أشار
الكاتب الإسرائيلي "جلكي خوري" إلى أن القوة العسكرية لحماس وذراعها
العسكري تسير بوتيرة سريعة وكبيرة كي تصبح قوة عسكرية موازية للجيش
الإسرائيلي.
وأوضح
في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية أن وضع إسرائيل أصبح محرجا الآن بعد
الاكتشافات المتكررة عن قدرات حماس العسكرية والتكتيكية، لذلك تحاول الآن
الخروج من هذا الحرج بشتى الوسائل وعدم الدخول في أي حرب معها قبل التخطيط
لها جيدا.
وإلى نص المقال..
في
يوم السبت الماضي وفي جنازة ثلاثة أطفال ماتوا حرقا في قطاع غزة، ظهر
ثلاثة نشطاء من الذراع العسكري لحماس، وكانوا ملثمين ومسلحين، و حملوا جثث
الأطفال الثلاثة ووقفوا على قبورهم. وكان على رأس المعزين إسماعيل هنية،
الذي لم يضع وقتا.
وفي
الخطاب قال هنية: المصيبة أن قطع الكهرباء وموت الأطفال نتيجة للحصار
المفروض على غزة تشارك فيه إسرائيل والسلطة الفلسطينية معا، حيث هاجمت
إسرائيل منشآت الكهرباء في سلسلة من الحروب ، أما السلطة فلا تدفع المال
لشراء السولار لتفعيل محطات توليد الطاقة.
وفي
شأن متصل, ليس من الصدفة أن يزيد التوتر مؤخرا مع حماس ويصل إلى خطر عام
حقيقي على الطرفين. يتم استيعابه بوساطة المخابرات المصرية والحكومة
القطرية ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط, ولكن التوتر بادر إليه
الذراع العسكري لحماس وله هدف واضح.
فمنذ
عدة أشهر والواقع العسكري في غزة يسجل تقدما جوهريا وملحوظا وهادئا،
فأنفاق حماس تنهار واحدا تلو الآخر، ويدفن تحتها أحيانا مقاتلين من ذراع
حماس العسكري حيث يتدربون فيها, فتواتر ويدور الحديث حول أنفاق داخل غزة
ومحيطها، وأنفاق أخرى هجومية تصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
كما
أن الوسائل التكنولوجية اليوم تسمح باكتشاف أنفاق بعمق متر واحد تقريبا أو
أكثر قليلا، ولكن أنفاق حماس حفرت بأعماق تتراوح بين عشرة وعشرين مترا.
وتفيد أوساط سياسية إسرائيلية بان خبراء من الجهاز الأمني يبحثون عن وسائل
لاكتشاف هذه الأعماق.
وبالفعل،
قبل ثلاثة أسابيع، وعد بنيامين نتنياهو سكان غلاف غزة بأنهم سيكونون امنين
وبلغ شهود عيان في غزة بان جرافات الجيش الإسرائيلي عملت في الأسابيع
الأخيرة بنشاط على الحدود مع إسرائيل وبوسائل تكنولوجية معينة في محاولة
لاكتشاف الأنفاق.
إن
هذه الأنفاق تسمح لحماس بتسجيل انجازين حاسمين. ففي أثناء المعركة تمكنهم
من اقتحام خطوط العدو وإيقاع الخسائر فيه، وفي الحياة العادية وحالة
الطوارئ تمكنهم من اختطاف إسرائيليين وإدارة مفاوضات لتحرير السجناء
مقابلهم.
حماس فهمت منذ وقت بعيد بان إسرائيل ليست كريمة تماما في هذه النقطة، والأسرى الإسرائيليين ستنتج عنهم صفقات تحرير وحسب.
وترى
إسرائيل، أن هذا انتصار من تحت الأرض وخفي عن العيون، لكنه في الوقت ذاته
لديه قيمة كبيرة وثقل في ميزان القوى مع حماس. وفهمت حماس هذا وسعت للحصول
على الثمن من إسرائيل.
ولكن
الثمن كان صوريا، فإطلاق قذائف الهاون والصواريخ كان حذرا ومتدنيا، ولم
يوجه نحو مناطق السكان ولم يستهدف الجنود. ولم يكن ليجر الجيش الإسرائيلي
إلى مواجهة عنيفة، فقط كان هدفه إرسال رسالة إلى القيادة السياسية والجيش
الإسرائيلي, مفادها أننا تلقينا منكم ضربة، ولكن لا تنسوا بان مخازننا
تحوي آلاف صواريخ القسام. صحيح أن تهديد الأنفاق من الممكن أن يتقلص، ولكن
الصواريخ ستبقى تهدد كل مواجهة مستقبلية.
يحدث
كل هذا، في الوقت الذي فيه الساحة السياسية في "إسرائيل" تنتظر تقرير
مراقب الدولة الذي يعنى بمعالجة القضايا السياسية ومواجهة الجهاز الأمني
لأنفاق حماس.
خلف
الكواليس، ودون إنتاج عناوين رئيسة، عمل رجال المخابرات المصرية على لجم
الطرفين ومنع التدهور، لكن الطرفين يرغبان في استعراض عضلاتهما قدر الإمكان
والهدوء الذي وعدت به قيادة حماس جمهورها منذ يوم الخميس، بدأ يتثبت ببطء.
إن
تفاصيل الاتفاقات لم تسرب، وعلى رأسها مسألة هل ستحتمل حركة حماس استمرار
أعمال الجيش الإسرائيلي على جدار الحدود، بضعة أمتار في عمق الأراضي
الغزية؟
إن
مؤشرات العودة إلى الحياة العادية سجلت على الطرفين, ومن تابع الأصوات
التي انطلقت من قطاع غزة الأسبوع الماضي، فوجئ بسلسلة من التصريحات التي
أثنت على اتفاق التهدئة الذي سيتحقق بعد بضع ساعات. وصرح مسؤولون في حماس،
مثل موسى أبو مرزوق وخليل الحية، وممثلون عن الجهاد الإسلامي بأن الهدوء
سيحل.
وقال
موسى أبو مرزوق، أنهم طلبوا من الطرف المصري التدخل لوقف العدوان، ويبدو
أن الرد كان فوريا وعادت الأمور إلى مسارها، ففي غضون ساعات قليلة تم إطلاق
صاروخ آخر نحو الحدود مع إسرائيل، وأقلع سلاح الجو للرد!
فلماذا
رفض الهدوء أن يحل؟!! لذات السبب الذي طرحناه، فيبدو أن القيادة العسكرية
التابعة للقيادة السياسية في حماس ترفض السير على الخط وتتبع سياسة خاصة
بها.
فالذراع
العسكري لحماس، عز الدين القسام، يدير صراعا أمام احد الجيوش الأكثر
تجهيزا في العالم, وإذا كان عليه أن ينقذ شرفه أو يطلق رسالة ردع ـ فان
إسماعيل هنية، وموسى أبو مرزوق ورفاقهما سينتظرون بضعة أيام حتى تحقق
الهدف.
ورغم
الهدوء الموجود على الأرض،لكن هناك من يعتقد أنه ليس أكثر من ضمادة صغيرة
على جرح نازف، البروفيسور شاؤول مشعال، رئيس برنامج الشرق الأوسط في المركز
متعدد المجالات في هرتسيليا يقول:" نحن نسير نحو الجولة التالية بعيون
مفتوحة تماما" ، ويشير إلى أنه يجد في هذه المرحلة توازٍ معين بين غزة
والقدس، فإسرائيل منقسمة ليس فقط اجتماعيا بل وسياسيا أيضا"، ويضيف:"الجيش
يريد خطا معتدلا أكثر براجماتية، ولكن القيادة السياسية تريد الضرب
والحرب، أما في حماس فيوجد التماثل المأساوي ذاته، فالذراع العسكري لديهم
يوازي الذراع العسكري لدينا. فهو يسعى لأن يكون بقوة اكبر, والذراع السياسي
لديهم يوازي أيضا المؤسسة العسكرية في إسرائيل".
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر