Latest News

0

وكالة رويترز REUTERS

بقلم: هوجو ديكسون  Hugo Dixon

ترجمة: أحمد سامى

    

     الحقيقة أن الهجمات التى وقعت فى باريس مؤخراً على الرغم من بشاعتها إلا أنها بعثت الأمل مُجدداً فى إمكانية الوقوف بوجه تنظيم الدولة والوصول لحل سياسى للأزمة السورية, فبعد يوم واحد من وقوع هجمات باريس إتفقت القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة مع روسيا على ضرورة وقف إطلاق النار والبدء فى مرحلة انتقالية فى سوريا, والمعروف أن الخلاف الروسى الأمريكى بخصوص الأزمة السورية يتمحور حول الأسد فبينما يُعتبر الرجل حليفاً لروسيا ترى واشنطن أنه لا حل فى سوريا إلا برحيل الأسد.

     والواقع أن الوصول لتسوية سياسية فى سوريا سيؤدى إلى عدة نتائج منها إنهاء الحرب الأهلية وسحق تنظيم الدولة الإسلامية ووضع حد لمشكلة اللاجئين السوريين التى ألقت بظلالها على الدول المجاورة لسوريا فضلاً عن دول الاتحاد الأوربى, ويقول مراقبون أن هناك أربعة من الأطراف المُشارِكة فى الحرب السورية بالوكالة إتفقت على خطة سلام جديدة فى سوريا تشمل وضع دستور جديد وإجراء انتخابات فى غضون 18 شهراً هذه الدول هى المملكة العربية السعودية وإيران وفرنسا وتركيا, ومن المفترض أن تضُم أطراف المفاوضات فى الخطة المُزمعة نظام بشار الأسد وفصائل المعارضة المسلحة "المعتدلة" واستثناء الجماعات الإرهابية التى ستظل مواقعها أهدافاً لطائرات التحالف الدولى والمقصود هنا تنظيم الدولة وجبهة النُصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

     ولو كُتِب لهذه الخطة أن تنجح ستتعاظم إمكانية القضاء على تنظيم الدولة داخل سوريا وسيمكن محاربة التنظيم عبر حكومة وفاق وطنى يتم تشكيلها وتقديم الدعم لها من قِبل قوى غربية وعربية, وكذا لو قام المجتمع الدولى بدوره تجاه تلك القضية خاصة فيما يخص إعادة بناء البلاد التى دمرتها الحرب الأهلية من الممكن أن يكون هناك أمل فى عودة 4 ملايين لاجئ سورى شردتهم الحرب داخل البلاد وخارجها.

ويرى مراقبون ضرورة قيام قوات التحالف بتكثيف ضرباتها كذلك على مواقع التنظيم داخل العراق مما سيساعد الحكومة العراقية والميليشيات الكردية على استعادة الأراضى التى سيطر عليها التنظيم خلال الفترة الماضية.

     وهناك جانب مُعارِض يرى أن تكثيف الهجمات الجوية على مواقع التنظيم سواء فى سوريا أو العراق من الممكن أن يؤدى إلى مقتل مدنيين وهنا ستكون الفرصة سانحة أمام التنظيم لكى يقوم بدعاية أمام الرأى العام العالمى ومن ثم تصبح هناك فرصة لتجنيد المزيد من الشباب المتعاطفين مع التنظيم, ولنا أن نتذكر المستشفى التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود والتى قصفتها القوات الأمريكية فى أفغانستان خلال شهر أكتوبر الماضى, لذلك يرى هذا الطرف المُعارِض أن توسيع نطاق الضربات الجوية لن يؤدى لتحقيق الكثير كما أن ضم المزيد من القوى لضرب تنظيم الدولة – مثل بريطانيا – لن يؤدى أيضاً لنتائج ملموسة.

     فى الوقت نفسه فإن خيار إرسال قوات لقتال التنظيم على الأرض هو خيار بعيد المنال حتى بعد وقوع هجمات باريس بسبب خوف واشنطن والقوى الأوروبية من خسائر بشرية محتملة فى صفوف القوات المُقاتِلة, كما أن أى غزو للعراق أو سوريا الآن سيتم وصفُه من قبل التنظيم على أنه حملة صليبية جديدة والأهم أن مثل هذه العملية لن تُحقِق الاستقرار فى سوريا بالنظر لتجارب الغزو السابقة فى كل من أفغانستان والعراق.

     لذلك نحن نرى أن الحل فى سوريا يجب أن يكون قائماً على المفاوضات ولكن تبقى نقطة الخلاف المتمثلة فى بقاء الأسد على رأس الحكم من عدمه, وهناك أراء غربية تنصح بضرورة التعاون مع الأسد فى سبيل دحر تنظيم الدولة لكن أصحاب تلك الأراء تناسوا أن الأسد هو من أشعل فتيل الحرب الأهلية فى البلاد كما أن الرجل لم يفعل الكثير حتى الآن فى مواجهة عناصر التنظيم داخل سوريا.

     كما أن أهل الطائفة السُنية فى سوريا والذين تعرضوا لمذابح بشعة على يد قوات الأسد والميليشيات الشيعية لن يضيرهم شئ فى قتال الأسد لتنظيم الدولة من عدمه, فهذه الطائفة تُريد الانتقام من نظام الأسد جزاء ما اقترفه من جرائم بحق الطائفة السُنية.

     أما بالنسبة لروسيا فعلى الرغم من أن الضربات الجوية التى قامت بها دعماً للأسد نجحت فى إنقاذ الرجل من هزيمة عسكرية ولو مؤقتاً فإن تلك الضربات لم تنجح فى مساعدة الأسد على كسب المعركة بالضربة القاضية, والأهم أن روسيا أعلنت مؤخراً أن مسألة بقاء الأسد أو رحيله ليست خطاً أحمر بالنسبة لموسكو, كما أن موسكو دخلت مؤخراً على الخط تجاه قتال تنظيم الدولة بعد إعلان الأخير مسئوليته عن إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء, لذلك يرى مراقبون أن التطورات الأخيرة ومنها سقوط الطائرة الروسية وهجمات باريس ستؤدى إلى تغيير الوضع وخريطة التحالفات بالنسبة للأزمة السورية وسيصبح لزاماً على جميع الأطراف الجلوس إلى مائدة التفاوض بحثاً عن حل سياسى.

    

     رابط المقال:

http://blogs.reuters.com/hugo-dixon/2015/11/16/syrian-peace-process-offers-hope-post-paris/

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

Emoticon
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.

 
Top