0
رأى الكاتب عبد الله العتيبي في مقال بصحيفة الشرق الأوسط،  أن التصريحات التي أدلى بها المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، كان لها تأثير قوي على المستوى الإقليمي والدولي، تجاه ملفات المنطقة الساخنة، في سوريا وفي اليمن، مع استعداد السعودية للمشاركة العسكرية البرية لحرب تنظيم داعش في سوريا

المملكة العربية السعودية الجديدة أصبحت على يد الملك سلمان بن عبد العزيز تتعامل مع السياسة على مستوى عاٍل من الوعي والواقعية مع الحزم والحسم، وهي بقياداتها الشابة تحت رعاية الملك استطاعت أن تغير الكثير من الملفات داخليًا وخارجيًا، ما أربك الخصوم، ولفت انتباه العالم. لقد استطاعت السعودية في أقل من عاٍم أن تستقطب تحالفًا عسكريًا عربيًا تجاه اليمن وتحالفًا عسكريا من الدول المسلمة ضد الإرهاب، ملفها الأثير الذي قدمت ولم تزل تقدم فيه العجائب.

 واستطاعت في ظل تخلي أكبر الحلفاء عن دوره المعهود أن تستخدم قوتها الذاتية على التغيير والتطوير ومواجهة الأعداء بقوةٍ غير مسبوقٍة وبسياسٍة عقلانيٍة ذكيٍة تعرف كيف تحّضر المشاهد ومتى تقدم وإلى أي حٍد ومتى تحجم وإلى أي حد، إنها ببساطة لا تقود فحسب، بل ترسم حدود ألاعيب السياسة في المنطقة والعالم. بالاستفادة من التناقضات جمعًا وتفريقًا، ورؤية الفرص في الأزمات ربًحا ودعًما، وبالعمل المثابر، والرؤى المفتوحة للمستقبل، مع التكامل في كل الملفات، تقدم السعودية الجديدة نفسها للعالم.

وفي هذا السياق، فلنأخذ بعض الأحداث الأخيرة كشاهٍد، ففي ملف الإرهاب الداخلي والاستهداف الدائم لحركات الإرهاب السنية والشيعية للسعودية ودول الخليج، تتضح عدة حقائق، أن السعودية هي العدو المستهدف الأول لكل حركات الإرهاب السني والشيعي، وأن إيران لم يتم استهدافها ولا مرةً واحدةً من تلك الحركات. والأسبوع الماضي، وفي حدثين مهمين، قلصت السعودية من حجم الخسائر في تفجير مسجد الرضا، وكان "شهداء" رجال الأمن موازيًا لـ"الشهداء" المدنيين، وتم الكشف في أقل من ستة أشهر عن الخلية الإرهابية التي استهدفت مسجد قوات الأمن الخاصة في أبها، والإعلان عن المنفذين والمطلوبين.

وفي الأزمة السورية، معروفة مواقف المملكة التاريخية تجاه الشعب السوري، وموقفها منذ اندلاع الأزمة الحالية. واليوم، زادت السعودية على ذلك توحيد المعارضة السورية، وتأييد ذهابها لجنيف3، وهو الموقف الذي زاد من فضح موقف النظام السوري وعدم حرصه على أي حٍل سياسيٍ، وبخاصة بعد تعليق جنيف3.

اتجهت السعودية كما يبدو للمتابع لبناء منظومة تحالفاٍت، قديمٍة وجديدةٍ، التحالف القديم ضد "داعش" يتم تطويره حاليًا باتجاه تدخٍل بري في سوريا وهو ما تمت الإشارة له أعلاه، والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يدخل محافظة صنعاء، ويعزز مكانته في تعز، ويواجه الإرهاب في الجنوب، وتحالف الدول المسلمة ضد الإرهاب يتم تطويره وتفعيل آلياته ليكون أكثر مرونة في التصدي للأزمات على اختلافها.

التحركات العسكرية تأتي دائًما لدعم الرؤى السياسية، ومن هنا يمكن قراءة هذا التوجه السعودي المقدام تجاه الأزمة السورية في تفهٍم كامٍل للرؤى المتخاذلة لبعض الدول الكبرى في العالم في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، والمتمثلة في الإصرار الغريب على عدم التدخل في أي مكاٍن حتى ولو كان على حساب المصالح الكبرى ومستقبل الدول والشعوب والحضارات. إقليميًا، وفي الملف اللبناني والملف العراقي يمكن للمراقب رصد تحركات سياسيٍة من طراٍز رفيعٍ، فالملفان الكبيران أصبحا في حالة تحرٍك جديدةٍ، ولم يعودا ثابتين أو مسلًما بالأوضاع فيهما، فالسفير السعودي لدى لبنان يعلن صراحةً أن السعودية تدعم الدولة اللبنانية، وتوافقات اللبنانيين، والأحداث في لبنان تؤكد أن
الشرق الأوسط - عبد الله العتيبي

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top