نقلت القناة العاشرة
الإسرائيلية عن الجاسوس عودة ترابين توجيهه الشكر للجميع وذلك بعد عودته
إلى منزل والده في صحراء النقب، بعد إطلاق مصر سراحه أمس الخميس، قائلا إنه
كان داخل خبر في مصر.
وحكى ترابين (34 عاما)
للصحافيين من أمام منزل والده في إسرائيل، عن كيفية إبلاغه بالإفراج عنه:
"مساء (الأربعاء)، جاءني ضابط، وقال لي"جهز نفسك"، محظوظ أنني إسرائيلي،
هذه الدولة تفعل كل شيء من أجل مواطنيها".
وانتشرت أمس لقطات فيديو تظهر
عملية تسلم وتسليم عودة ترابين بين الجانبين المصري والإسرائيلي، يظهر فيها
والده سليمان ترابين، الذي يعيش منذ هروبه من سيناء عام 1990 في مدينة
"رهط" بصحراء النقب، والصادر بحقه حكم مصري بالسجن 25 عاما بتهمة التجسس.
كما يظهر في الفيديو البرلماني
الإسرائيلي أيوب قرا، والذي كان يتولى المطالبة بالإفراج عن الجاسوس طيلة
سنوات مضت، والذي نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، قوله: "أنا في
طريقي للترحيب بالبطل الوطني الإسرائيلي عودة ترابين، الذي نجحت في إطلاق
سراحه بعد جهود مكثفة، لقد وعدت بتحريره، وسعيد أنني وفيت بوعدي".
وظهر ترابين بصحة جيدة، حليق
الذقن، مبتهجا بإطلاق سراحه، بينما لم تظهر صورة واحدة للمصريين اللذين قيل
إنهما تم الإفراج عنهما في نفس الوقت.
ونقلت القناة الثانية
الإسرائيلية، مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجاسوس
عودة ترابين عقب وصوله إلى إسرائيل، بينما اعتبر زعيم المعارضة
الإسرائيلية، إسحق هرتسوج، أمس الخميس، أن إطلاق سراح ترابين "أنهى ملحمة
قاسية".
وكانت مصر أول من أعلن عن
إطلاق سراح ترابين، صباح أمس الخميس، فيما قيل إنه صفقة تبادل، تم خلالها
تسليم ترابين وتسلم مصريَين كانا في السجون الإسرائيلية، رغم أن ترابين
أنهى مدة محكوميته البالغة 15 عاما، ورغم تذرع الحكومة المصرية سابقا حين
الحكم عليه بأنه مواطن مصري مولود في العريش، ردا على مطالبة إسرائيل
بتسليمه باعتباره يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وتعود أصول عودة سليمان ترابين
إلى قبيلة "الترابين" البدوية، وهي من القبائل الفلسطينية المنتشرة في
سيناء وصحراء النقب الفلسطينية. ولد عودة في يوليو/تموز 1981، وهرب والده
من سيناء إلى إسرائيل بعد افتضاح أمره وصدور حكم إدانة بحقه، في
يناير/كانون الثاني 1990، مصطحبا عائلته المكونة من عشرة أبناء وزوجته،
ووقتها كان عودة في التاسعة من عمره.
منحت إسرائيل سليمان ترابين
وأبناءه الجنسية الإسرائيلية، والتحق الأبناء، وبينهم عودة بالمدارس
الإسرائيلية، وبعد سنوات بدأ عودة يمارس مهام تجسسية على غرار ما كان يفعل
أبوه سابقا، معتمدا على العلاقات الممتدة مع أبناء عمومته وأفراد قبيلته
الكبيرة، خصوصاً أن اثنتين من شقيقاته كانتا متزوجتين في سيناء.
فى نهاية سنة 1999 دخل "عودة"
سيناء بصحبة أمه لزيارة شقيقتيه، وكان بحوزته قدر من الدولارات الأميركية
التي قيل لاحقا إنها كانت مزيفة، وجهاز اتصال إسرائيلي، ووفق أوراق القضية
فإنه حاول تجنيد زوج أخته، واسمه سليمان ترابين، وهو أيضا من أبناء عمومته،
لكن سليمان أبلغ عنه السلطات المصرية التي ألقت القبض عليه وبدأت محاكمته
بتهمة الجاسوسية.
قضت المحكمة باتهام عودة
ترابين بالتجسس لصالح إسرائيل، وحكم عليه بالسجن 15 عاما، وتم إيداعه "عنبر
الجواسيس" في سجن طرة، جنوب القاهرة، ومنذ سجنه كانت السلطات الإسرائيلية
تطالب بإطلاق سراحه، وكان سفراء إسرائيل في القاهرة يزورونه بشكل متواصل
ويتركون له أموالا في حسابه بالسجن للإنفاق على نفسه.
ومنذ سجنه ظلت إسرائيل تضغط
على الحكومات المصرية المتعاقبة للإفراج عن ترابين، وإعادته إلى إسرائيل،
لكن كل المحاولات كانت تفشل دائما، إلى أن تم الافراج عنه أمس الخميس، قبل
أسبوعين من انقضاء مدة الحكم الصادر ضده، وسط حديث عن صفقة.
وتحتجز إسرائيل 64 مصريا في
سجونها، أغلبهم وفق قضايا جنائية حكم فيها عليهم بالسجن ما بين 3 و20 عاما،
وبعض هؤلاء انقضت مدة عقوبتهم، وبعضهم يعانون أمراضا صحية خطيرة، لكن
الجهات المصرية لا تطالب بالإفراج عنهم.
المصدر المفكرة الاسلامية
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر