0

حلبة ومصارعون ومشجّعون بملابس جديدة التفّوا حول أرض السباق يطلقون صيحات تشجيع وهتافات ملأت المكان كله بالفرح ابتهاجاً بالضيف القادم.

هذا المشهد مأخوذ من صورة واقعية لأجواء استقبال عيد الفطر السعيد في جمهورية جزر القمر، التي تجري فيها الاستعدادات على قدم وساق لتنظيم لعبة المصارعة الحرة بين "القمريين"، وذلك ليس ضمن بطولة أو مسابقة كما جرت العادة.

فجرز القمر وغيرها من الدول العربية والإسلامية ارتبطت بطقوس يمكن أن توصف بالغريبة؛ نظراً لكونها تخالف التقاليد المتعارف عليها في استقبال أعياد المسلمين.

ويرتبط العيد في الاتحاد القمري بممارسة لعبة المصارعة الحرة، التي تبدأ مع أول أيام العيد، حيث تُقام المنافسات بين مصارعين مرشّحين من مناطق ومجموعات واتحادات مهنية مختلفة، للتنافس على كأس بطل المصارعة.

Nuba-wrestlers_Rita-Willaert_Flickr

المنافسة تجري على مستوى الجزر الثلاث: أنجوان، وموهيلي، وجزيرة القمر الكبرى، في مشهد يجذب جماهير غفيرة من الرجال والنساء على مدار أيام العيد الثلاثة.

ليس ذلك وحسب، فـ "القمريون" يتميّزون بعادات غريبة أخرى؛ كإعطاء الكفّ مثلاً، وذلك في إشارة إلى طريقة إلقاء التحايا وتبادل التهاني والتبريكات في العيد.

وتُعتبر هذه العادة من أشهر العادات المرتبطة بجزر القمر، حيث يقوم المسلمون بتقديم التهاني للأقارب والأصدقاء، إذ يسأل كل قمري الآخر: هل أعطيت فلاناً اليد؟ بمعنى هل هنّأته بالعيد؟

وينتهز أهالي جزر القمر هذه الأيام أيضاً لإقامة حفلات الزواج والخطبة، كما يسمح أرباب الأسر القمرية لبناتهم بالخروج في العيد على غير العادة، حيث لا تخرج البنت العزباء من بيت أبيها إلا في العيد وللزواج.


نيجيريا.. عيد في الأدغال

وفي القارّة السمراء وليس بعيداً عن جزر القمر، تعيش نيجيريا طقوساً مختلفة أيضاً في أيام عيد الفطر، وتنشط خلالها مواكب الأمراء والسلاطين التي باتت مرتبطة بأجواء استقبال الأيام المباركة.

وعلى اختلاف لهجاتهم ينطلق النيجيريون لأداء صلاة عيد الفطر وسط الأدغال وهم يرتدون الأزياء الموحّدة، بصحبة الأطفال والنساء بملابس جديدة وموحّدة الأشكال أيضاً.

ومن بين المظاهر المميزة لعيد الفطر في نيجيريا ما يُعرف بمواكب الأمراء والسلاطين، وهي عادة ينتظرها الشعب النيجيري المسلم وغير المسلم؛ فيقفون على جنبات الطريق لمشاهدة مواكب أمير المدينة، التي تضمّ وزراءه وأعوانه.

هذه المواكب تسير في الطرقات إلى جانب فرقة من الفنانين لتسلية الأمير في طريقه إلى المسجد، وتعلو الشوارع أصوات الموشّحات والمواويل الشعبية.

ويفضّل المسلمون النيجيريون في مناطق الأدغال والقرى والريف ارتداء الأزياء الموحّدة والذهاب للصلاة في الخلاء وسط الأشجار، في جوٍّ مميز تغلب عليه الفرحة.


إطلاق نار في الصومال

يجري استقبال العيد في الصومال بصورة مختلفة تماماً؛ إذ يتم إطلاق النار بعد التأكّد من رؤية الهلال، وهو نفس ما يقومون به مع قدوم شهر رمضان.

وفي صباح يوم العيد الأول وبعد الفراغ من الصلاة تبدأ الزيارات، فينصرف الناس إلى منازلهم وتبدأ الزيارات المتبادلة فى كل الأحياء، وتُقام حلقات الذكر والمديح النبوي، حيث يغنّي فيها علماء الطرق الصوفية.

ومن العادات الغريبة في الصومال "أكل البن"، حيث يتم إعدادها مقليّة بزيت السمسم، وتؤكل "بالعنبولو"، وهي عبارة عن ذرة مخلوطة بالفول المحلّي بعد طبخهما جيداً قبل تقديمها إلى المحتلفين بالعيد.

أما الحلويات المشهورة في العيد الصومالي فهي ما يُعرف هنا باسم الـ"إعن"، و"شوشومو" وهما نوعان من الحلويات المحلية التي يتم تقديمها مع القهوة.

اليمن وحرق الحطب

من أغرب العادات والتقاليد في اليمن جمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية لتُحرق ليلة العيد، وذلك تعبيراً عن حزنهم برحيل رمضان وفرحهم باستقبال العيد.

وعند أهل القرى تجري أعمال نحر للذبائح وتوزيع لحومها على الجيران والأصدقاء، كما أنهم يجلسون في مجالس طوال أيام العيد لتبادل الحكايا وإقامة الرقصات الشعبية والدبكات.

ومن العادات التي تميِّز اليمنيين جائزة يجعلها المجتمع اليمني عن صيام رمضان تُعرف محلياً باسم '"جَعَالة العيد"، وهي ما زالت علامة لازمة للمنازل في اليمن.

و"جعالة العيد" عبارة عن أنواع وأصناف مختلفة من المكسرات تشمل الزَّبيب واللوز ولبّ القرع والفستق، إضافة إلى أنواع مختلفة من الشوكولاتة والمشروبات المستوردة، في حين يحتلّ الكعك المنزلي مكانة رئيسة في "الجعالة".

162-e1426848677241
السودانيون يزورون المرضى

وبطريقة مختلفة يستعدّ الأهالي في السودان من منتصف شهر رمضان المبارك لاستقبال العيد، ويقوم البيت على قدم وساق للاستعداد للمناسبة العظيمة، حيث تُعدّ أصناف الحلوى بكميات وافرة.

ومن أهم العادات الأخلاقيّة للسودانيين في العيد أن يتوافد رجال الحيّ في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار، كل يحمل إفطاره، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن.

وعيد الفطر هو الأبرز لدى المسلمين، ويحتفلون به في الأول من شهر شوّال من كل عام على مدار ثلاثة أيام، وسُمّي بذلك لأنه خاتمة شهر رمضان الكريم.

المصدر الخليج اون لاين

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top