Latest News

0
بقلم / محمد النجار
نستطيع أن نقول الآن بأنه قد فشل السيسي ونجح الإخوان المعادلة بسيطة وقد قرأها الإخوان بعناية أذهلت مدبري الفتن والمكائد من الصهاينة والعلمانيين الذين كانوا يعولون على أن إقصاء الإخوان لمدة نصف قرن عن المناصب القيادية لابد وأنه أفقدهم التوازن فكريًا فيما يختص بقيادة الدولة وأساليب الحكم.
ومن هذا المنطلق صيغت المعادلة التي اقتنعوا بها وتمكنوا من إقناع الكثيرين بها خارج مصر وداخلها.
نترك للإخوان فرصة الحكم فيكون ذلك حبلاً نخنق به تاريخهم بعد أن يفشلوا أو يُفَشَّلوا.
وقد برهن الإخوان على أنهم يفكرون بشكل استراتيجي أكثر بكثير من دعاة الإستراتيجية الذين دأبوا على محاولة إقناعنا بأنهم أسياد الفكر الإستراتيجي ومنظروه.
لم يرفض الإخوان الحبل وأمسكوا به وكانوا الأسرع في لفه على رقبة خصومهم.
فقد ابتعدوا تمامًا عن الطريق الذي كان غرماؤهم يتوقعونه، ولم يجنحوا إلى الإنتقام والإنفراد بالحكم.
وبرغم استماتة الإعلام المضلل في محاولة تأكيد مزاعم الأخونة والبلطجة السياسية، إلا أن دليلاً واحدًا لم يظهر حتى اليوم على ذلك، وبدأ الشعب الذكي في فك طلاسم الوضع السياسي المفتعل  وبدلاً من أن يسقط الإخوان في حفرة إفلاس مصر التي انهك خصومهم أنفسهم في حفرها، تعجل خصومهم الأمر بعد أن فاجأهم الرئيس محمد مرسي بقرارات إصلاحية جذرية هددت وجودهم بالكلية.
هذا فضلاً عن أن محاولات إغراق مصر قد فشلت وظهرت بوادر خروجها لأول مرة منذ انتهاء عصر المماليك من القمقم.
وحين جال الرئيس جولته في مجموعة البريسكا (الصين والهند وروسي والبرازيل وجنوب أفريقيا) بدا واضحًا أن الخطة الأمريكية لتركيع مصر سياسيا واقتصاديا قد باءت بفشل ذريع، وأن الإخوان كانوا أذكى من أن يقعوا في براثن الوهم الأمريكي وأداروا ظهرهم لأمريكا بالكلية، وبدأ الطفل اللقيط الصهيوني يصرخ ويندب حظه ويتوقع زوالا قريبًا.
بل إن الرئيس محمد مرسي قد نجح في أن يخطو خطوة حصيفة عندما تمكن من استمالة دول أوربية لأن تدور معه خارج الفلك الأمريكي، ودخلت ألمانيا بقوة في اتفاقات صناعية خاصة في مجال الطاقة مع مصر.
وتمكن من تخطي العقدة النفسية التي زرعها لنا نظام مبارك من التفكير في دخول عالم الذرة  وتمكن من عقد اتفاق مع روسيا لبناء مفاعلات نووية واستكمال المشروع الننوي السلمي المصري وتطوير حقول اليورانيوم المصرية المهملة بشدة في نظام ما قبل 25 يناير 2011، ولقد كان مجرد الحديث عن منطقة الضبعة يعد شيئًا من الموبقات السياسية التي يمكنها أن تثير غبارًا لا يبقي ولا يذر.
بكل بساطة تمكن الرئيس من عقد اتفاق نووي بزيارة واحدة حاول الإعلام المضلل أن يظهرها بالفاشلة بينما تزن مئات الزيارات التي قام بها جمال عبدالناصر والسادات للحصول على أسلحة دفاعية فيما سبق.
حقًا إنه يجيد اللعب مع الكبار.
وبنجاح تحركات الرئيس محمد مرسي على الصعيد الدولي وتمكنه من بناء جبهة مصالح مع دول لم يعرها من سبقوه اهتماما، مما أدى إلى استماتة بلد مثل البرازيل في انتقاد الإنقلاب وبلد مثل جنوب أفريقيا التي تمكنت مع بلدان أفريقية أخرى من طرد حكومة الإنقلاب من المحافل الإفريقية كلها.. أدرك أعداء مصر أن الإخوان ليسوا لقمة سائغة وأن استمرارهم أكثر من ذلك سيكون كفيلاً بإخراج مصر من القمقم وهو ما يعني نهايتهم في الداخل والخارج. وكان الإخوان يدركون كل ذلك، ويدركون أن خروجهم من الحكم ليس مستحيلاً، وأن توقعاتهم قد صدقت وحان الوقت لوضع الخصم في نفس المأزق.
وما فغله الإنقلابيون من تدميرٍ في اقتصاد مصر هم يحصدونه اليوم لا الإخوان.
واليوم وكل يوم تخرج جموع المحتجين والمعتصمين والمضربين والمطالبين بحقوق تضخمت في وقتٍ تدنت فيه الدولة على كافة المستويات.
