ذكر الكاتب السعودي بدر الإبراهيم أن
حاضنة داعش الشعبية وليدة ظروف الحرب الأهلية في المشرق، وبعضهم يعبر بشكل
واضح عن الرغبة في الانتقام من الطرف الآخر في الصراع، عبر الانضواء تحت
مظلة تنظيم داعش، أو التحالف معه".
ورأي فى مقال له بجريدة العربي الجديد بعنوان "كيف يعيش تنظيم داعش" ؟أن الحرب فيه سوريا والعراق هي مصدر انتعاش لتنظيمٍ مثل تنظيم الدولة، إذ يعمل التنظيم على الاستفادة من انهيار الدولة أو تآكلها في العراق وسورية، لتفعيل هويات فرعية (تحديداً الهوية المذهبية السنية في مواجهة الهويات المذهبية الأخرى)، يُثَبِّت بها وجوده حامياً لطائفة مقابل مليشيات الطوائف الأخرى، والعمل على مزج مفاهيمه ما قبل الحديثة، المتعلقة بإعادة الخلافة، وإحياء الفتوحات، بأدوات الدولة الحديثة ومفاهيمها، من الدفاع عن سيادة التنظيم على الأراضي التي يتوسع فيها، إلى إنشاء جهاز بيروقراطي، ينظم إدارة المجتمعات الواقعة تحت سيطرته، ليصل إلى دولته المنشودة، تحت عنوان الخلافة، بروح حديثة وعصرية.
وأضاف أن التنظيم يستفيد من الحرب، ليس فقط بمعناها الصراعي، وإنما بما توفره، أيضاً، من انخفاض في كلفة إدارة المناطق التي يسيطر عليها، فكما تلاحظ الصحافية والاقتصادية الإيطالية، لوريتا نابوليوني، فإن الحيز الاقتصادي لهذه المناطق منحصر باقتصاد الحرب، والتكاليف غير العسكرية في حدها الأدنى، حيث يحتاج السكان فقط إلى حد الكفاف للعيش في ظروف الحرب، وهذا يمكن توفيره بسهولة، في ظل القوة المالية التي يحوزها التنظيم، من خلال صادرات النفط التي توفر مليوني دولار يومياً بحسب بعض التقديرات، وعبر التهريب المريح للسلاح والبضائع والأموال على الحدود السورية التركية، وأيضاً عبر فرض ضرائب على التجار والشركات والمصانع، إضافة إلى التبرعات.
وتابع : ليست هذه القدرات المالية فريدة من نوعها، فقد تمتعت تنظيمات خارج الدولة تاريخياً (منظمة التحرير الفلسطينية مثلاً) بقدرات مالية ضخمة، لكن السؤال يظل حول اكتساب التنظيم شرعية الدولة عند السكان المحليين في مناطقه. وهنا، يحاول تنظيم داعش تقديم خدمات اجتماعية، على غرار منظمات أخرى فعلت الشيء نفسه حين حكمت مناطق بعينها، مثل منظمة الفارك الكولومبية، إذ يوفر التنظيم الطعام والكهرباء ويصلح الشوارع لسكان الرقة والموصل، كما تؤكد تقارير، لكنه، في الوقت عينه، يقسر السكان على نمط حياة محدد، تحت عنوان تطبيق الشريعة، فيشتبك مع قطاعاتٍ ليست هينة، وعلى الرغم من سعيه إلى التحالف مع العشائر، إلا أنه، لأسباب متعددة، يختلف مع بعضها، فينتهي الوفاق إلى حرب، وهذا يُضعف قدرته على كسب ولاء السكان.
وأردف أن حاضنة داعش الشعبية وليدة ظروف الحرب الأهلية في المشرق، وبعضهم يعبر بشكل واضح عن الرغبة في الانتقام من الطرف الآخر في الصراع، عبر الانضواء تحت مظلة تنظيم داعش، أو التحالف معه، لكن انتهاء هذه الظروف، وإعلاء التناقض مع التنظيم على باقي التناقضات الإقليمية والدولية، سيحمل تحدياً بلا شك لاستمرارية هذه الدولة الهجينة التي أقامها التنظيم، وقد يفرض تغييراً في تركيبتها وتعاملها مع العالم. لقد بنت تنظيمات مسلحة دولاً "وهمية" من قبل، ولم تتحول إلى دولٍ حقيقية، ويمكن أن يكون مصير "الدولة الإسلامية" مشابهاً.
المصدر المفكرة الاسلامية
ورأي فى مقال له بجريدة العربي الجديد بعنوان "كيف يعيش تنظيم داعش" ؟أن الحرب فيه سوريا والعراق هي مصدر انتعاش لتنظيمٍ مثل تنظيم الدولة، إذ يعمل التنظيم على الاستفادة من انهيار الدولة أو تآكلها في العراق وسورية، لتفعيل هويات فرعية (تحديداً الهوية المذهبية السنية في مواجهة الهويات المذهبية الأخرى)، يُثَبِّت بها وجوده حامياً لطائفة مقابل مليشيات الطوائف الأخرى، والعمل على مزج مفاهيمه ما قبل الحديثة، المتعلقة بإعادة الخلافة، وإحياء الفتوحات، بأدوات الدولة الحديثة ومفاهيمها، من الدفاع عن سيادة التنظيم على الأراضي التي يتوسع فيها، إلى إنشاء جهاز بيروقراطي، ينظم إدارة المجتمعات الواقعة تحت سيطرته، ليصل إلى دولته المنشودة، تحت عنوان الخلافة، بروح حديثة وعصرية.
وأضاف أن التنظيم يستفيد من الحرب، ليس فقط بمعناها الصراعي، وإنما بما توفره، أيضاً، من انخفاض في كلفة إدارة المناطق التي يسيطر عليها، فكما تلاحظ الصحافية والاقتصادية الإيطالية، لوريتا نابوليوني، فإن الحيز الاقتصادي لهذه المناطق منحصر باقتصاد الحرب، والتكاليف غير العسكرية في حدها الأدنى، حيث يحتاج السكان فقط إلى حد الكفاف للعيش في ظروف الحرب، وهذا يمكن توفيره بسهولة، في ظل القوة المالية التي يحوزها التنظيم، من خلال صادرات النفط التي توفر مليوني دولار يومياً بحسب بعض التقديرات، وعبر التهريب المريح للسلاح والبضائع والأموال على الحدود السورية التركية، وأيضاً عبر فرض ضرائب على التجار والشركات والمصانع، إضافة إلى التبرعات.
وتابع : ليست هذه القدرات المالية فريدة من نوعها، فقد تمتعت تنظيمات خارج الدولة تاريخياً (منظمة التحرير الفلسطينية مثلاً) بقدرات مالية ضخمة، لكن السؤال يظل حول اكتساب التنظيم شرعية الدولة عند السكان المحليين في مناطقه. وهنا، يحاول تنظيم داعش تقديم خدمات اجتماعية، على غرار منظمات أخرى فعلت الشيء نفسه حين حكمت مناطق بعينها، مثل منظمة الفارك الكولومبية، إذ يوفر التنظيم الطعام والكهرباء ويصلح الشوارع لسكان الرقة والموصل، كما تؤكد تقارير، لكنه، في الوقت عينه، يقسر السكان على نمط حياة محدد، تحت عنوان تطبيق الشريعة، فيشتبك مع قطاعاتٍ ليست هينة، وعلى الرغم من سعيه إلى التحالف مع العشائر، إلا أنه، لأسباب متعددة، يختلف مع بعضها، فينتهي الوفاق إلى حرب، وهذا يُضعف قدرته على كسب ولاء السكان.
وأردف أن حاضنة داعش الشعبية وليدة ظروف الحرب الأهلية في المشرق، وبعضهم يعبر بشكل واضح عن الرغبة في الانتقام من الطرف الآخر في الصراع، عبر الانضواء تحت مظلة تنظيم داعش، أو التحالف معه، لكن انتهاء هذه الظروف، وإعلاء التناقض مع التنظيم على باقي التناقضات الإقليمية والدولية، سيحمل تحدياً بلا شك لاستمرارية هذه الدولة الهجينة التي أقامها التنظيم، وقد يفرض تغييراً في تركيبتها وتعاملها مع العالم. لقد بنت تنظيمات مسلحة دولاً "وهمية" من قبل، ولم تتحول إلى دولٍ حقيقية، ويمكن أن يكون مصير "الدولة الإسلامية" مشابهاً.
المصدر المفكرة الاسلامية
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر