب، ويقوده
بنشاط فائق مخرجون كان التسييس والحضور الإعلامي الطاغي وسيلتهم لفرض
أسمائهم، أبرزهم المخرج (خالد يوسف).
وقال
الكاتب: إنه انتقد سابقًا تجربة خالد يوسف السينمائية، وقال: إنه يوظف
عمليات التخويف الإيديولوجي والاستعداء الأمني ضد خصومه من النقاد
والمفكرين حين ينعون على تجربته إغراقها في الجنس المجاني، في غير ضرورة
فنية، فيبادر خالد من جهته إلي حصارهم سريعًا بتهمة الأصولية والتطرف
لإسكاتهم والحيلولة بين تجربته وبين المساءلة النقدية الجادة.
وأضاف
عقل أن يوسف نجح في ذلك فيه حتى الآن مع تغلغل الاستقطاب واستحكام بوادر
الفاشية الفكرية، التي تعد ولائم مرعبة لالتهام المخالفين والمعارضين، بحسب
قوله.
وقال
عقل: إن سينما السبكي يظاهرها حشد من التجارب الشبيهة في السينما والدراما
المصرية، تتعمد بقصدية وإصرار ملحوظين، سكب جرعات هائلة (مقصودة) من مشاهد
العنف السادي أو استفزاز المشاهدين بالمبالغة في تصوير النهود والسيقان
وتجسيد المواخير وعلب الليل، فضلًا عن التركيز على الشرائح الشاردة من حركة
المجتمع المصري كالملحدين والمازوخيين (أي: الذين يتلذذون جنسيًّا بتقبل
العذاب والألم).
وأضاف
أنه برغم تدخل عوامل الربحية والتأثر بالسينما الأمريكية، إلا أن مستوى
العنف في مراحل السينما المصرية لم يكن أبدًا بهذه الفجاجة والارتجال
الغوغائي في الوقت الحالي، كما أن منسوب الجنس لم يكن في أية مرحلة بهذا
التدني البذيء المتمرغ في القاع، على النحو الذي تطرحه تجربة السبكي.
وأضاف
عقل: أتصور أن هذا الفيض من الإنتاج الدرامي والسينمائي الذي يصر على
استفزاز الحس الإسلامي بالخصوص، بل وإذلاله من خلال تيمات السخرية المتنوعة
من شخصية المتدين دون تمييز، فضلًا عن تعمد الدفع بمشاهد السادية الدامية،
والجنس الطافح، أتصور أن هذا الفيض يستهدف، في حراك المعادلة السياسية
الحالية أمرين.
وذكر
أن أول هذين الأمرين، هو الإبراق بمزيد من رسائل الإذلال والمهانة للتيار
الإسلامي في العموم ضمن محاولات المنظومة، بكليتها، لاستئصاله وإخراجه من
المشهد بالتصفية والاقتلاع ليصبح أفراده ورموزه هم ( مجاذيب ) المشهد
بامتياز.
وقال:
إن الأمر الثاني هو خلق نوع من ( القبول الذهني ) لفكرة الاستباحة بتواتر
مشاهد العنف الزائد، وهو إيحاء يمكن استثماره لاحقًا حين تنتقل عمليات
الاستباحة من بلاتوهات السينما إلى تجمعات المتظاهرين في الشوارع، بما
تتكرس معه ممارسات المغازلة لبعض أجنحة السلطة التي تؤمن بهذا المنهج!
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر