0
مع توتر الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية عقب اختطاف فصائل المقاومة 3 جنود إسرائيليين وقتلهم، كانت المؤشرات تؤكد إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلى بعدوان غاشم على القطاع وتدمير البنية التحتية لحركات المقاومة وكسر شوكة حماس.
إلا أن الساعات الأولى من بدء المعارك برهنت على أن الآلة العسكرية الصهيونية ليست فى نزهة، وأن التطور المهول والمبهر فى العدة والعتاد للمقاومة الفلسطينية قد وصل إلى العمق الإسرائيلى وبات يهدد ويتوعد الكيان العبرى بصواريخ متطورة أسقطت أسطورة القبة الحديدية.
ومع دخول العدوان الإسرائيلى على القطاع الصامد يومه العاشر وتواصل الغارات الجوى، لا يزال التردد سيد الموقف لدى حكومة بنيامين نتنياهو تجاه البدء فى اجتياح غزة بريا، والتخلى عن القصف الجوي المكلف.
ويبدو أن تهديدات المقاومة الفلسطينية بأن أكثر ما تتمناه هو البدء بهجوم بري إسرائيلي، متوعدة جيش الاحتلال بمقاومة شرسة لمثل هذا الهجوم، قد أتى بثماره خاصة وأن الجانب الصهيونى برهن على أنه يجهل تماما حجم التطور الذى طرأ على الآلة العسكرية الفلسطينية ويخشى أن يسقط فريسة لرجال المقاومة.
وجاء الرد القاسى من كتائب القسام على تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون بشن عملية برية، بالقول: «أتهددنا بما ننتظر يا ابن اليهودية، فغزة تنتظركم بالموت الزؤام، وسيرى العالم كله جماجم جنودكم تدوسها أقدام أطفال غزة الحافية، وستكون بشرى لأسرانا في سجون الاحتلال».
وعلى الرغم من تهديدات نتنياهو بالاجتياح البرى عقب رفض حماس المبادرة المصرية،، فإنه لم يزل قرار شن عدوان بري غير محسوم، نظرا لتخوف حكومة الاحتلال من تكبدها خسائر كبيرة في صفوف جنودها، ما سيؤدي إلى تفكك الجبهة الداخلية الصهيونية، وتراجع التأييد الشعبي للعدوان الذي تشنه الحكومة.
وأكد محللون عسكريون أن أكثر ما تخشاه إسرائيل في حال شنت حربا برية هو الصواريخ المضادة للدبابات من طراز «كورنيت»، وهي الصواريخ التي لم تكن متوفرة إبان العدوان الإسرائيلي على غزة عامي 2008 و2009.
ولكن كتائب القسام أصدرت فيديو قالت إنه استهداف لحافلة إسرائيلية، دون أن تحدد نوع القاذفة المستخدمة لتفجير الحافلة، قبل أن تعلن بعد ذلك أنها استهدفت دبابات إسرائيلية بصواريخ «كورنيت»، في رسالة واضحة على ما يبدو لجيش الاحتلال، مفادها أن هذا السلاح أصبح في متناول المقاومة.
ويعد هذا النوع من الصواريخ من أفضل الصواريخ المضادة للدبابات، وقد تمكن حزب الله من تكبيد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في دبابات «مركافا» عبر استخدام هذه الصواريخ أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 2006، وهو ما قد يفسر التردد الإسرائيلي في خوض عدوان بري على غزة.
ولمن لا يعلم، فإن  صواريخ كورنيت  من أفضل الصواريخ المضادة للمدرعات والدبابات، -روسية الصنع- ويمكنها ضرب الطائرات ذات العلو المنخفض وخاصة الطائرات المروحية، إلا أنها لا تستعمل في هذه الحالة إلا نادرا لارتفاع ثمنها نسبيا، وقد تم تصميمها خصيصًا للتعامل مع الدبابات.
ويعتبر هذا الصاروخ من الأسلحة التي أزعجت جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث إنه قادر على تدمير دباباتها ميركافا التي روج الاحتلال أنها عصية على التدمير.
وقد أُعلن رسميا عن دخول هذا الصاروخ الخدمة في الجيش الروسي عام 1994، وتم تصميمه بحيث يتم حمله واستخدامه على كثير من المدرعات والعربات، أو من خلال أي حامل ثلاثي.
ويبلغ مدى صاروخ  «كورنيت» من 150 إلى 5500 متر للنوع المضاد للدروع برأسه الحربي، ومدى من 150 إلى 1000 متر للنوع المضاد للمباني والدشم والخنادق ويحمل رأسا حربيا بمتفجرات الوقود الجوى، كما أن لديه القدرة على الاشتباك ومهاجمة الأهداف السطحية والجوية والبحرية، بما في ذلك الطائرات من دون طيار والمروحيات من مسافة آمنة.
وقدرة اختراق رأس الـ "كورنيت" الحربية القصوى تتراوح بين 1100-1300 مللم، وكانت أول تجربة قتالية عملية لهذا الصاروخ فى 2003 خلال غزو العراق، حين استخدمه جنود عراقيون في الأسبوع الأول من الحرب، واستطاع الصاروخ إعطاب دبابتين من طراز "أبرامز" ومدرعة "برادلي".
فيما تعد أهم تجربة لصاروخ كورنيت في العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006، حيث شكلت صواريخ حزب الله المضادة للدروع صدمة قوية للجيش الصهيوني ولدبابة الميركافا التي تشكل فخر الصناعة العسكرية الصهيونية.
و لا يمكن تحديد عدد الدبابات التي خسرها الاحتلال في عدوان 2006 على لبنان، ولكن ما أعلن في الصحافة الإسرائيلية أن "الفرقة 162 الفولاذية" خسرت ما يقارب 39 دبابة ميركافا و12 جرافة عسكرية.
وفي عام 1998 اعتمدت الصناعات العسكرية الروسية المتخصصة في الصواريخ على تطوير الصاروخ المزعج، وإنتاج صواريخ جديدة من طراز Kornet-E الذي يعتمد على نظام شعاع ليزر مركب، حيث أثبت قدرته وميزاته العالية في إصابة الأهداف بدقة، وتخطي التشويش.
ويصل المدى الفعال -أقل مدى- إلى 150 مترا وأقصى مدى إلى 10 كيلومترات، كما يمتلك حصانة عالية ضد التشويش، ويمكن اطلاقه على هدفين في نفس الوقت بقدرة على اختراق الدروع من 1100 إلى 1300 ملم.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top