0
"الإعتكاف" في مساجد مصر بإذن الداخلية
أصبح إحياء سنة "الاعتكاف" في مساجد مصر خلال شهر رمضان المبارك، أو العشر الأواخر منه على الأقل، أمرا محفوفا بشروط ومحاذير أمنية صادرة عن وزارة الأوقاف التي حددت المساجد المسموح وغير المسموح بالاعتكاف فيها، كما طالبت الراغبين بتقديم طلبات للاعتكاف.

"الاعتكاف بشروط"
كانت وزارة الأوقاف في مصرقد أعلنتفي وقت سابق عن ضوابط جديدة للاعتكاف خلال شهر رمضان المبارك وقت سابق أنها خصصت 3300 مسجد على مستوى الجمهورية لإقامة الاعتكاف من إجمالي أكثر من 120 ألف مسجد تشرف عليها ويقتصر على المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة دون الزوايا والمصليات على أن يكون بإشراف أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر الشريف أو خطيب مصرح له.
وأشترطت الضوابط الجديدة أيضا أن يكون المعتكف من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد، وأن يكون معروفا لإدارته، وأن يسجل اسمه لدى المشرف على المسجد قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل.
وفي هذا السياق، كانت عبارة "هل صليت على النبي اليوم؟" التي انتشرت بشكل واسع في الأماكن العامة في مصر قد قوبلت بحملة من السلطات المصرية، واعتبر وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة انتشارها "دون سبب واضح أمرا مريبا وخبيثا".
واعتبر مسؤولون انتشار هذه العبارة "تكريسا للطائفية"، ورأوا فيها "عنوانا لمؤامرة"، كما دشنت الداخلية المصرية حملات أمنية للقضاء على هذه "الظاهرة".
ويأتي مجمل هذه الإجراءات ضمن مجموعة قرارات اتخذتها السلطات المصرية منذ الثالث من يوليو الماضي لإحكام سيطرتها على المساجد، كان آخرها قانون أصدره الرئيس السابق المؤقت عدلي منصور، بحظر اعتلاء المنابر على غير الأزهريين أو المصرح لهم من وزارة الأوقاف، وهو ما أدى إلى توقف الصلاة في مئات المساجد بالقاهره.

"غضب شعبي من قرارات وزاره الاوقاف"
سادت حالة من الغضب بين المصريين الذين اعتادوا الاعتكاف في المساجد الأهلية طيلة السنوات الماضية بعدما أصدرت وزارة الأوقاف تعليمات بمنعهم من ذلك، وقصره على المساجد الكبيرة التابعة لها.
ورفض كثير ممن اعتادوا اعتكاف العشر الأواخر من رمضان تقديم صور هوياتهم الشخصية إلى أئمة المساجد للحصول على ترخيص، معللين ذلك بأنه سيتم إرسالها إلى جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة) سابقا.

"الاوقاف تحذر"
حذرت الوزارة في بيان لها من "محاولة الخروج بالاعتكاف عن أجوائه الإيمانية والتعبدية إلى أي توظيف سياسي أو محاولة استغلاله لأغراض حزبية أو ترتيبات انتخابية".
وأكد رئيس القطاع الديني بالوزارة الشيخ محمد عبد الرازق أنه "سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه أي تجاوز أو مخالفة، وأنه لا تراجع عن الضوابط التي وضعناها لتنظيم الاعتكاف في المساجد وذلك لإحكام السيطرة على المساجد وضبط الخطاب الدعوي".
وأضاف عبد الرازق في تصريحات صحفية أن كلا من إمام المسجد ومفتش المنطقة ومدير الإدارة ومدير المديرية التابع لها المسجد مسؤولون مسؤولية كاملة عن متابعة الاعتكاف.

" أمر مرفوض"
أكد الشيخ مختار عودة من علماء الأزهر الشريف أن منع الاعتكاف بأي مسجد "مرفوض لأنه تعدي على حرمته وقدسيته التي يستمدها من كونه بيت الله، ولا يجوز لأحد أن يمنع أحد المسلمين من دخوله أو الاعتكاف فيه فضلا عن أن يتم استصدار ترخيص بذلك".
ورفض الذين اعتادوا الاعتكاف في مساجد -كانت تشرف عليها الجمعيات الشرعية وبعض المساجد الأهلية- الحصول على ترخيص، قائلين إن ذلك يُعد صدا عن سبيل الله.
وفي تعليقه على تلك الإجراءات  قال عضو الدعوة السلفية بمنطقة الهرم سيد سلام "إن الحكومة الحاليه وضعت ضوابط تعسفية للاعتكاف خلال شهر رمضان ومنعته بالمساجد الأهلية التي كانت تشهد اعتكافا على مدى عشرات السنين الماضية، كما أعطت الضبطية القضائية لمفتشي الأوقاف لتحرير محاضر لمن يخالف ذلك، وهو ما يُعد منعا لإعمار المساجد ومنع المصلين من ذكر الله فيها".
حسين سعيد رئيس أحد فروع جمعية أنصار السنة المحمدية بالجيزة فيرى أن قرار الضبطية القضائية الذي أصدرته وزارة الأوقاف من شأنه أن يجعل أئمة المساجد "مخبرين لجهاز الأمن الوطني، ولذلك فإن الجميع يرفضون تقديم هوياتهم الشخصية لأئمة المساجد ويفضلون عدم الاعتكاف على القيام بذلك".
وقال عيد نجم -الذي اعتاد على الاعتكاف- إن قرار الأوقاف بمنعه في المسجد القريب من بيته كونه مسجدا أهليا جعله يتخلف عن هذه السنة النبوية التي لم يتركها طيلة العشرين سنة الماضية.
كما حكي المواطن أحمد خضر عن تجربته، موضحا أنه ذهب للاعتكاف بالمسجد القريب من بيته بمنطقة الهرم فطلب منه إمام المسجد صورة هويته الشخصية حتى يسمح له بالاعتكاف قائلا إنه لابد من الحصول على ترخيص مسبق.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top