هل باتت سوريا ساحة اختبار لأحدث الأسلحة الروسية؟

أفاد موقع "ديبكا"، الاستخباري الإسرائيلي، أن روسيا أوجدت لنفسها فرصة لتجربة أحدث أسلحتها البحرية والجوية من خلال حربها في سوريا ، وفي هذا السياق، أشار إلى عمليتي إطلاق صواريخ كروز من نوع كاليبر Kalib أو كما يطلقون عليها في الغرب SS-N-30As على أهداف في سوريا.

وقد علقت مصادر غربية على هذا الاستعراض العسكري بالقول: إن صواريخ كروز التي تطلق من غواصة من فئة كيلو قدَمت دليلا واضحا عن كيفية استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخله العسكري في سوريا كأنموذج يحتذى للبراعة العسكرية الروسية.

وأوضح الموقع أن إطلاق الصواريخ جاء لإظهار أن سلاح البحرية الروسي المزود بصواريخ طويلة المدى لديه القدرة على إصابة الهدف، وهو يحمل رأسا تقليدية أو نووية، يتراوح مداها بين 900 كم (أو 620 ميل) حتى 1.467 كم ( أو 923 ميل(.

وبهذا نقلت روسيا أيضا رسالة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي أن صواريخ كروز التي تطلق من أسطول السفن الحربية النووية في البحر الأسود كانت قادرة على الوصول إلى أي هدف في أوروبا.

ولمواجهة هذه الرسالة، يقول التقرير، سارعت مصادر عسكرية غربية بعد إطلاق الصواريخ إلى الادعاء بأن معظم الصواريخ التي أطلقت من بحر قزوين قد غاب أثرها أو انفجرت في الجو أو سقطت في إيران وفشلت في الوصول إلى أهدافها.

وهم يأملون بهذا في التغطية على الرسالة القوية التي وصلت إلى الحكومات الأوروبية بأنها أصبحت معرضة لإطلاق صواريخ ليس من البحر الأسود، وفقط، ولكن أيضا من قواعد الأسطول الروسي في كليننجراد في بحر البلطيق، والتي نقل إليها مؤخرا صواريخ كاليبر .

وفي 9 ديسمبر، تطرق قائد القوات الأمريكية في أوروبا الجنرال "بن هودجس" لهذا الوضع بقوله إن روسيا نقلت صواريخ باليستية لكليننجراد، وأجرت هناك تدريبا على هجوم نووي. وأضاف أن الروس نقلوا لكليننجراد كميات كبيرة من أنظمة أسلحة مضادة للسفن وأنظمة دفاع جوي، وحرب الكترونية.

كما أنهى الروس استعراض قدرات الأسطول الروسي، بإطلاق الغواصة "روستوف أون دون" Rostov-on-Don صواريخ كاليبر من شرق البحر المتوسط تجاه أهداف في سوريا.

وكان هدف الروس من هذا نقل رسالة مزدوجة:
1- أن الأسطول الروسي على استعداد لإطلاق صواريخ كروز بحرية متطورة ل من السفن الحربية بل ومن داخل غواصات.
2- بعد نجاح إطلاق الصواريخ، أظهر الروس أنهم نشروا شبكة من السفن الحربية وصواريخ كروز من كليننجراد في بحر البلطيق، مرورا بالبحر الأسود وحتى شرق البحر المتوسط بمسافة 2500 كم.
ولتعزيز القوة الجوية، وفقا للتقرير، التي تستثمرها موسكو في الحرب السورية، جلبت روسيا أكثر من ست طائرات حربية من طراز سوخوي سو 34. وقد صُممت هذه القاذفة المقاتلة لاستهداف الأرض البارزة والأهداف البحرية. كما تتميز الطائرة بقدرتها على مهاجمة أهداف صغيرة متحركة وتدميرها.
وبقدور الطائرة العمل بفاعلية ضد قوافل كبيرة أو صغيرة من قوات المعارضة السورية المسلحة وتنظيم داعش.
ووفقا لتقرير موقع "ديبكا"، فقد دخلت الطائرة الخدمة العملياتية للطيران الروسي قبل عامين فقط، ومشاركتها في المعارك السورية تعد الاختبار الأول لها في ظروف حرب حقيقية.
ويدرس خبراء الطيران الروس في سوريا الذين يتابعون الأداء اليومي للسوخوي سو-34 أيضا قدرات قاذفة القنابل لتحل محل القاذفات القديمة لسلاح الجو الروسي من طراز سوخوي-24.

 المصدر المفكرة الاسلامية