لقد انكشف الإنقلابيون وظهرت سوآتهم بعد أن أكلوا مرة أخرى من شجرة السياسة التي من المفترض أن روح الثورة قد حرمتها عليهم، ولم يعد سوى طردهم من جنة الحكم إلى كبد السجون بما كسبت أيديهم هم وشياطينهم.
إن إقالة الببلاوي وحكومته ومن بعدها تصريح السيسي التقشفي يؤكدان السقوط المدوي لحكومة الإنقلاب التي لا تجد حلاً سحريًّا ولو لمشكلة واحدة من المشاكل التي تعامل معها الرئيس محمد مرسي بإدارة واعية تحت ضغوط خارجية وداخلية متصاعدة.
لقد بدأت حكومة الإنقلابيين تلفظ أنفاسها الأخير، ويظهر ذلك جليًّا في تزايد وتيرة الإحتجاجات يوماً بعد يوم، وتردي الأوضاع والدخول فيما يؤكد على زيجوت ثورة جياع في رحم الأحداث ما لم تسبقها الحركات السياسية التي تقودها جماعة الإخوان بإزاحة هذا النظام الإنقلابي الذي بات ينتظر رصاصة الرحمة.
المشكلة هي أن الإخوان لا يحبون الرصاص ولو كان رصاص رحمة كما يسميه الغرب ولا نوافقه في مسماه.
لقد دخل أدعياء السياسة بكل أطيافهم مرة واحدة في نفق مظلمٍ من الإنتحار السياسي، وليس أمامهم سوى الإذعان بأن دعوة استمرت ثمانين عامًا وتجددت بعد كل كبوة لتقوم أقوى وأوعى مما سبق، ليست لتهزمها دعايات كاذبة يظهر الزمن القريب كذبها ولا قوة عسكرية لا ترتكز إلى مصداقية حقيقية ولا ولاءٍ للوطن الذي ينزف المال من أجل أن تبقى لتزود عن الوطن فإذا بها تحتله بأسوأ ما يكون الإحتلال  وكأنها تطبق المثل القائل: سمن كلبك يأكلك.
لقد كان أعجب ما في الأمر هو الإستهانة الواضحة من الغرب بالشعب المصري وممثله من الإخوان.. فاختيار شخصية متواضعة التفكير مثل السيسي ليقوم بتنفيذ أجندتهم يمكن تبريره لو حدث قبل مائة عام، ولكن أن يحدث اليوم في عصر التقنيات ومع الصحوة الإسلامية والوعي السياسي لشباب الأمة، هذا شيء غريب حقًا يؤكد على ضحالة ما لدى الأمريكيين من معلومات عن مصر وشعبها، وأنهم كأي أمة سبقت واستهانت بمصر فلاقت الذل على يديها. نعم.. فغباء هذا الرجل يجعلنا نعجب كيف ترقى في هذه المناصب العسكرية والمخابراتية والسياسية.. وإلا فكيف يظهر على الشعب وهو يغلي ليخبره بأنه يجب أن يتقشف بينما يغدق الأموال بغباء على الشرطة والعسكر وأذناب القضاء؟
بل إن الغباء لا يقتصر عليه وحده، وإنما على حفنة الإنقلابيين كاملة، فالأموال التي أغدقتها دول الخليج الثلاثة أو محور الشر الخليجي (السعودية والإمارات والبحرين) على الإنقلابيين كانت كافية لحل مشكلة مصر الإقتصادية ومن ثم يظهر الإنقلابيون بشكل المنقذ مما قد يساعدهم على تكريس ادعاءاتهم ضد الإخوان.
لم يحدث شيء من ذلك، بل تمادوا في إظهار ولائهم للنظام الذي ما كانت الثورة إلا لإنهائه.
يكاد الإسفاف يزكم الأنوف حين تسمع باختراع يقضي على أكبر مرضين معاصرين وأكثر أمراض التاريخ صعوبة، بينما الحقيقة هي دخول الجيش مجال الشعوذة وكأنه ضمن غباء الشعب وتخلفه.
نقول كان من الممكن أن ينجح ذلك قبل مائة وخمسين سنة.. فهل من المعقول أن ينطلي ذلك على من عنده عقل؟
وإذا كانت البعرة تدل على البعير، فإن اختراعا كهذا لو كان صادقا لرأينا العالم كله ينتفض، ولجاءت جائزة نوبل وحتى أوسكار وكأس العالم تتهادى تحت قدمي عبقرينو مصر العجيب.
نصل إلى نقطتنا الأساسية وهي أن الإخوان اليوم يستعيدون الشرعية ومعها معلومات لم يكن يحلم أحد بمعرفتها، ولقد كسب الإخوان ما هو أهم من الشرعية ذاتها، ألا وهو الشعب مانح الشرعية ومانعها بقدر الله ومشيئته. نحن سعداء بأن الله تعالى قد أتم نعمته علينا وحقق سنته التي لا تتبدل ولا تتحول حين ماز الخبيث من الطيب فصار الكل على بينة والحق سارب.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

Emoticon
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.

 
Top