0
تصور أن يأتيك اتصال هاتفي من جيش الاحتلال الإسرائيلي يأمرك بإخلاء بيتك، لقصفه بعد 10 دقائق، تخيل معي، 10دقائق، ويتم محو تاريخك الصغير عن سطح الأرض، هداياك وصور الأخوة والأبناء، أشياؤك التي تحبها، كرسيك، كتبك، آخر ديوان شعر قرأته، رسالة من أختك المغتربة، ذكرياتك مع من أحببت، رائحة الفراش، عاداتك في ملاطفة الياسمينة من الشباك الغَربي، مشبك شعرِ ابنتك، دفء المقعد، ملابسك القديمة، سجادة الصلاة، ذهب الزوجة، "تحويشة" العمر..

كل هذا يمر أمامك في 10دقائق، هذا الوجع يمر عليك ويصيبك بالدهشة، ثم تأخذ أوراقك الثبوتية في علبة الحلو المعدنية، وتخرج لتموت ألف مرة، أو ترفض الخروج لتموت مرة واحدة".

هذه الرسالة المؤلمة بحروفها القليلة ومعانيها الكثيرة ، تلخص انتهاء حلم عمره عقود في دقائق معدودة ، تحكي حال كل مواطن أصبح منزله أثرا بعد عين بفعل القصف الإسرائيلي.

ودمر الجيش الإسرائيلي بطائراته الحربية من نوع إف16، أكثر من 130منزل تدميرا كاملا ، منذ بدأ العدوان على قطاع غزة قبل أربعة أيام ، وأحدث أضرارا بالغة في عشرات المنازل المحيطة.

شهداء عائلة الحاج بخانيونس


وغالبا ما يهاتف الجيش الإسرائيلي صاحب المنزل طالبا منه إخلاء المنزل خلال 10 دقائق قبل أن تسويه طائرة حربية بالأرض ، وحدث أن تم تدمير عدد من المنازل دون تنبيه أهلها الأمر الذي أودى بحياة عائلات بأكملها ، كما هو حال عائلتي النواصرة وشلط وسط قطاع غزة وعائلة الحاج في خانيونس جنوبا.


يقول أنس ، الذي دمرت طائرة حربية منزله في شمال قطاع غزة، إنه تلقى رسالة إسرائيلية تطالبه بإخلاء منزله وكان خارجا منه بعيدا عنه، مشيرا إلى أنه حاول الاتصال بوالده في البيت دون رد ، فما كان منه إلا أن اتصل بأحد جيرانه الذي أوصل الرسالة لأهله.

يضيف: خرج الأهل في آخر لحظة وحدث التدمير ، مشيرا إلى أنه لو تأخر أهله دقيقة واحدة لكانوا في عداد الموتى مؤكدا أن المنزل دمر بكل محتوياته ولم يخرج الأهل إلا بما يسترهم وأوراق رسمية هامة.

أما أم محمد التي وقفت فوق أطلال بيتها المدمر ، قالت إنهم يدمرون حجارة لكنهم لن يكسروا فينا الإرادة ، هذه ضريبة الحرية والتحرير ، فدا لله وللمقاومة والوطن.
صمود


وحاول المواطنون الضغط على الجيش الإسرائيلي لوقف سياسة هدم البيوت من خلال التجمهر فوقها ، كما حدث مع منزل عائلة كوارع في خانيونس جنوب قطاع غزة والذي وصل صاحبه تحذيرا بضرورة إخلائه تمهيدا لتدميره ، إلا أن الجيش الذي تجرد من كل إنسانية وتجاوز كل حدود القانون الدولي، أغارت طائراته الحربية على المنزل المليء بالمدنيين المتضامنين، فدمرته وأوقعت أكثر من 7 شهداء من العائلة والجيران وعشرات الإصابات.
بيت كوارع قبل التدمير

البيت بعد التدمير



واستغل الجيش الإسرائيلي جديته في تدمير المنازل بعد الاتصال بأصحابها ، للتأثير على معنويات الفلسطينيين الذين شكلوا حاضنة قوية للمقاومة ، وأجرى عدة اتصالات عشوائية على منازل مواطنين عاديين يطالبهم بإخلاء منازلهم حتى وصل الأمر إلى المطالبة بإخلاء أحياء كاملة ومطالبة سكان الحدود بالذهاب إلى مركز المدينة كما حدث في رفح أقصى جنوب القطاع دون أن تجد مطالباته آذانا صاغية.

وقالت وزارة الداخلية في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي أغاظه تماسك وقوة الجبهة الداخلية والناس تمارس حياتها بشكل طبيعي بالرغم من جرائمه البشعة وإرهابه ، الأمر الذي دفعه إلى شن حرب نفسية ضد المواطنين في غزة من خلال بث رسائل صوتية بعشرات الآلاف على هواتف المواطنين يطالبهم فيها بإخلاء منازلهم وإلقاء منشورات من الطائرات.

وأكدت أن العدو الإسرائيلي "سيفشل مجددا، فالشعب الذي لا تخيفه القذائف والصواريخ والإرهاب، لا يمكن أن تخيفه مثل هذه الوسائل الضعيفة.

وأشادت الوزارة " بالصمود الكبير لأبناء شعبنا في قطاع غزة" داعية إلى "عدم التعاطي أو التجاوب مع كافة الرسائل التي يبثها الاحتلال الإسرائيلي ويعمم من خلالها أرقام هواتف للتواصل معه، وتؤكد الوزارة أن الأجهزة الأمنية تتابع كل ما يقوم به الاحتلال بهذا الشأن

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top