0

قال الكاتب الصحفي حسين عبدالعزيز إن تصريح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن بلاده ستبدأ عمليةً مع تركيا لاستكمال تأمين حدود شمال سورية يعني أن ثمة صفقة بين الجانبين، تتجاوز مجرد محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، لتشمل عموم الشمال السوري.

وذكر الكاتب فى مقال له بصحيفة العربي الجديد بعنوان "صفقة أمريكية تركية" أن المنطقة المقصودة في تصريحات كيري هي منطقة جرابلس الحدودية بين مدينتي عين العرب ـ كوباني وحتى مارع وربما أعزاز، وتشكل هذه المنطقة (نحو 100كلم) الشريان الرئيسي لتنظيم الدولة للاتصال بالعالم الخارجي، ومن شأن السيطرة عليها أن تحرم التنظيم من طرق التهريب التي طالما أمنت له عمليات الإمداد والدعم.

وأضاف أنه لا يمكن للتفاهم التركي ـ الأميركي أن يصل إلى هذه المرحلة، بعد سنوات من الأخذ والرد، من دون أن تكون هنالك صفقة بين البلدين، بدت ملامحها أولاً بإلغاء تركيا صفقة صواريخ مع الصين، تحت ضغط من الناتو، وبدت ثانياً مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قبل أيام، حول الاقتراب من عملية عسكرية برية في سورية، وثالثا مع سماح تركيا للتحالف الدولي باستخدام كل القواعد العسكرية في أراضيها.

وأكد أن الواضح أن صفقة عقدت بين أنقرة وواشنطن، تقبل تركيا بموجبها باستراتيجية الولايات المتحدة في سورية، أي أن تتنازل تركيا عن شرطها المسبق الذي يربط محاربة "داعش" بإسقاط النظام السوري، في مقابل موافقة الولايات المتحدة على الطلب التركي، في منع الأكراد من السيطرة على شمالي سورية، وتحويلها إلى نواة حكم ذاتي.
ورأي أن هذه الصفقة نتاج طبيعي بعيد العملية العسكرية الروسية في سورية، وخصوصا في ريف حلب الذي بدأ الجيش السوري وداعموه بإحراز إنجازات مهمة فيه، بفعل الغطاء الجوي الروسي، لتتحول حلب، والشمال السوري بشكل عام، إلى ساحة صراع كبرى، يحاول كل طرف فيها السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي.
تلاقت المصالح الأميركية ـ التركية، إذن، فواشنطن لا تريد أن يسيطر النظام السوري المدعوم من روسيا على المناطق التي ستحرر من "داعش"، ولا أن تسيطر "جبهة النصرة" عليها. وأنقرة لا تريد، في المقابل، أن يسيطر الأكراد عليها، وكانت تركيا قد حذّرت على لسان رئيسها، نهاية الشهر الماضي، بأنها ستفعل ما هو ضروري لمنع الأكراد من إعلان حكم ذاتي، ولم يمض يومان على هذا التصريح، حتى قصفت طائرات تركية أهدافا تابعة لـ "وحدات حماية الشعب الكردي"، لمحاولتها عبور غرب الفرات.

وتابع : لذلك، جاء تشكيل "قوات سوريا الديمقراطية" و "جيش سوريا الجديد" حلاً وسطاً يرضي الأكراد والأتراك والأميركان معا، لكن غلبة العنصر الكردي على هذين التحالفين دفع واشنطن إلى تعزيزه بالعنصر العربي، تطمينا لأنقرة. ولذلك، انضمت، أخيراً، ستة فصائل عربية جديدة، ضمن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" (الفرقة 30، لواء شهداء إدلب، اللواء 99 مشاة، لواء 455 مهام خاصة، لواء السلاجقة).

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top