لم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر ارتفاعًا في الهجمات على المسلمين والمؤسسات الإسلامية والمساجد كما كان الحال خلال عام 2015. في هذا التقرير نرصد أبرز تلك الهجمات التي تعرض لها المسلمين، مُؤدية لمقتل بعضهم، وإصابة آخرين، فيما تسببت ببعض الأضرار المادية بمؤسسات تابعة للجالية المسلمة.
في البداية: لماذا؟
يعود السبب المباشر إلى ما بات يعرف بـ”الإسلاموفوبيا” الذي يحرك جماعات كاملة مناهضة للإسلام والمسلمين، بل محرضة عليه عبر خطاب كراهية واضح، قد يوصف أحيانا بالعنصري. معظم تلك الجماعات ظهرت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، فيما يعتبره البعض رد فعل، وآخرون يعتبرونه جزء أصيلًا من الثقافة الأنجلوساكسونية.
هذه الجماعات تقوم بتصوير المسلمين في أمريكا على أنهم أجانب عن المجتمع الأمريكي، زاعمين أنّ العنف جزء أصيل من ثقافتهم. وكثيرا ما يصورون الإسلام باعتباره محرضًا على العنف الأسري، واغتصاب الرجل لزوجته، وزواج الأطفال وغير ذلك.
وبحسب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، فإن جماعات الإسلاموفوبيا تنقسم إلى:
الفئة الأولى: والتي أطلق عليها “النواة الداخلية” تتكون من حوالي 37 مجموعة، هدفها الأساسي هو التجييش في سبيل نشر كراهية الإسلام والمسلمين.
الفئة الثانية: كما أطلقوا عليها هي “النواة الخارجية”، والتي تتكون من 32 مجموعة، وظيفتها تنظيم المظاهرات والاحتجاجات التي تتعلق بالإسلاموفوبيا ومن أبرز هذه الجماعات SIOA ، و هي ترميز لعبارة ” أوقفوا أسلمة أمريكا.
” قامت بعض الجمعيات المناهضة للإسلام بوضع صور ولافتات على الحافلات، عليها صورة مفتي القدس “أمين الحسيني” بصحبة هتلر في 1941، مكتوب بجانبها: “كراهية المسلمين لليهود موجودة في القرآن ”
وفي تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، تصاعدت حدة العداء للإسلام داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لتتراجع وتيرته بالمقابل في أوروبا.
وعزا التقرير تصاعد كراهية الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية إلى “الحملات الإعلامية المكثفة الخائفة من الإسلام، فضلا عن عدد من الحوادث التي استهدفت مسلمين ومساجد ومراكز إسلامية، على رأسها مقتل المسلمين الثلاثة بكارولينا الشمالية”.
كما أوضح التقرير أن الأمريكيين باتوا أكثر خوفا من الإسلام، رجوعًا لاستطلاع رأي أظهر أن ثلث الأمريكيين قلقون من أن “الشريعة الإسلامية سوف تغزو بلادهم” وأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يمثل حقيقة الإسلام.
أبرز الاعتداءات وعدد ضحاياها
فبراير: مقتل 3 أمريكيين مسلمين بعد أن فتح عليهم النار “كريغ ستيفن هيكس”، الذي اعترف لاحقًا بجريمته. وقع الحادث في مجمع سكني بالقرب من جامعة نورث كارولينا في مدينة تشابل هيل؛ والضحايا الثلاث هم: ضياء شادي (طبيب سوري 26 عامًا)، وزوجته يسرا (21 عامًا)، وأختها رزان محمد أبو صالحة (19 عامًا)، وهما فلسطينيتان تحملان الجنسية الأردنية
مارس: لقي الطبيب العراقي المسلم أحمد الجميلي 36 عامًا مصرعه بواسطة متطرف أمريكي من ولاية دالاس.
أغسطس ، مقتل الطالب السعودي ريان إبراهيم بابا (23 عاماً) في الولايات المتحدة، بـأربع طلقات باستخدام سلاح ناري من أشخاص مجهولين، بعد العثور على جثته، بالقرب من أحد مواقف السيارات.
سبتمبر: اعتقال طفل مسلم بعدما صنع ساعة اعتقدت إحدى المعلمات بمدرسته أنها قنبلة مؤقتة، وذلك في ولاية تكساس.
نوفمبر: محاولة دهس طالبة جامعية مسلمة تدرس في جامعة سينسيناتي، بالإضافة إلى الاعتداء على طالبة جامعية أخرى ومحاولة نزع حجابها، فضلًا عن تعطيل رحلة طيران لوجود مسلمين من أصل فلسطيني على متنها
ديسمبر: وفاة الفتى حمزة وسام، والبالغ من العمر 16 عاما بعد سقوطه الحر من أعلى مبنى. وتشكك العائلة من أمر السقوط، معتبرةً أنها مُدبرة بسبب ديانته. كما أطلقت النيران على سائق سيارة أجرة من قبل راكب أمريكي، عندما عرف بأن السائق مسلم من أصول مغربية.
بالإضافة لذلك تلقى أندريه كارسون، عضو مسلم بالكونجرس، تهديدًا بالقتل، أرجعه كارسون إلى مواقف السياسيين “الذين يقومون بتأجيج نيران التعصب من خلال خطاباتهم المعادية للمسلمين”.
هذا وشهد العام حوالي 63 اعتداءً على مساجد ومراكز إسلامية أمريكية، عدد كبير منها تركز في أشهر سبتمبر ونوفمبر وديسمبر. وشهد شهر نوفمبر وحده حوالي 17 واقعة اعتداء مساجد، إما بالحرق أو الإتلاف أو بوضع رؤوس خنازير داخلها، أو بكتابة شعارات عنصرية ضد الإسلام والمسلمين.
ويمكن إجمال الأضرار التي وقعت للمسلمين والمؤسسات التابعة لهم، بحسب مراقبين، إلى:
تلفيات وأضرار مادية.
المضايقات، بما في ذلك استخدام الكتابات المعادية للإسلام.
التخويف أو التهديد.
التحيز الواضح خلال إجراءات تقسيم المناطق لبناء مساجد للمسلمين.
تهديدات شبه رسمية للمسلمين:
يشار إلى أن هذه الأحداث بلغت ذروتها مع حملة المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، والمعروف بنفوذه المالي الكبير. وكانت من أبرز الدعوات التي أطلقها ترامب في حملته الانتخابية، منع المسلمين، أي مسلمين، من دخول الولايات المتحدة، كما دعا إلى مراقبة المساجد ووضع قاعدة بيانات للمسلمين الأمريكيين.
من جهة أخرة، تماهت تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل الآخر، بن كارسون، مع تصريحات منافسه الحزبي دونالد ترامب، بيد أن كارسون ركز على “عدم توافق الإسلام مع الدستور الأمريكي”. كارسون قال أيضًا، إنه لن يسمح أن يكون رئيس أمريكا مسلمًا في أي وقت من الأوقات.
بالإضافة لذلك وضعت منظمة “أوقفوا أسلمة أمريكا” إعلانات مدفوعة الأجر على الحافلات العمومية، تحمل محتوى مناهض للإسلام في مقابل تأييد إسرائيل.
وكانت داليا مجاهد، مديرة الأبحاث في معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم”، التي اتهمها الإعلام المصري قبل ذلك بأنها تعمل في التنظيم الدولي للإخوان، “أوضحت أن الدراسات تشير إلى أن المشاعر المعادية للإسلام تبلغ ذروتها خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عندما يحاول بعض السياسيين إظهار الجانب المتشدد من خلال التحدث عن المسلمين بقسوة.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر