ستة
أيام بلياليها لم يعرف الحلبيون معنى النوم أو الراحة، هي أبواب جهنم فتحت
عليهم من كل حدب وصوب إن صحّ التعبير، استخدم النظام خلال ستة أيام جميع
أنواع الأسلحة المتاحة في قتل المدنيين بحلب المحاصرة، يزيد من الوضع سوءً
خروج جميع المشافي والمراكز الطبيّة عن الخدمة نتيجة استهدافهم بشكل مباشر
من قبل الطائرات الحربية والمروحية وسلاح المدفعية التابع لقوات النظام، لم
يبقى إلا سلاح واحد لم يستخدم بحق الحلبيين وإن امتلكته قوات النظام
لاستخدِم منذ زمن بعيد، إلاّ أنّ القنابل النووية متوفرة بكثرة في الأسواق
الروسية، التي أخذت الأخيرة على عاتقها السيطرة على حلب بأي ثمنٍ كان.
السوريّون
في حلب أصبحوا كالسكارى، أمالهم معلقة بين الموت والموت، لا مكان يلجئون
إليه بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل قوات النظام على الأحياء الشرقية،
ولا سامع يستجيب لدعواهم، فقد صمّت الأذان وتحجرت القلوب، ينظر العالم
بأسره إلى ما يحصل في حلب كأنه فلم من انتاج هوليود، ينتهي بانتهاء اليوم،
ليتابعوا الجزء الثاني منه في اليوم التالي، وهكذا تتوالى الأجزاء، لكن ما
يميز هذا الفلم أنه من الواقع الحقيقي، وليس من الخيال الذي تنفق هوليود
ملايين الدولارات ليأخذ شكل المواقع المفترض.
في
حلب سقطت الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وجميع المنظمات الدولية التي
كان شعارها الإنسان، سقطت جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولة حين بات الشعب
السوري يقتل بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، بينما لا تجد حتى من
يستنكر أو يشجب أو يندد، ربما تبحث الجامعة العربية عن مفردات أخرى في
قواميس اللغة العربية، لاسيما أننا نودع عام 2016، أما رأس الأمم المتحدة
لم يعد يقلق كالعادة، يبدو أنّ القلق قد نال من الأخير لاسيما أنه سجّل
رقماً قياسياً في القلق اتجاه المدنيين السوريين، إلاّ أنّه لابأس من النظر
بتمعن على بعض الصور والفيديوهات التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي من
حلب، في البداية ينبغي التحقق من صحتها ومصداقيتها.
جميع
العبارات أقل من أن تصف ما يحدث في حلب، المذبحة، المحرقة، الإبادة، كلها
لا تتناسب مع الوقع المفروض على السوريين في حلب، لا يرى الحلبيون في ذلك
إلاّ تفسيراً واحداً وهو أنّ العالم بأسره أطلق يد الأسد في قتل من تبقى من
أبنائهم ونسائهم وأطفالهم، فهي ست سنوات مرت، لا تنتهي سنة حتى يزيد
النظام من بطشه وقتله للسوريين أكثر من السنة التي سبقتها، فيما اجتماعات
مجلس الأمن مازالت تبحث الوضع في سوريا، ربما الان في حلب فقط، لإيجاد
طريقة ما من شأنها أن تهجر من بقي حيّاً من الحلبيين برعاية ديمستورا.
المصدر مركز حلب الاعلامي
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر