، وفي مقال له بجريدة المصريون بعنوان لماذا تفشل دائما سفرات السيسي للخارج ؟" قال إن الزيارة كما عبر عنها الرئيس في اللقاء التثقيفي الأخير بالقوات المسلحة ـ محاولة لتطبيع صورة النظام الجديد في العالم الخارجي ، ومحو صورة ما يتم نشره على نطاق واسع من أنه "انقلاب" على الديمقراطية ، ولا يوجد أي ملف محدد يمكنك أن تضع يدك عليه وتتفهم أنه مبرر قوي للزيارة ، فقط لدى الطرف الآخر مبرراته ، والتي جعلته يتجرع الهوان بسبب هذه الزيارة ، لأن الرأي العام هناك غاضب من انتهازية حكومة "كاميرون" وتجاهلها لملف إهدار حقوق الإنسان في مصر وتراجع الديمقراطية.
وأكد أن بريطانيا تنظر إلى مصر على أنها "سوق" ، يمكن احتلابه من خلال عدة صفقات ، مدركة أن عواصم خليجية تضمن "الصفقة" عندما تتعثر مصر ، والبريطانيون لا يريدون ترك "السوق" الشرق أوسطي ، للتمدد الفرنسي وصفقاته ، وكذلك الروس ، بعد الفراغ الذي أحدثه انسحاب الأمريكيين إلى حد كبير ، سياسيا واقتصاديا ، من المنطقة ، وقد نجح الفرنسيون في اختطاف عدة صفقات بمليارات الدولارات ، من بلاد تئن من الفقر والجوع واهتراء بنيتها الأساسية ، ولكن "الصياد" الأوربي لا يرحم فرائسه ، مهما كان بؤس حالهم ، وتاريخهم شاهد.
وأشار إلي أنه كان لافتا جدا أن الحكومة البريطانية قررت سحب سياحها من شرم الشيخ فورا ، وأعلنت أن الطائرة الروسية أسقطت بعمل إرهابي عن طريق قنبلة ، وكان هذا الإعلان المفاجئ بعد وصول السيسي إلى لندن بساعتين فقط ، فبدت وكأنها رسالة تقول له : لسنا بوارد تقديم أي تنازلات لحكمك ، لأن البريطانيين ، كما الفرنسيين كما الروس ، يدركون أن حاجة السيسي الأساسية هي الدعم السياسي لنظامه وتفهم سياساته المتشددة ضد المعارضين وحاجتهم هم إليه للدفاع عن مصالحهم ، وتأكيده أنه خط الدفاع الأول عنهم ضد الإرهاب ، وأن أبناءه الجنود يموتون دفاعا عن أمنهم ومصالحهم هم أيضا وأنه يخوض المعركة ضد الإرهاب نيابة عنهم جميعا ، وهذا ما يجعل موقفه ضعيفا للغاية في تلك الزيارات ، موقف المحتاج والطرف الأضعف المهزوز ، وهم يفهمون ذلك بالحاسة الانتهازية الخبيرة ، التي احترفوا التعامل بها مع نظم العالم الثالث على مدار نصف القرن الأخير ، أو في مرحلة ما بعد الاستعمار المباشر .
وتابع : فارق كبير بين أن تذهب إليهم وهم مدركون ضعفك وانقسام شعبك وحاجتك لدعم "خارجي" ، وبين أن تذهب إليهم ندا وحاكما ديمقراطيا منتخبا أو تمثل إجماعا لمواطنيك ، فهم يفهمون ـ حينها ـ أن ذهابك إليهم ليس بغرض دعمك أنت أو حماية نظامك ، وإنما دعم وطنك وشعبك واقتصاده وتنميته ، وأن اللقاء على أقدام متكافئة ، وقامات متساوية ، ومنافع متبادلة ، ومصالح عادلة بين الطرفين ، وهذه نقطة الضعف المحورية في جميع سفرات السيسي للخارج منذ توليه الرئاسة .
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
Emoticonمن مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.