0

طرح محللون سياسيون عدة أسئلة بشأن تداعيات التدخل العسكري التركي السعودي المرتقب في سوريا.

وقال مراسل صحيفة "القدس العربي"، إسماعيل جمال، إن السؤال الأهم في التحضيرات التركية السعودية العسكرية يبقى هل تخطط أنقرة والرياض لذلك بالتنسيق مع واشنطن، أم بشكل منفرد للتمرد على "الفيتو" الأمريكي الذي أضرَ بمصالحهم في سوريا أمام التقدم المتسارع لقوات الأسد بغطاء جوي روسي؟
وكشفت الصحيفة أن العاصمة التركية أنقرة شهدت يومي الخميس والجمعة سلسلة اجتماعات أمنية وسياسية، حيث التقى داود أوغلو بقائد الجيش التركي ورئيس هيئة الاستخبارات، والتقى الثلاثة بدورهم بالرئيس رجب طيب أردوغان، بعد يوم واحد من اجتماع لمجلس الأمن القومي، كما جرت سلسلة اتصالات بين وزير الخارجية التركي ونظرائه في السعودية وقطر أمريكا، كما زار أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والتقي أردوغان يوم الجمعة إسطنبول من دون موعد مسبق.
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قوله للصحافيين على متن الطائرة في طريق عودته إلى تركيا من هولندا، إن التطورات في حلب خضعت لتقويم من قبل المسؤولين الأتراك، وطرحت خيارات قطع الطريق إلى حلب، مضيفاً أنه ناقش التطورات مع مستشار المخابرات، وتناقش مع الرئيس رجب طيب أردوغان في التطورات الأخيرة. ورداً على سؤال حول إمكانية إقدام تركيا لعمل عسكري لمنع قطع الطريق لحلب، قال داود أوغلو: "ستشهدون رد فعل تركيا إزاء التطورات في الأيام المقبلة".
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة أمام منتدى اقتصادي، الخميس، إن تركيا ستتحلى بالصبر إزاء الأزمة في سوريا حتى مرحلة ما، "ثم ستضطر للتحرك"، بينما نسبت وسائل إعلام تركية لأردوغان قوله، وفقا لما أورده المراسل الصحفي: "إن قرار رفض مذكرة الدخول في العراق في الأول من مارس 2001 كان خاطئاً ولن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى في سوريا".
ونقلت الصحيفة عن الكاتب والمحلل السياسي التركي، مصطفى أوزجان، قوله إن "النظام الحاكم في السعودية يتمتع بروح المبادرة في الآونة الأخيرة والمملكة عازمة على التحرك في سوريا"، معتبراً أن "الهدف المعلن حالياً هو محاربة داعش، لكن من دون إسقاط النظام السوري لا يمكن القضاء على التنظيم".
فيما استبعد مصدر تركي، كما أوردت الصحيفة، قيام جيش بلاده بعملية عسكرية برية في سوريا خلال الفترة القريبة المقبلة، معتبراً أن الحسابات معقدة بشكل كبير في سوريا، وأن "عملية من هذا القبيل تعني الدخول في حرب مباشرة مع روسيا"، وهو ما رأى أنه لن تُقدم عليه الحكومة.
وقال المصدر المقرب من الحكومة ورفض الكشف عن اسمه في تصريحات خاصة للصحيفة: "لا أظن أن هناك نية لدى الجيش للقيام بعملية عسكرية في سوريا، خصوصا في ظل تصاعد التجاذبات الدولية والإقليمية.. الأمر مستبعد في ظل هذه الظروف، تركيا لن تجازف".
في حين يرى الصحافي والمحلل السياسي إبراهيم العلبي أن "التحضير لتحرك عسكري مباشر بات بمنأى عن الشك وتجاوز مرحلة المؤشرات إلى التمهيد الصريح، وفي هذا السياق جاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي عن توقع دخول قوات خاصة إماراتية وسعودية إلى سوريا لمساندة المعارضة في قتالها ضد تنظيم داعش، صحيح أن الهدف المعلن ليس جبهة النظام وحلفائه بل جبهة داعش، ولكن من بوابة المعارضة لا النظام وهذا أمر ذو دلالة واضحة".
وأضاف العلبي: "طبعا الموقف الأمريكي لا يزال على حاله في رفض الحل العسكري ضد النظام، وتقاوم بشكل متواصل كل عروض الحلفاء والأطراف الإقليمية المعنية بالملف السوري في هذا الصدد، ولهذا السبب يبحث الأتراك والسعوديون عن عمل ما لتقوية المعارضة وتعزيز موقفها ضد النظام، ولكن من بوابة الحرب على داعش، وفقط، وهي اللغة الوحيدة التي تفهمها واشنطن هذه الأيام".
وينقل مراسل صحيفة "القدس العربي" في السعودية عن مصادر دبلوماسية عربية أخرى في الرياض أن واشنطن أرادت أن ترضي الرياض بالإشارة إلى أنها ضغطت على موسكو من أجل التوصل إلى اتفاق ميونيخ الباهت الذي لا يعني وقفا لإطلاق النار بالمعنى العسكري، ولا هو هدنة بالمعنى السياسي، والدليل أن كل طرف أخذ يفسر الاتفاق كما يحلو له.
وأشارت إلى أن هذا التدخل سيكون بالتنسيق مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة لإحراج الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين والضغط عليهم للتدخل عسكريا. ولكن الرياض مستعدة للتدخل العسكري مع تركيا ومن يرغب من دول التحالف الإسلامي.
وفي الحقيقة، كما تورد الصحيفة، فإن السعودية بدأت تحركها للتدخل العسكري في سوريا وفق الخطة «ب» منذ أيام، وقامت بتزويد فصائل المعارضة السورية بأسلحة أكثر تطورا مثل صواريخ غراد الأرض – أرض التي أوقفت الانتصارات العسكرية للنظام في ريف حلب.
وترى هذه المصادر أن التدخل العسكري السعودي في سوريا سيكون محدودا على أرض المعارك وسيركز على القيام بعمليات خاطفة لقوات خاصة فقط ، في حين أن الاعتماد الأكبر سيكون على المقاتلين السوريين، وخصوصا من أنهى تدريبه في دول الجوار السوري، ومنها المملكة، ويتم حاليا الدفع بهم إلى أرض المعارك من شمال سوريا وجنوبها وقد زودوا بأحدث أنواع الأسلحة.
وترى الرياض أن واشنطن لن تترك مثل هذه التدخلات العسكرية للدول الحليفة لها دون تقديم الغطاء العسكري لمثل هذا التدخل. صحيح أن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية تبدو مترددة وباردة، ولكنها لن تقبل بان تفلت الأمور من يديها وتدخل المنطقة في مواجهة عسكرية إقليمية ودولية وهي تقف متفرجة، وفقا لتقدير الصحيفة.

 

المفكرة الاسلامية

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top