0
من المفترض أن البلاد تمر الآن بفترة انتخابات رئاسية ولكن أحدا لا يشعر بوجودها ، ولا يتحدث عنها أحد إلا لماما فى الصحف السرية المسماة قومية . حتى المرشحين لا يتحدثان عن الانتخابات ! ولايقومان بأى جولات . الصباحى الحزين أصبح بدون ناصريين الذين تركوه وانضموا إلى السيسى وهم متسقون أكثر منه مع أنفسهم لأن من أيد وشارك فى " ثورة " 30 يونيو المجيدة لايجوز له أن يترشح ضد قائدها ، خاصة بعد ما ارتفع إلى مستوى المخلص والرسول ، وهو بطل قومى وفقا لتعبير " الزعيم " الصباحى فكيف يتسنى له أن يترشح ضد بطل مصر القومى ؟ هذا عمل غير وطنى وغير ثورى وغير أخلاقى . الصباحى يأخذ فى دنيته على قد نيته فكما يقول الله عز وجل (ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ) . وتذبل صورته كمناضل ثورى ويكسب الظهور الاعلامى والشهرة والعنظزة الفارغة ، والسيارة الفخمة والبودى جارد . وحوله مجموعة من النكرات من المؤكد أنه اشتراهم بالفلوس .
أما السيسى فبعد أن رفض شعار الأسد وكان معدا له ، عاد وجزع منه بعد هشتاج العر..  لأنه كان من المؤكد أن ابن زوجة الأسد كان سيكون شعار الهاشتاج القادم كما اعلن نشطاء على الفيس . لذلك رضى السيسى من الغنيمة بشعار العر... والواقع إن السيسى حتى الآن لم يعلن له عن شعار ، ويبدو أن هناك لجنة تفكر له فى اختيار الشعار المناسب بعيدا عن الحيوانات . ومن تفاهة حملة حمدين أنها تطالب بشعار النسر وهو غير موجود فى القائمة حتى الآن ، وكأن هذه هى المشكلة . فى أمريكا شعار الحزبين : الحمار والفيل ، ليست هذه هى القضية يا مرشحى ثورة 30يونيو المجيدة .
ويقول تامر أبو عرب على الفيس بوك :
لم يظهر السيسي في حوار تليفزيوني حتى الآن، لا ينوي حضور مؤتمراته الانتخابية، يدرس التحدث إلى ناخبيه بالفيديو كونفرانس، زار الكنيسة صباحا لتهنئتها بعيد القيامة حتى لا يضطر إلى زيارتها بين الآلاف في المساء، لا ينزل إلى الناس بل يطلب صعود من يرضى عنهم إلى فيلته، يقابل «كومبارس» ومذيعة مغمورة على أنهم مبدعي مصر، ويلتقي العمد والمشايخ المرضي عنهم أمنيًا.
يبحث السيسي عن رمز انتخابي. ربما لا يجد بين الرموز ما يعبر عنه، لكن الأمور أبسط مما يتصور، فكما وافقت اللجنة العليا على إدراج رمز النسر بطلب من حمدين صباحي، يمكنه أن يتقدم بطلب إلى اللجنة لتدرج رمز «طاقية الإخفاء».
السيسي مرشح الدولة ومرشح الدولة لا يخسر. يكون مجرد واجهة لشبكة متداخلة من المصالح المحلية والإقليمية والمؤسسات ورجال الأعمال، ودائما يدعمه الجيش والأجهزة البيروقراطية والسيادية، ولا ينافس إلا مرشح حالم، أو معارض مستأنس، أو لا ينافس أحدا.
ترفع الدولة شعار «عاوز ديمقراطية؟ خد»، تمنحنا طقوس الديمقراطية ولا تمنحنا ديمقراطية، لا تحرمنا من الوقوف في الطوابير ووضع الأوراق في الصناديق والتصوير بأصابع يلونها الحبر الفسفوري، لكنها لا تسمح بالاختيار إلا من بين بدائلها ولا بالحراك إلا في الدائرة التي ترسمها.
يتصورون أن ترشح أكثر من واحد للرئاسة يكفي لتأكيد نزاهة الانتخابات، لكن انتخابات يخوضها وزير دفاع خلع بدلته العسكرية قبل أسابيع، ويؤكد الوزراء والمحافظون والمسؤولون يوميًا تأييدهم المطلق له، كفيلة بأن تقتل نزيهة شخصيًا بجرعة غيظ زائدة.
هي منظومة متكاملة تقدم الدولة خلالها في كل انتخابات مرشحين، أحدهما وجوده ضروري ليكسب، والآخر وجوده ضروري ليخسر، لكن الحقيقة الأكيدة أن كليهما مرشح الدولة.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top