0

كشفت دراسة نشرها موقع الجزيرة للدراسات أن الخلافات الأخيرة التي وقعت بحركة طالبان كانت قوية جدا وستتسبب فى كثير من إراقة الدماء وستتيح الفرصة لتمدد تنظيم داعش فى المنطقة.

وذكرت الدراسة التي كتبها الكاتب الأفغاني مصباح الله عبدالباقي أن الهيكل التنظيمي للحركة تعرض للضعف، وخسر بعضًا من إمكاناته وقوته بسبب التصدعات والانشقاقات؛ التي تعرضت لها الحركة؛ كانت طالبان قد تعرضت سابقًا لبعض التصدعات في حياة الملا محمد عمر؛ لكنها لم تؤثر عليها كثيرًا، إلا أن الخلافات الأخيرة -التي وقعت بعد الإعلان عن وفاته- كانت قوية جدًّا نسبيًّا؛ حتى إنها وصلت ولأول مرة إلى جبهات القتال حيث المقاتلين والقادة الميدانيين؛ ومن هنا يتوقع أن يكون لهذا التصدع تأثير سلبيٌّ على بنية الحركة ومستقبلها وعلى جمهورها، كما سيضعف من موقفها في المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، أو مع سواها من الخصوم، والأهم أنه سيتسبب في إراقة مزيد من الدماء؛ ولكن هذه المرة بين طالبان والمنشقين عنها، وربما يتيح هذا الصراع المستجد الفرصة أمام تنظيم الدولة الإسلامية ليوسع من نفوذه في المنطقة.

وأضافت الدراسة :  بعد إعلان وفاة الملا محمد عمر بفترة تعالت أصوات قوية من داخل الشورى القيادي لحركة طالبان ضد تعيين الملا أختر محمد منصور زعيمًا لحركة طالبان، وكان من أقواها الملا محمد حسن رحماني، ومعه الملا عبد الرزاق والملا عبد الجليل أيضًا، وقد ظهر هؤلاء على وسائل إعلام أفغانية وغربية معترضين على تعيين الملا أختر محمد منصور، ودعوا إلى مبايعة الملا يعقوب ابن الملا محمد عمر أميرًا لحركة طالبان بعد والده؛ خاصة أن أسرة الملا محمد عمر كانت من معارضي الملا أختر محمد منصور في بداية الأمر، ولو استمرت على مخالفتها له لواجه معارضة أقوى مما هي عليه الآن.

وأشارت إلي أنه  من أهم التصدعات التي تعرضت لها حركة طالبان هو استقالة محمد طيب آغا رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان؛ الذي كان له الفضل في فتح القنوات مع العالم لحركة طالبان

ورأت أن حركة طالبان هدف لجهات استخباراتية متعددة، ولن يتردد أي منها للوقيعة بها تحقيقًا لأهدافه بالمنطقة، ومن ذلك أن الاستخبارات الباكستانية يعنيها استمرار الضغوط على الحكومة الأفغانية لتحقيق مصالحها في النزاع الحدودي مع أفغانستان على خط ديورند، وفي قضية المياه، والعلاقات الهندية الأفغانية وغيرها، ويمكن لطالبان أن تكون إحدى وسائل الضغط هذه؛ كما لن تتردد الاستخبارات الأفغانية في السعي إلى إضعاف طالبان أو الاستفادة من هذه الأخيرة لدفع الضغوط الباكستانية عنها؛ ويبدو أن الاستخبارات الباكستانية قد وجدت ضالتها في دعم مجموعة الملا أختر محمد منصور، أو في إفساح المجال لها لتتصدر حركة طالبان وذلك في حين وجدت الاستخبارات الأفغانية في تعزيز حضور المجموعة المنشقة، مجموعة الملا محمد رسول والملا منصور داد الله، وسيلة لإضعاف القيادة الجديدة لطالبان وشقِّ صفها. وفي هذا السياق فتحت وسائل الإعلام الأفغانية والأجنبية الناطقة باللغات المحلية الأفغانية صفحاتها وقنواتها لنشر أخبار الجماعة المنشقة ونشر المقابلات مع قياداتها؛ حتى إن وسائل الإعلام التي مقرها كابول، قامت بتغطية الاجتماع الذي أعلن فيه الملا محمد رسول عن تشكيل "المجلس الأعلى للإمارة الإسلامية"؛ وكأنها تغطي نشاطًا لمجموعة من المجتمع المدني في كابول نفسها.
وأردفت الدراسة :  أن حركة طالبان مقبلة على اشتداد الانقسام والتصدع، ويقوي من هذا الاحتمال وصول الخلاف إلى جبهات القتال والقادة الميدانيين والمقاتلين العاديين، وعدم وجود قيادة منتخبة يجمع الجميع على وجوب طاعتها دينيًّا كما كان الحال مع الملا محمد عمر، وأضف إلى ذلك أن هناك أجهزة استخبارتية عديدة تعمل على توسعة شقة الخلاف بين الفريقين المتنازعين في الحركة؛ إلا أن القيادة الجديدة لحركة طالبان ما زالت تملك الكتلة الكبرى من المنتسبين، ومن الإمكانات المتاحة التي تستطيع أن تستخدمه لتحجيم من التصدعات داخل الحركة والحد منهما.
  المصدر المفكررة الاسلامية

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top