0
بعد قليل من البحث يتبين لك أن الصورة المنسوبة إلى مؤسس جماعة الإخوان المسلمين "حسن البنا"، وهو يقبل يد الملك عبدالعزيز آل سعود، التي اعتادت صحف خليجية نشرها هي صورة مفبركة.
فإن بعض الصحف الخليجية نشرت صورة تدَّعي فيها أن الإمام البنا يقبل يد ملك السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، وهذا لم يحدث أبدا.
وهذه الصورة ليست صورة الأستاذ البنا، وأن الفبركة واضحة فيها، وأنها تتضح –خاصة- في يد الأستاذ البنا.
وكانت صحف مصرية ردت على الانتقادات الحادة التي وجهها سياسيون ودبلوماسيون إلى صعود عبدالفتاح السيسي (قائد الانقلاب ورئيس مصر بعد انتخابات صوريةٍ مزورة) إلى طائرة العاهل السعودي الملك عبدالله التي حطت بمطار القاهرة يوم الجمعة 20 حزيران/ يونيو 2014، دون أن يكلف العاهل السعودي نفسه عناء النزول منها ،لعقد لقائهما باستراحة المطار، كي يُعد مجيئه زيارة لمصر فعلا.
وقد ثارت تساؤلات حول كون الطائرة أرضا سعودية، وبالتالي يكون صعود السيسي إليها هو من قبيل أنه ضيف على العاهل السعودي، على الأرض المصرية، وليس العكس، مما يمثل إهانة بالغة لمصر، ومكانتها.
وزعمت الصحف المصرية أن من يردد هذا الكلام هم الإخوان المسلمون، ودافع إبراهيم عيسى عن "قمة الطائرة"، وهو الوصف الذي أطلقته عليها جريدة "الشروق"، فقال:" إن ما أقدم عليه السيسي أمر استثنائيّ بحكم الظروف الصحية للعاهل السعودي".
ونكاية في الإخوان، ودفاعا عن السيسي، قام ناشطون مناوئون للإخوان بنشر الصورة السابقة للأستاذ البنا، وهو يقبل يد الملك عبدالعزيز، وهو أمر لجأت إليه الصحف الخليجية أيضا، خاصة جريدة "الشرق الأوسط" التي تعمدت نشر الصورة صبيحة زيارة الرئيس المدني الدكتور محمد مرسي للمملكة العربية السعودية فور توليه رئاسة البلاد في أول زيارة خارجية له.
إن التاريخ يؤكد أن هذا اللقاء لم يحدث أصلا؛ لأن الأستاذ البنا لم يتقابل مع الملك عبدالعزيز إلا في نوفمبر عام 1945م في أثناء رحلة الحج التي أقام فيها الملك مأدبة غداء للأستاذ البنا والبعثة المرافقة له، وبعض الشخصيات الإسلامية الأخرى، وكان الأستاذ البنا يرتدي ملابس الإحرام، وقت الشعائر وجلبابا  أبيضًا وعباءة، وذلك بعد ما أنهى إحرامه، وهذا ما هو واضح من جميع الصور التي التقطت له في رحلة الحج عام 1945م.
ثم أنه حينما زار الملك "عبدالعزيز" مصر في عام 1946 لم يقابله الأستاذ البنا ،لكن نظمت جوالة الإخوان عرضا بقيادة الأستاذ "سعد الدين الويلي"، وكان أضخم الاستعراضات، حيث زار الملك عبدالعزيز( الإسكندرية وأنشاص والزعفران والمحلة الكبرى)، ولم يناظره سوى الاستعراض الذي نُظم بمناسبة نجاة الملك فاروق في حادث القصاص.
ومما يؤكد هذا الأمر طبيعة الأستاذ البنا التي أبت أن ينحني حتى أمام الملك فاروق ملك مصر وقتها، إذ يقول محمود عبدالحليم: "حينما كنا في معسكر الدخيلة عام 1938م زار الملك فاروق الإسكندرية ،فكان لزاما على الأستاذ البنا أن يخرج بالجوالة لاستقباله في المسجد، ومن المتعارف أنه إذا تقابل مع الملك أحد فإنه ينحني له، فجلس الإخوان يفكرون كيف يخرجون من هذا المأزق، فاقترح أحد الإخوة أن يرتدي الإمام البنا لباس الجوالة، ويخرج بفريق الجوالة، ويقابل الملك، ويعطيه تحية الجوالة دون انحناء، وهو ما تم، وخرج الأستاذ البنا وإخوانه من هذا الأمر بهذا المقترح".

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top