سلطت تقارير صحافية وإعلامية
الضوء على إعلان مسئولين أمريكيين، مساء الثلاثاء، احتمالية مقتل القيادي
بتنظيم الدولة "داعش" والمسئول العسكري واليد اليمنى لزعيم التنظيم أبو بكر
البغدادي، المدعو "أبو عمر الشيشاني".
وكانت شبكة "سي إن إن"
الأمريكية قد نقلت عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية قولها إنها تتحقق من
احتمالية مقتل قائد تنظيم الدولة العسكري، عمر الشيشاني، مضيفة أن
"الشيشاني" قد يكون قُتل بغارة جوية على مدينة الشدادي بريف الحسكة، يوم
الجمعة الماضي.
وأوضحت صحيفة "العربي الجديد"،
في تقرير لها، أنه إنْ صحّت هذه المعلومات يكون تنظيم "داعش" قد تلقى
أكبر خسارة على الإطلاق في جهازه القيادي منذ العام 2014.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في حال
تأكد النبأ الذي سربه مسؤولون أميركيون، فإنّ ذلك يفتح باب التكهنات واسعاً
حول إمكانية التنظيم على خلق قيادات جديدة من الصف الأول، بدلاً من تلك
التي يفقدها خلال المعارك أو الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي بقيادة
واشنطن، فضلاً عن مدى تأثير العملية على مقاتلي التنظيم، وخصوصاً أنها
المرة الثانية في أقل من ستة أشهر يتم فيها الإعلان عن ترجيحات مقتله، بعد
إعلان مماثل عن مقتله غربي كركوك قبل نحو ستة أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات
مسؤولين أميركيين في وسائل الإعلام الغربية وقولهم إن الغارة الجوية حصلت
الجمعة الماضي بالقرب من بلدة الشدادي في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة،
ويُعتقد أنها قتلت أبو عمر الشيشاني، القائد العسكري الفعلي لقوات "داعش"
في العراق وسورية.
وقالت الصحيفة إن أبو عمر
الشيشاني هو تارخان باتيراشفيلي. وُلد عام 1968 في قرية أقصى جنوب جورجيا
من أب مسيحي وأم مسلمة. خدم في الجيش الجورجي لسنوات في إقليم أبخازيا
المتنازع عليه بين روسيا وجورجيا، ثم تطوع كجندي في الجيش الجورجي بعد
إكمال خدمته الإجبارية، وعُرف بنزعته الوطنية وعدائه للروس. ثم تمت ترقيته
لرتبة رقيب في الجيش الجورجي قبل أن تعتقله الشرطة الجورجية بتهمة حيازة
أسلحة، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وأُطلق سراحة عام 2012 بسبب تدهور
حالته الصحية.
ولفتت الصحيفة إلى أن زوجة
"الشيشاني" هي سيدا دودوركيفا، ابنة الوزير السابق في الحكومة الشيشانية،
آسو دودوركيفا، والذي تم إعفاؤه من المنصب من قبل الرئيس رمضان قديروف
لدواعٍ أمنية تخص ابنته سيدا، المقربة من أبي عمر الشيشاني.
وأكد التقرير أنه وفقاً
للمعلومات المتوفرة عن الرجل، فقد تغيرت معتقداته من النزعة الوطنية إلى
التيار السلفي الجهادي وتوجه إلى سورية على رأس مجموعة كبيرة من
الشيشانيين، عُرفت آنذاك بنصرة أهل الشام مطلع العام 2013.
وأوضح التقرير أنه قبل توجهه
إلى سورية، عمل في مجال إرسال المقاتلين من الشيشان ومناطق أخرى إلى سورية،
غير أن مبايعته لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أبو بكر البغدادي تمت
بعد دخوله سورية. ويُنسب للشيشاني الفضل في السيطرة على مطار منّغ العسكري
السوري، وبلدات عدة في دير الزور العسكري والبوكمال، فيما أصبح الشيشاني
قائداً عسكرياً لقوات التنظيم في العراق وسورية بعد مقتل القائد السابق،
أبو عبدالرحمن البيلاوي منتصف العام 2014.
وأشار التقرير إلى أنه عُرف عن
الشيشاني شخصيته المقبولة بين مقاتلي التنظيم، وإتقانه للغات عدة كالعربية
والروسية والجورجية والإنجليزية، ويوصف بأنه قائد عسكري محنك ويُحكى أنه
دائم التفاؤل. حتى أن كثيرين يعتبرونه الشخصية الأمثل لقيادة التنظيم في
حال مقتل أبو بكر البغدادي.
بدوره، أكد الخبير بالشؤون
الأمنية العراقية، فؤاد علي ، أنه "في حال تأكد مقتل الشيشاني، يكون
التنظيم أمام اختبار كبير في إثبات قدرته على إنتاج قيادات جديدة أمثال
الشيشاني".
واعتبر علي أن الإعلان عن
تواجد الشيشاني في الشدادي السورية "يثير الشكوك، لأن قادة التنظيم أذكى من
أن يتواجدوا في مناطق سورية وعراقية معينة"، في إشارة إلى أن منطقة
الشدادي، في ريف الحسكة، تشهد منذ فترة معارك شرسة بين القوات الكردية
وتنظيم "داعش"، وقد انتقلت السيطرة على المنطقة بين الفريقين، وهو ما يدفع
البعض إلى اعتبار أنها ليست منطقة آمنة لكوادر الصف الأول من التنظيم، إلا
في حال كان الشيشاني يقود بنفسه معارك جبهة الشدادي.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر