كتب: نصر العشماوي
جاءوا بخيلهم ورجلهم وأسلحتهم وقضائهم إلى ساحة المعركة محصنين أنفسهم بوضع
من يخشونهم في الأقفاص؛ وأطلقوا عليهم لسانهم الذي يجلس القرفصاء كدبة
قائمة من التهام مائة نعجة في بطنها على المنصة يهذي بما لا يدري أنه
سيورده الهلاك لا محالة.. يده مرتعشة.. لسانه يتلجلج بالباطل فيتوقف عن
القراءة ويسأل جاره الذي لا يقل جرما عنه ما هذه الكلمة؟!
يقرأ الأسماء في الأوراق؛ ولا يدري أين هم؛ ولا من هم؛ ومن الميت فيهم ومن
الحي؛ ومن المعتقل منذ سنوات ومن الغائب عن البلاد؛ فلم يروا مصر أصلا، ولا
كانوا فيها وقت الخروج من السجون الذي يسمي باطلا بالهروب (هل وجد أحد في
العالم هاربا من السجن يتصل بقناة فضائية عالمية يخبر عما حدث مثلما فعل
الرئيس مرسي)!
وقد ظن من أرسلوه نيابة عنهم أنهم آلهة على الأرض يملكون رقاب عباد الله
كما قال النمرود لإبراهيم عليه السلام حينما قال له إبراهيم إن الله يحيي
ويميت، فقال الساذج: وأنا كمان أحيي وأميت.. أنظر أستطيع أن أحضر اثنين من
سجوني فأضرب عنق أحدهما وأعفو عن الآخر.. وبالطبع فمن كان يريد ضرب عنقه
كان لم يرتكب جرما يستحق ذلك؛ ولكن النمرود كان سيفعل ذلك ليثبت لإبراهيم
أنه على صواب، فجاءه إبراهيم من حيث لم يحتسب ولم يدخل معه في هرطقاته فلا
هذا موت ولا ذلك إحياء وقال له على الفور: (إن الله يأتي بالشمس من المشرق
فأت بها من المغرب). فسكت وانتكس ولم يرد لأنه لا رد (فبهت الذي كفر).
فهؤلاء أطلقوا حكمهم ليثبتوا حكمهم.
لكن هل يستطيع أحد أن يجيب عن هذا السؤال:
هم حكموا على مرسي بالموت، فهل يستطيعون الحكم على السيسي بالحياة وطول العمر؟!
هل يستطيع أحد إخبارنا من الذي سيموت أولا.. السيسي أم مرسي؟!
فلا يقل أحد إن الثورة قد تم إعدامها.
فالثورة ستكون هي الرد عليهم كرد إبراهيم على النمرود وستبهتهم حتى لو كانت من فئة قليلة.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر