0
كانت تحتضنُ أطفالَها الصغارَ بعيداً عن شبابيك البيتِ خوفاً عليهم من تعرضهم لشظايا الاحتلالِ، تروي لهم حكاياتِ الأطفال لتهدأ من روعهم ولتخفف من آثار القصف وأصواته العالية،

وبعد أن انتهت راوية من رواية القصص، قررت الأم الصائمة أن تطبخ لأطفالها الذين تركتهم يلعبون في فناءِ البيت الكائن في تل الزعتر شمال قطاع غزة، يمرحون رغم هدير الطائرات وأزيز طائرات الاستطلاع فهي كالغربان التي تنذر بالخراب والدمار، " هيا بنا نسرح شعر عروستنا الصغيرة ونلبسها أجمل الثياب ونزفها عروسةً" ..بفرحةٍ أخفت وراءها الخوف .. رغد تنادي تسنيم والبسمة تعلو شفتيها " .

"بكرةٍ بالونية كانا يتقاذفها كل من محمد وأسامة وثائر يلهوان بها ليتناسا بعضاً من ألم وجراحاتٍ" وكلما سمعوا صوت انفجار ذهبوا الأربعة جميعهم إلى أمهم تحتضنهم خوفاً من الأصوات المرعبة التي تحيط المكان بين الفينة والأخرى.

وقبيل المغرب، هرب الأطفال جميعهم يحتضون أمهم، بعد سماعِ صوت انفجارٍ في المنطقة، لكن هذه المرة اعتذرَ لهم حضن الأمُ عن حمايتهم، فقد كانت الضربة موجهة إلى بيتهم بطريقة مباشرة، لتسود الدنيا في وجوههم، وتناثرت الدماء والأشلاء، ولم يعد أحد ليروي حكاية الألم والعذاب إلا الحجارة المدماة والأشلاء الملقاة.

العائلة أُبيدت بكاملها

بفعل القصف الهمجي والاستهداف المباشر من الطائرات الحربية الصهيونية استشهد كل من الأم وأطفالها الأربعة، وأصيب ثائر بإصابات خطيرة للغاية وهو الآن يرقد في قسم العناية المكثفة بمستشفى الشفاء بغزة.
لم تكن تعلم كل من رغد وتسنيم أنهما كانتا تعدان حفل زفافهما إلى الخلود لنفسيهما، وأنهما لن تكملا اللعب مع عروستهما في فناء البيت، فسارتا إلى ربهما تشكو الظلم والصمت العربي والإسلامي المطبق حيال ما تفعله "إسرائيل" بأطفال غزة.

أما رهف التي كانت عند صديقتها جارتهم، وعبيدة الذي كان يزور خاله في البريج وسط القطاع، فقد عادا على الفور فور سماعهم نبأ استهداف عائلتهم، ليصدموا بعد أن رأوا الدمار والدماء في كل مكان، ورائحة الموت تفوح في كل حجر مهدم، ليعيشا بعد ذلك بعيداً عن أمهم وأخوتهم.

وحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن "إسرائيل قتلت 90 أسرة فلسطينية وأودت بحياة 577 طفل و260 سيدة و101 مسناً من أبنائها.

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top