0

تشهد الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير ترقبًا من جانب النظام بسبب الدعوات المستبقة لإحياء الذكرى بالنزول فى الميادين حيث أصبح النظام بصدد اتخاذ خطوة استباقية لهذا اليوم المرتقب مثل اتخاذ قرار قانون الطوارئ.  

ارهاصات ثورة يناير رصدها موقع "هفنجتون بوست عربي" في مقال بعنوان "هل يصدر السيسى فى يناير قرارات السادات فى سبتمبر؟"، أكد خلاله الكاتب الروائى محمد حليم بركات، أن ثورة يناير القادمة ستكون أشبه بشهر سبتمبر الأخير فى حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وأشار بركات فى مقالته إلى حملة الاعتقالات فى عهد السادات التى تمت قبيل القرارات الوجوبية التى أصدرها السادات فى هذه الفترة لإتمام بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل.

 وسرد الكاتب أبرز أسماء المعتقلين حينها وهم: محمد حسنين هيكل، فؤاد سراج الدين، حمدين صباحي، عبد المنعم أبو الفتوح، صافيناز كاظم، فتحى رضوان، الشيخ المحلاوي، نوال السعداوي، فريدة النقاش، شاهنده مقلد، أمينة رشيد، عواطف عبد الرحمن، لطيفة الزيات، جابر عصفور،إلا أنه اغتيل بعدها بثلاثة وثلاثين يوماً فى حادث المنصة الشهير، وأطلق سراحهم مبارك بعد توليه السلطة بأيام.

وتابع الكاتب، قائلا: يبدو أن "سبتمبر" السادات سيكون يناير "السيسي" والذى تشير كل الشواهد إلى أنه بصدد فرض حالة الطوارئ مع بدايات الشهر المقبل, وسيستطيع من خلالها فعل ما فعله السادات, وستبدأ حملة كبيرة مفادها أن 25 يناير القادم سوف يشكل خطراً كبيراً على استقرار مصر خاصة فى ظل الدعوات الكبيرة للنزول إلى الشارع فى ذكرى ثورة يناير البيضاء.

ولن يكون أحد ببعيد عن مرمى الخطر الذى بدأت تدق أجراسه منذ الشهر الماضي, فلم ولن يأمن أحد من برد الزنازين حتى وإن كانت المعاملة مختلفة بحكم طبيعة الأسماء الكبيرة والمعروفة المعرضة للخطر والتى تستوجب معاملة خاصة كما فعل السادات سابقاً.. إلى أن السجن سجن وإن كنت سجين قصر.. وما سيشجع النظام نحو القدوم بهذه الخطوة الكارثية عبر جميع المستويات هى طبيعة البرلمان الذى تم انتخابه والذى فى مجمله كاره لفكرة الثورة فى الماضى وفى المستقبل, بل إن معظم هؤلاء النواب هم من قامت عليهم الثورة, والشعب غالبيته وإن كانوا يشعرون بأنه ليس هناك ثمة جديد قدمه النظام الحالى خلال عام ونصف من الحكم؛ إلا أنه لا يبالى من فكرة فرض الطوارئ واتخاذ قرارات من شأنها شل حرة الحريات وحبس سياسيين ومثقفين وكتاب معارضين للنظام.. وهذا أيضاً سوف يشكل عامل ضغط نفسياً سلبياً على المهددين بالسجن بأنهم ربما سيكونون فى طى النسيان ولن يعبأ بسجنهم أحد. وأكد الكاتب أن معارضو النظام على اختلاف انتماءاتهم يرون حقيقة واحدة.. النظام أصبح سابقاً مهما طال وجوده فى السلطة.. وهم: أولا: جماعة الإخوان المسلمين المكلومة فى كل شيء بعد أن كانت تمتلك مصر ومن عليها, وفى النهاية القصيرة خسرت كل شيء بسبب ممارساتها غير السوية خلال العامين الأولين للثورة والعام التى حكمت خلاله مقاليد مصر.. حكمت وكأنها لم تحكم. ثانياً: الشباب.. شباب الثورة والشباب الفاعل فى التيار المدني, وهؤلاء هم القابضون على الجمر, المتهمون دائماً وأبداً, تارة بأنهم إخوان متخفيون، وتارة أخرى بأنهم عملاء لدول خارجية لإثارة الفوضى فى مصر.. والحقيقة أن هذا الشباب هم أفضل من سكنوا مصر منذ مئات السنين.. فهؤلاء هم من قاموا بالثورة دون انتظار أى منافع شخصية لدرجة أنهم تنحوا جانباً مرتين.. مرة عندما اختار الشعب الإخوان ليحكموا مصر, ومرة أخرى عندما اختار الشعب الجيش ليحكم ومعه رجال نظام مبارك السابقين. بعد تولى "عبدالفتاح السيسي" الحكم كان الشباب بعضهم متفائل والبعض الآخر مترقب لما سيفعله النظام الجديد الذى سرعان ما أصبح كالقديم تماماً.. فضاع التفاؤل وأصبح الترقب يأس من الوضع الحالى لمصر.. فسرعان ما تحول كل شيء إلى ما كان فى الماضي, النظام يرتكب خطايا والإعلام يبررها بل ويوهم الناس بأن ما يحدث هو فى مصلحة البلد. سب ولعن فى ثورة يناير وشبابها والدولة تؤمن على هذا بسجن كل رموز الثورة, نخبة أمنية تهيمن على الإعلام ليسبحوا بحمد الرئيس ونظامه, مشاريع سياسية لا جدوى لها ولا منفعة، تكبد الدولة مليارات الدولارات والآلة الإعلامية توهم الناس بالرخاء القادم, الشرطة تعود لممارساتها القديمة التى قامت بسببها الثورة من خطف وتعذيب وقتل والرئيس يذهب عندهم ليشكرهم على ما يفعلونه, ثم ينتهى الأمر بقانون انتخابات مريب كانت نتيجته عودة رجال مبارك الفاسدين فى البرلمان.. ليصبح الوضع الحالى لمصر على مستوى الحياة السياسية والأمن السياسى كما كان وقت مبارك تماماً, أما الوضع الاقتصادى ففشله لم يسبق له مثيل. نتيجة كل هذا التردى بدأت الدعوات الكبيرة للنزول فى 25 يناير المقبل لتكون أول دعوة حقيقية التف حولها الشباب بجميع أطيافه لحشد الناس للنزول إلى الشارع.. ويبدو أن هذا اليوم سيكون فارقاً فى عمر هذا النظام الذى يحكم مصر الآن، بحسب هفنجتون بوست عربي.

 المصدر جريدة الشعب

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top