روى
الكاتب والناشط الحقوقي أنور مالك تفاصيل أحداث مروعة شهدها في سوريا ضمن
هيئة دولية مستقلة زارت البلاد، واصفًا إياها بأنها تفطر أكباد البشر مهما
كانت ملتهم.
وفي
مقال له على الخليج الجديد بعنوان "صناعة الوحشية المضادة في سوريا"، قال
مالك: "لقد وقفت على جثّة السجين عبد الكريم الدرويش في حيّ بابا عمرو بعد
استلامها من عند جهاز المخابرات، حيث وجدتها مسلوخة الجلد، وعذِّبت بما لا
يخطر على بال بشر، أما الأم، التي فقدت بصرها من البكاء على فلذة كبدها
الذي قتل من قبل في سجن صدنايا السيئ الصيت، فقد استقبلت جثة الثاني بما
يفتت الحجر".
وأضاف
المراقب الدولي السابق: "الأمر نفسه بالنسبة للسجين فواز حميميد الذي أعدم
بدم بارد وكسرت ضلوعه. التقيت بفتاة في عمر الزهور أصيبت بجنون؛ لأن
"الشبّيحة" حاولوا أن يجبروا والدها على اغتصابها، وبعدها أعدموا الوالدين
أمامها، وحالها لما دخلت عليها غرفتها حيث يجري حبسها، لا يمكن وصفها،
وتكشف مدى الهمجية التي تعرّضت لها هذه الفتاة البريئة".
وتابع
الكاتب: "دخلت أحد المساجد فرأيت الدماء منتشرة فيه، وقد حرقوا المصاحف،
وآثار التغوُّط في محرابه، وعلى كتب السنّة والحديث، ووثقت بنفسي عملية
سمّيتها حينها بـ"إعدام المصاحف"؛ حيث يطلقون الرصاص على خزائن بها نسخ من
كتاب الله تعالى، وبعدها يفعلون ما يندى له الجبين بأوراقه الممزقة، وكل
ذلك صورت آثاره بكاميرا الجامعة العربية، وللأسف الشديد لم يذكرها الجنرال
الدابي في تقريره، ولا اهتمت بها الجامعة العربية".
وأكد
مالك أن الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد والمليشيات الأخرى القادمة
من إيران والعراق ولبنان، فعلت كل ما يندى له الجبين بحق الشعب السوري، إذ
يمتهنون الأعراض، ويدوسون المقدسات، ويعبثون بدماء الأبرياء من أطفال ونساء
وشيوخ وعجائز ومرضى وجرحى ومعاقين. لقد وصل الحال بطائفيتهم المقزّزة إلى
اغتصاب امرأة في محراب مسجد حولوه لثكنة عسكرية، لأن اسمها عائشة وولدها
الصغير يدعى عمر، وكالوا لها ما لا يمكن تصوّره، وبوحشية طائفية مقيتة، بل
وصل الحال بهم بعد قتل صغيرها أن قالوا لها "ستحملين ربًّا يعبد بشار".
وأضاف:
"دخلت السجون في زيارات رسمية، ووجدت آثار التعذيب، وأخبرنا المساجين أن
من يأخذونه إلى غرفة الاستنطاق لن يعود إلا وهو يحتضر أو تفارق روحه جسده
وهو يصرخ ويطلب النجدة؛ من بشاعة التعذيب الذي يتعرض له. نساء يتعرضن لأبشع
أنواع الاغتصاب؛ وصل حدّ إدخال الفئران في فروجهن، وقطع نهودهن، والتداول
عليهن بما نخجل من وصفه الآن، حتى وصل الحال بهن إلى ترجّي الموت من
الجلادين أفضل من العودة لأهاليهن في حال بائسة أو في أحشائهن أبناء
الحرام!".
وثّقنا
عمليات تعذيب المرضى والجرحى وهم في غرف الإنعاش، يتبوّل "الشبّيحة" في
أفواههم بعد حرمانهم من شرب الماء لساعات طويلة، ويبترون أطرافهم غير
المصابة ويتركون الأخرى تنزف من دون أي علاج ولا أيّ شيء، كما يسرقون أعضاء
المرضى ويبيعونها، أو يتلذذون بتمزيق أجسادهم وبمازوخية لا نظير لها،
والكلام للكاتب.
وأضاف
مالك: "لقد أعدمت مليشيات إيران السوريين وذبحتهم من الوريد إلى الوريد،
رغم أن أغلبيتهم الساحقة من المدنيين، واقترفت المجازر تلو الأخرى بحق
أطفال، وبينهم من ماتوا وآثار تبوّلهم من الخوف في ألبستهم، لقد قطعوا رؤوس
الناس، وتباروا بها، وأحرقوا الشباب وهم أحياء، وقطعوا أجهزتهم التناسلية
أمام الكاميرات، ومثَّلوا بجثث القتلى، وكتبوا عليها بالسكاكين عبارات
طائفية قذرة جدًّا".
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر