أكد
مصدر طبي، في مستشفى سامراء (125 كم شمال العاصمة بغداد)، سقوط ما يزيد
على 300 مقاتل، من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي، بين قتيل وجريح، جراء
غارات شنها تنظيم "الدولة" وعمليات قنص، في حين لفت مصدر عسكري إلى أن
التنظيم بدأ يستخدم غاز الكلور في عملياته.
وقال
المصدر في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، مفضلًا عدم الإفصاح عن اسمه: "لست
مخولًا بإعطاء أرقام عن أعداد الضحايا، لكنها منذ نحو أسبوع أصبحت ترد إلى
المستشفى، بل في بعض الأيام، بالمئات بين قتيل وجريح"، مشيرًا إلى "أن
التنظيم يبادر أحيانًا إلى شن هجمات انتحارية، يتوغل خلالها إلى مسافات
قريبة من قوات الجيش والحشد الشعبي".
وبيَّن
أنه "بحسب تحليل المختصين في المستشفى، استخدم التنظيم غاز الكلور السام
في هجماته، بالإضافة الى تصنيعه قنابل يزرعها قبل انسحابه من المناطق،
تحتوي على الغاز السام"، وهو ما أكده طاهر حيدر، خبير في تفكيك المتفجرات،
في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وتحدث
خبير المتفجرات، عن حادثة اضطر فيها وفريقه إلى تفكيك قنبلة من هذا النوع،
أصدرت غازات صفراء اللون، أحسوا بعد استنشاقها مباشرة بأعراض هذا الغاز
الكيميائي السام، مضيفًا أن تفجيرًا مماثلًا في تكريت صدر منه اللون ذاته،
مما يعني أنه يحتوي غاز الكلور، بحسب إفادته.
وصرحت
الباحثة في مركز الخدمات الملكية المتحدة للدراسات والأبحاث، جنيفر كول،
أن غاز الكلور قاتل، والغرض من استعماله من طرف "التنظيم" هو بث الرعب في
صفوف المهاجمين.
وأضافت
أنه من السهل الحصول على غاز الكلور من العديد من المصادر الصناعية، مؤكدة
أنه سام للغاية ويتسبب بصعوبة شديدة في التنفس، وقد يتسبب بالموت في حال
استنشاقه لفترة طويلة.
وأفادت الباحثة أن انفجار العبوة في الهواء الطلق يسهل اختفاءه، وينتج عنه حالات اختناق فقط.
ويعرف الكلور بأنه عنصر كيميائي له العدد الذري 17، والرمز CL،
وهو من الهالوجينات، ويوجد في المجموعة 17 في الجدول الدوري للعناصر
الكيميائية؛ ونظرًا لكونه جزءًا من ملح الطعام ومركبات أخرى، فإنه متوفر
طبيعيًّا، وهام لمعظم أشكال الحياة، بما فيها الجسم البشري.
وغاز
الكلور أصفر مخضر، وهو أكثر كثافة من الهواء بمرة ونصف، وله رائحة كريهة،
كما أنه سام للغاية، إضافة إلى أنه عامل مؤكسد قوي، مبيض للأقمشة وما إلى
ذلك.
ويسبب الكلور في حالته الغازية، تهيجًا في الجهاز التنفسي خاصة للأطفال وكبار السن، أما في حالته السائلة فإنه يسبب حروقًا جلدية.
كما يعد الغاز من أول الغازات السامة التي استعملت أسلحةً في الحروب، وذلك في الحرب العالمية الأولى.
ووافق
مجلس الأمن الدولي، مؤخرًا، على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة
الأمريكية يدين استخدام المواد الكيميائية السامة مثل الكلور.
المصدر
الطبي في مستشفى سامراء أضاف أن عمليات القنص التي يعتمدها التنظيم بين
خططه لمواجهة الجيش والمليشيات الموالية له تسقط الكثير من القتلى.
ونوه
إلى أن إطلاقات القناصة مركزة ودقيقة في إصابتها، موضحًا: أن "غالبيتها في
الرأس ومنطقة الوجه والرقبة، وهي مناطق قاتلة، في حين أن بعض الإطلاقات
تصيب الصدر والكتف، وتكون خطورتها على درجات، وفي بعضها يتم تدارك المصاب".
وفي
هذا الصدد، أكد ضابط في الجيش العراقي، أن "القوات العراقية والقوات
المساندة لها من مليشيا الحشد الشعبي، تعاني بشكل كبير من القناصة".
وأضاف
النقيب فراس البياتي: "من المؤكد أن داعش يملكون أسلحة قناصة لمسافات
بعيدة، تصيب أهدافها على بعد أكثر من كيلومترين، وهذا ما لمسناه على أرض
الواقع"، منوهًا إلى أن "العديد من الجنود (لم يذكر عددهم) استشهدوا
بإطلاقات القناصة، في حين كانت عناصر داعش تبعد مسافة أكثر من كيلومترين،
وقد تكون على مسافة 3 كيلومترات".
النقيب
البياتي أشار إلى أن عمليات القنص من المسافات البعيدة التي حددها، تؤكد
أن التنظيم يمتلك أسلحة قناصة متطورة، يصل مداها إلى 5 كيلومترات، تمكنهم
من تحقيق نجاح في استهداف مقاتلي الجيش والمليشيات على مسافة أقل قد تكون
على مدى من 2 إلى 4 كيلومترات، بنسبة عالية تصل إلى 100%.
البياتي
نوه إلى أن تنظيم "الدولة" صار يتخذ طرف المبادرة في الهجوم، على العكس
مما كان عليه الوضع في الأسبوع الأول من بدء خطة استعادة المناطق التي
يسيطر عليها التنظيم، بدءًا بتكريت.
وفي
تصريحات سابقة أوضح قادة عسكريون ومسؤولون عراقيون، أن السبب وراء عدم
دخول قوات الجيش والقوات المصاحبة لها من المليشيات، إلى وسط تكريت، حتى
الآن؛ الألغام المنتشرة في محيط المدينة وعلى الطرق المؤدية إليها،
بالإضافة إلى انتشار القناصين.
وبدأت
القوات الأمنية العراقية، وتشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين وأبناء
العشائر، في 10 مارس/ آذار الجاري، عمليات عسكرية لاستعادة مدينة تكريت
عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد).
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر