يُمثل الأكراد طرفًا لا يُستهان به في معادلة الحرب السورية. وتتنوع علاقاتهم وتتباين، مع مختلف أطراف الصراع في سوريا، بشكل قد يستغربه البعض!
هُنا نستعرض معكم بالسرد ومحاولة التحليل، أماكن انتشار الأكراد وقوتهم القتالية وعلاقتهم بنظام الأسد ومعارضيه، وبتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). بالإضافة إلى تسليط الضوء على طبيعة علاقة الأكراد مع أبرز الأطراف الدولية في الصراع السوري، كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا وإيران.
تصفهم المعارضة بأنهم أعوان لنظام «بشار الأسد»، وتصف المعارضة انتصارات الأكراد العسكرية بأنها انتصارات للنظام السوري، وهو ما ينفيه الأكراد. وقد اشتد الصراع بين الأكراد والمعارضة في المعارك التي شهدتها مدينة حلب الفترة الأخيرة، وفي المقابل دائمًا ما يُطالب كل من روسيا والنظام السوري بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، وتمثيلهم في المحادثات السياسية، وبالأخص محادثات «جنيف 3»، وهو ما ترفضه كلٌّ من تركيا واللجنة العليا للمفاوضات، المُنبثقة عن المعارضة السورية.
هذا وقد يُظهر حرص الأسد وحليفه الدولي الأكبر في الوقت الحالي (روسيا)، على تمثيل الوحدات سياسيًا، مدى صدق اتهامات المعارضة للأكراد، بكونهم يحققون بشكل مباشر أو غير مباشر أهداف نظام الأسد، وانتمائهم للنظام أكثر من انتمائهم للمعارضة، وبالأخص مع احتدام المعارك بين الأكراد والمعارضة في الفترة الأخيرة لقطع طريق الإمداد بين تركيا والمعارضة.
أما عسكريًا فقد حققت وحدات حماية الشعب الكردي، انتصارات ملحوظة بحلب شمالي سوريا، على حساب المعارضة السورية، بمساعدة الغارات الروسية الجوية على مواقع المعارضة، ما أفقد المعارضة السيطرة على طرق الإمداد بينها وبين تركيا.
ومربط الفرس هنا هو مكان تمركز الجنود الأمريكيين، إذ أعلنت الإدارة الأمريكية أن هؤلاء الجنود سيتمركزون شمال سوريا، حيث المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية. ولم يكن موقع نزول الجنود في المناطق الكردية في سوريا مستغربًا، فالولايات المتحدة تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صديقها المُفضل على الأراضي السورية. وتتجه الرواية الرسمية الأمريكية إلى اعتبار الوحدات الكردية «أقوى القوى المحاربة تأثيرًا في سوريا»؛ نظرًا لتمكنها من انتزاع عشرات المدن السورية من يد «تنظيم الدولة».
وتوطدت العلاقة الأمريكية بالأكراد بشكل كبير بعد الانتصار الذي حققوه في 2014، بعين العرب كوباني، ذلك الانتصار الذي تم بتنسيق مباشر بين القيادات الكردية والأمريكية في العمليات الجوية والأرضية. ويُلخص هنري باركي، المحلل السابق للخارجية الأمريكية، والمحلل السياسي لمركز ويلسون للدراسات، طبيعة العلاقة بين أمريكا ووحدات حماية الشعب الكردية، بقوله: «لقد أصبحت أمريكا تمثل القوة الجوية لـ«YPG»، فيما أصبحت الـ«YPG» تمثل القوات الأرضية لأمريكا في سوريا».
وأحد أهم أسباب قوة العلاقة الأمريكية مع الأكراد، هي اتساق ووحدة الكثير من الأهداف والأولويات «المُعلنة» في الحرب السورية، بين أمريكا ووحدات حماية الشعب الكردية. فكلاهما يتوحدان على المحاربة العسكرية لـ«تنظيم الدولة»، وهذا يتسق مع وجهة نظر الغرب عمومًا، الذي يُعارض بشار سياسيًّا ويحارب التنظيم عسكريًّا.
كذلك فإن تلك الأولوية تختلف عن أولوية الكثير من الفصائل المعارضة في سوريا، التي تركز اهتمامها بشكل أكبر على محاربة نظام بشار الأسد، عن محاربة «تنظيم الدولة»، كما أن تلك العلاقة تُرسخ للنظرة الأمريكية والغربية عمومًا، التي ترى في الأكراد عدوًا إستراتيجيًّا للتطرف وما يُسمى بـ«الإرهاب» في المنطقة. ذلك مع الوضع في الاعتبار عدم ثقة أمريكا في قوى المعارضة السورية في هذا الأمر.
وتوطدت العلاقة بشكل أكبر بين الولايات المتحدة والأكراد، عندما زار بريت ماغيرك، ممثل الرئيس الأمريكي بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، عدة بلدات كردية شمالي سوريا سرًا لمناقشة التصعيد العسكري ضد التنظيم في 29 يناير (كانون الثاني) 2016 تزامنًا مع محادثات جنيف.
وبحسب مصادر أمريكية وكردية، فقد وصل يوم الاثنين الثامن من فبراير (شباط)، 20 عسكريًّا أمريكيًّا بطائرة مروحية إلى كوباني، للإشراف على «خطة هجوم مقرر لقوات سوريا الديمقراطية، على مدينة منبج شمال حلب، الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية»، بعدما وصلت طائرتا شحن محملتان بأسلحة وذخائر لقوات «سوريا الديمقراطية».
وفيما يبدو أن العلاقات الأمريكية الكردية اتخذت منحىً أكثر قوة؛ إذ أفادت تقارير صحافية كُردية نقلتها رويترز، بأن أمريكا تبني قاعدتين جويتين في شمالي سوريا، حيث السيطرة الكُردية، في الوقت الذي قال فيه مسؤول القيادة المركزية الأمريكية، إن الولايات المُتحدة لا تسيطر على أي مطارات في سوريا، كما أن تلميح أمريكا بصعوبة أن تستمر سوريا موحدة، قد تُغازل أحلام الأكراد في الاستقلال!
ويمثل الأكراد في سوريا وتركيا مصدر إزعاج كبير لتركيا، نظرًا لأن تركيا لا تفصل بين وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وحزب العمل الكردستاني (PKK)، الذي يقود تمردًا كُرديًا على تركيا مُنذ حوالي أربعة عقود، وتسعى أنقرة لوأده أمنيًا. هذا وتكرر القصف التركي للوحدات الكردية في سوريا، في أكثر من مناسبة، ومع التجاهل الأمريكي للإجابة على تساؤل أردوغان هددت تركيا بإغلاق قاعدة إنجرليك الجوية أمام الطائرات الأمريكية. لكن إن صحّت الرواية الكُردية التي تتحدث عن بناء أمريكا لقاعدتين جويتين شمالي سوريا، فإنها تحسم بشكل كبير الخيار الأمريكي تجاه الأكراد على حساب تركيا، فيما يتعلق بالمشهد السوري على الأقل. ما قد يؤثر على طبيعة علاقة البلدين اللذين يجمعهما حلف الناتو والتحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا ضد «تنظيم الدولة».
ولا يمكن إنكار الخلاف السياسي الكبير بين البلدين وبالأخص في سوريا، فإيران تدعم بشار وتركيا تدعم معارضيه، ولكنَّ الطرفيْن ركزا على «محاربة الإرهاب كونه عدوًا مُشتركًا».
هُنا نستعرض معكم بالسرد ومحاولة التحليل، أماكن انتشار الأكراد وقوتهم القتالية وعلاقتهم بنظام الأسد ومعارضيه، وبتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). بالإضافة إلى تسليط الضوء على طبيعة علاقة الأكراد مع أبرز الأطراف الدولية في الصراع السوري، كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا وإيران.
أماكن انتشار الأكراد وعلاقتهم بالأسد ومعارضيه
ينتشر الأكراد في شمال سوريا، بالقرب من الحدود السورية التركية، ويُمثلون حوالي 10% من سكان سوريا. ينضم مُعظمهم سياسيًا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD))، والذي يمتلك ذراعًا عسكريًا قويًا يتمثل في ما يُسمى بـ«وحدات حماية الشعب الكُردية» (YPG)، التي تضم حوالي 50 ألف مُقاتل، يشتركون في تحالف يسمى «سوريا الديمقراطية»، والذي يضم بدوره بعض العرب، لكن يظل ذا أغلبية وسيطرة كُردية، ويُبدون أولوية لمواجهة «تنظيم الدولة».تصفهم المعارضة بأنهم أعوان لنظام «بشار الأسد»، وتصف المعارضة انتصارات الأكراد العسكرية بأنها انتصارات للنظام السوري، وهو ما ينفيه الأكراد. وقد اشتد الصراع بين الأكراد والمعارضة في المعارك التي شهدتها مدينة حلب الفترة الأخيرة، وفي المقابل دائمًا ما يُطالب كل من روسيا والنظام السوري بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، وتمثيلهم في المحادثات السياسية، وبالأخص محادثات «جنيف 3»، وهو ما ترفضه كلٌّ من تركيا واللجنة العليا للمفاوضات، المُنبثقة عن المعارضة السورية.
هذا وقد يُظهر حرص الأسد وحليفه الدولي الأكبر في الوقت الحالي (روسيا)، على تمثيل الوحدات سياسيًا، مدى صدق اتهامات المعارضة للأكراد، بكونهم يحققون بشكل مباشر أو غير مباشر أهداف نظام الأسد، وانتمائهم للنظام أكثر من انتمائهم للمعارضة، وبالأخص مع احتدام المعارك بين الأكراد والمعارضة في الفترة الأخيرة لقطع طريق الإمداد بين تركيا والمعارضة.
تقارب مُتبادل بين الأكراد وروسيا
يتمتع حزب الاتحاد الديمقراطي الكُردي بعلاقات قوية مع موسكو، ظهرت قوة تلك العلاقات سياسيًا من خلال المطالبة الروسية الدائمة بتمثيل الحزب في المحادثات السياسية، وتُوجت تلك العلاقات سياسيًا بافتتاح روسيا لممثلية لأكراد سوريا في موسكو، في فبراير (شباط) الماضي، بهدف «تعزيز العلاقات بين الشعب الكُردي وروسيا»، وهو ما وصفه الجانب الكُردي بـ«الحدث التاريخي»، وعدّه «خطوة أولى على طريق افتتاح ممثليات لأكراد سوريا في كلّ من فرنسا وألمانيا والسويد والولايات المتحدة، ودول أخرى».أما عسكريًا فقد حققت وحدات حماية الشعب الكردي، انتصارات ملحوظة بحلب شمالي سوريا، على حساب المعارضة السورية، بمساعدة الغارات الروسية الجوية على مواقع المعارضة، ما أفقد المعارضة السيطرة على طرق الإمداد بينها وبين تركيا.
يُعد أحد أهم أسباب توطيد العلاقات الروسية الكردية في سوريا داخليًا، هو العداء المشترك الذي يحمله كل من روسيا والوحدات الكُردية للمعارضة المُسلحة، والتلميح الروسي بشأن تحقيق أحلام الأكراد بحكم ذاتي في سوريا، من خلال الاقتراحات الروسية بتحويل سوريا إلى دولة اتحادية فيدرالية.
أما إقليميًا، فتكمن قوة العلاقات الروسية الكُردية، في العداء المُشترك الذي يحمله الجانبان الروسي والكردي لتركيا، ذلك العداء الذي تأجج مع روسيا، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، بعد إسقاط تركيا طائرة روسية «اخترقت المجال الجوي التركي» بحسب الرواية التركية التي نفتها روسيا. وهو العداء المُشتعل في الأساس بين تركيا والأكراد، والذي بدأ مُنذ حوالي أربعة عقود، لوأد تركيا الأحلام الكردية في تحقيق الحكم الذاتي بتركيا.الأكراد صديق أمريكا المُفضل في سوريا
لن تطأ الأحذية الأمريكية الأراضي السوريةهكذا صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق عام 2013، نافيًا فكرة الدخول البري الأمريكي بالداخل السوري. لكن ما حدث مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، هو قرار الولايات المتحدة «إرسال ما لا يزيد عن 50 مجندًا» من قواتها الخاصة إلى سوريا، وعندما لفت الناقدون إلى تصريح أوباما، بررت إدارته ذلك بأن مهمة العسكريين، ستتمثل في تقديم «الدعم والمشورة»، لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، دون المشاركة المباشرة في الأعمال القتالية الموجهة ضد التنظيم أو غيره.
ومربط الفرس هنا هو مكان تمركز الجنود الأمريكيين، إذ أعلنت الإدارة الأمريكية أن هؤلاء الجنود سيتمركزون شمال سوريا، حيث المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية. ولم يكن موقع نزول الجنود في المناطق الكردية في سوريا مستغربًا، فالولايات المتحدة تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صديقها المُفضل على الأراضي السورية. وتتجه الرواية الرسمية الأمريكية إلى اعتبار الوحدات الكردية «أقوى القوى المحاربة تأثيرًا في سوريا»؛ نظرًا لتمكنها من انتزاع عشرات المدن السورية من يد «تنظيم الدولة».
وتوطدت العلاقة الأمريكية بالأكراد بشكل كبير بعد الانتصار الذي حققوه في 2014، بعين العرب كوباني، ذلك الانتصار الذي تم بتنسيق مباشر بين القيادات الكردية والأمريكية في العمليات الجوية والأرضية. ويُلخص هنري باركي، المحلل السابق للخارجية الأمريكية، والمحلل السياسي لمركز ويلسون للدراسات، طبيعة العلاقة بين أمريكا ووحدات حماية الشعب الكردية، بقوله: «لقد أصبحت أمريكا تمثل القوة الجوية لـ«YPG»، فيما أصبحت الـ«YPG» تمثل القوات الأرضية لأمريكا في سوريا».
وأحد أهم أسباب قوة العلاقة الأمريكية مع الأكراد، هي اتساق ووحدة الكثير من الأهداف والأولويات «المُعلنة» في الحرب السورية، بين أمريكا ووحدات حماية الشعب الكردية. فكلاهما يتوحدان على المحاربة العسكرية لـ«تنظيم الدولة»، وهذا يتسق مع وجهة نظر الغرب عمومًا، الذي يُعارض بشار سياسيًّا ويحارب التنظيم عسكريًّا.
كذلك فإن تلك الأولوية تختلف عن أولوية الكثير من الفصائل المعارضة في سوريا، التي تركز اهتمامها بشكل أكبر على محاربة نظام بشار الأسد، عن محاربة «تنظيم الدولة»، كما أن تلك العلاقة تُرسخ للنظرة الأمريكية والغربية عمومًا، التي ترى في الأكراد عدوًا إستراتيجيًّا للتطرف وما يُسمى بـ«الإرهاب» في المنطقة. ذلك مع الوضع في الاعتبار عدم ثقة أمريكا في قوى المعارضة السورية في هذا الأمر.
وتوطدت العلاقة بشكل أكبر بين الولايات المتحدة والأكراد، عندما زار بريت ماغيرك، ممثل الرئيس الأمريكي بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، عدة بلدات كردية شمالي سوريا سرًا لمناقشة التصعيد العسكري ضد التنظيم في 29 يناير (كانون الثاني) 2016 تزامنًا مع محادثات جنيف.
وبحسب مصادر أمريكية وكردية، فقد وصل يوم الاثنين الثامن من فبراير (شباط)، 20 عسكريًّا أمريكيًّا بطائرة مروحية إلى كوباني، للإشراف على «خطة هجوم مقرر لقوات سوريا الديمقراطية، على مدينة منبج شمال حلب، الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية»، بعدما وصلت طائرتا شحن محملتان بأسلحة وذخائر لقوات «سوريا الديمقراطية».
وفيما يبدو أن العلاقات الأمريكية الكردية اتخذت منحىً أكثر قوة؛ إذ أفادت تقارير صحافية كُردية نقلتها رويترز، بأن أمريكا تبني قاعدتين جويتين في شمالي سوريا، حيث السيطرة الكُردية، في الوقت الذي قال فيه مسؤول القيادة المركزية الأمريكية، إن الولايات المُتحدة لا تسيطر على أي مطارات في سوريا، كما أن تلميح أمريكا بصعوبة أن تستمر سوريا موحدة، قد تُغازل أحلام الأكراد في الاستقلال!
مصدر إزعاج تركيا
على السلطات الأمريكية الاختيار، إذا ما كنت أنا شريكها، أم أن إرهابيي كوباني هم شركاؤهاهكذا صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليقًا على زيارة المسؤول الأمريكي بريت ماغريك لكوباني، بعدما تسربت الأخبار، مُضيفًا في السابع من فبراير (شباط) أن «حزب الاتحاد الديمقراطي (في سوريا) تنظيم إرهابي، هو نفسه حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًّا، من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي». وسأل أردوغان المسؤولين الأمريكيين «كيف يمكن أن نثق بكم؟ هل أنا شريككم؟ أم إرهابيو كوباني؟».
ويمثل الأكراد في سوريا وتركيا مصدر إزعاج كبير لتركيا، نظرًا لأن تركيا لا تفصل بين وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وحزب العمل الكردستاني (PKK)، الذي يقود تمردًا كُرديًا على تركيا مُنذ حوالي أربعة عقود، وتسعى أنقرة لوأده أمنيًا. هذا وتكرر القصف التركي للوحدات الكردية في سوريا، في أكثر من مناسبة، ومع التجاهل الأمريكي للإجابة على تساؤل أردوغان هددت تركيا بإغلاق قاعدة إنجرليك الجوية أمام الطائرات الأمريكية. لكن إن صحّت الرواية الكُردية التي تتحدث عن بناء أمريكا لقاعدتين جويتين شمالي سوريا، فإنها تحسم بشكل كبير الخيار الأمريكي تجاه الأكراد على حساب تركيا، فيما يتعلق بالمشهد السوري على الأقل. ما قد يؤثر على طبيعة علاقة البلدين اللذين يجمعهما حلف الناتو والتحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا ضد «تنظيم الدولة».
علاقة إيران بالأكراد.. تُقربها من تركيا وتُبعدها عن روسيا
تركيا بوابة إيران إلى أوروبا، وطهران بوابتنا إلى آسياهكذا قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، خلال زيارته الأولى لطهران مُنذ توليه منصب رئيس الوزراء. تصريح أوغلو يؤكد شدة حاجة البلدين لبعضهما البعض اقتصاديًا، في زيارة غلب عليها الطابع الاقتصادي، على التطرق للخلافات السياسية بين البلدين، بعدما تعهد أوغلو بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 50 مليار دولار.
ولا يمكن إنكار الخلاف السياسي الكبير بين البلدين وبالأخص في سوريا، فإيران تدعم بشار وتركيا تدعم معارضيه، ولكنَّ الطرفيْن ركزا على «محاربة الإرهاب كونه عدوًا مُشتركًا».
وبالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية القوية التي تجمع البلدين، فهناك اهتمامات سياسية مُشتركة بين أنقرة وطهران، وإن بدت ضيقة النطاق، في بعض القضايا الإقليمية، غير محاربة «تنظيم الدولة»، تتمثل في كون البلديْن يحاربان استقلال الأكراد في إقليم كردستان، في البلاد التي ينتشر فيها الأكراد، وبالأخص في سوريا وتركيا وإيران. ذلك الاتساق في المواقف جعل إيران تُصرّح على لسان رئيسها حسن روحاني، خلال مؤتمر صحافي عقده في طهران، الأحد الماضي، بأنّ «علاقتنا مع روسيا هي علاقات متميزة تقوم على التناغم والتنسيق بين البلدين، وهذا لا يعني أن إيران توافق على أي خطوة تقوم بها روسيا»، فيما يبدو إشارة إلى الرفض الإيراني للمُقترح الروسي بتحويل سوريا إلى دولة كونفدرالية، وبذلك تتوحد أنقرة وطهران على الخلاف مع موسكو وواشنطن، بسبب الأكراد.
المصدر ساسا بوست
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر