0


كشفت إفادات مزارعين في محافظة صعدة اليمنية الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي عن قيام الجماعة بجمع إتاوات من المزارعين بصفة إجبارية، وذلك فى كل مناسبة من مناسباتهم الشيعية.

وأفاد بعض المزارعين بأن الحوثيين لديهم مندوبون ومراقبون على مستوى كل قرية ومديرية، مهمتهم النزول إلى المزارع سراً من أجل تقدير قيمة الثمار، وعندما يأتي موسم بيع الحصاد يسلم المزارعون ما يحدده هؤلاء المندوبون.

و قال عبد الله شايع أحد مزارعي العنب إنه رفض دفع مبلغ 70 ألف ريال يمني (325 دولارا) زكاة مقابل ما حصده في هذا العام، وكان الرد "تلفيق الحوثيين لي عددا من التهم، من بينها زراعة وتهريب الحشيش، انتهى الأمر باقتيادي إلى السجن ومصادرة مزرعتي من قبل جماعة أنصار الله".

وبحسب مكتب الزراعة في صعدة، فإن قرابة 80% من سكانها يعتمدون على العمل الزراعي ويعتبر المورد الاقتصادي الأول ومصدر العيش للمواطن الصعدي، وهو ما يوضح حجم الدخل الحوثي من وراء الجباية باسم الصدقة والتبرعات.

و صرح بعض المزراعين بأن المندوبين يستخدمون سندات قبض رسمية من مكتب الواجبات الحكومي في المحافظة (المسؤول عن جمع الزكاة)، وأن مدير الواجبات ليس له أي صلاحية.

كما يعتبر الحوثيون من يدفع الزكاة لمكاتب الدولة بأنه من المنافقين، ولكنهم لا يمنعونهم، وإنما يضايقون مسؤول مكتب الواجبات وموظفيه، بحسب خالد حسيب النازح من صعدة إلى صنعاء، حيث يوضح خالد أن من يريد دفع الزكاة للدولة "لا يجد من يستلم منه، خاصة في رمضان، موسم الجباية الحوثية".

و صرح خبير اقتصادي مقيم في صنعاء، رفض ذكر اسمه خوفا على حياته من الحوثيين لصحيفة العربي الجديد بأن أموال الزكاة التي يجمعها الحوثيون تذهب إلى بناء شركات استثمارية خاصة للحوثي وأسواق مركزية، مثل سوق عثمان وسوق جياش (أشهر سوقين في صعدة) اللذين يديرهما الحوثيون ويستلمون جميع عائداتهما إضافة إلى التمويل الكبير الذي يصلهم طواعية من كبار التجار المحسوبين على المذهب الزيدي.

مصادر خاصة من صعدة وخارج جماعة الحوثي قالت إن مهام الجهاز المالي لحركة الحوثيين تتلخص في ثلاثة أشياء، تتمثل في جمع الأموال من المواطنين والأسواق والنفقات التشغيلية للمؤسسات الحكومية والأجور والمرتبات وإنشاء مشاريع استثمارية والإشراف عليها وعملية الإنفاق على كوادر الحوثيين.

وبحسب شهادات أبناء صعدة الموثقة، فإن الحوثيين لم يكتفوا بالتبرعات الدينية أو الزكاة، لكنهم فرضوا ما سمي بالتبرع للمجهود الحربي في أوقات الحروب مثل ما يحدث حاليا من مواجهة وحرب بين الحوثي والقاعدة في البيضاء، وكذلك أثناء مرحلة الإعداد لها وغالباً ما تجمع هذه الأموال من الأرياف سواء كانت تبرعات نقدية أو عينية ويدفعها كل مواطن بقدر استطاعته.

و يقدر عدد من خبراء الاقتصاد اليمنيين أن ما يحصل عليه الحوثيون من زكاة وأموال تصل إلى مئات الملايين من الريالات اليمنية، خصوصا أن صعدة تتميز بموقع حدودي ولها منفذان حدوديان مع المملكة السعودية وفيها حركة تجارية كبيرة.

و قال القيادي الحوثي وعضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله محمد البخيتي إن هذا الموضوع معروف عند الجميع في صعدة، وأن المواطنين يسلّمون الزكاة والتبرعات لأنصار الله لأنهم يعتبرون الأغلبية الساحقة في المحافظة"، ويضيف البخيتي أنهم "يقومون بصرف الزكاة في مصارفها الشرعية"، وفق زعمه.

بينما قال بسام الشجاع رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حزب الرشاد السلفي أن القيام بواجبات الدولة من البلايا التي أصيبت بها صعدة، وأن الغرض من الإهمال المتعمد لها يعتبر سياسياً بامتياز، حتى تستمر مملكة خالصة للحوثي.

وأضاف الشجاع أن الأصل دفع الزكاة إلى الدولة لقوله تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم" وذكر بسام بأنه بناء على هذه الآية أجمع الفقهاء أن مسالة القيام بحق الزكاة أمانة على عاتق الدولة فقط، وليس من حق الحوثيين جمعها بأي شكل.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top