توفير الخبز بجودة عالية وكميات كبيرة دون زيادة في السعر، تطوير
منظومة المطاحن والمخابز ورفع أساليب شراء القمح وتخزينه هذه بعض ملامح
منظومة الخبز التي وضعها الدكتور باسم عودة وزير التموين الشرعي قبل
الانقلاب العسكري والتي حاول الانقلابيون مؤخرًا الانقضاض عليها ونسبها إلى
أنفسهم بهدف تحسين صورة الحكومة التي كشفت كل قراراتها عن انحيازها الكامل
للأغنياء على حساب الفقراء والمطحونين، وبالرغم من ذلك لم تفلح منظومة
الخبز في ظل الانقلاب إلا في زيادة رحلة معاناة المواطنين في البحث عن رغيف
الخبز الذي تم تخفيضه بموجب منظومة الانقلاب إلى 90 جراما بعد 120 جراما،
كما أسهمت منظومة الانقلاب الفاشلة في عودة طوابير الخبز في أقبح صورها،
فضلًا عما منحته لأصحاب المخابز وتجار السوق السوداء من فرص ذهبية للتلاعب
بأقوات الفقراء ويضاف إلى ما سبق حجم ما تم إهداره من مال عام؛ حيث وصلت
مديونيات الوزارة لأصحاب المخابز إلى 900 مليون جنيه بين حوافز الجودة
والسولار وفارق تكلفة الإنتاج، ولم تحصل عليها المخابز حتى الآن.
اعتراف بالفشل
لم
تخلُ محافظة من المحافظات التي تم تطبيق المنظومة فيها إلا وشهدت العديد
من التجاوزات التي أكدت فشل المنظومة وهو ما اعترف به خبراء واقتصاديون
موالون للانقلاب، ففي الإسكندرية قدم هشام كامل وكيل وزارة التموين بمحافظة
الإسكندرية، استقالته بعد فشل تطبيق منظومة الخبز والتموين الجديدة في
المحافظة وقال إن سبب الاستقالة هو فشل المنظومة في المحافظة وضعف الرقابة
الحقيقية على المخابز، وعدم تعاون شركة الكروت الذكية مع الوزارة.
واعتبر
أن تأخر مستحقات أصحاب المخابز يهدد بإغلاق معظم مخابز الإسكندرية، بجانب
تأخر صرف الكروت الذكية للمواطنين، محذرا من أن الأمر ينذر بكارثة حقيقية،
كما أقر رئيس الشعبة العامة للمخابز بالغرف التجارية بفشل منظومة الخبز،
مؤكدًا أن ما تنطوي عليه المنظومة من سلبيات لن يسهم في حل أزمة طوابير
الخبز.
إضراب عمال المخابز
تعددت
إضرابات عمال وأصحاب المخابز في الفترة الأخيرة اعتراضًا على تطبيق
المنظومة الجديدة؛ ففي الإسكندرية أضرب عمال وأصحاب المخابز عن العمل
بمناطق العجمي وعبد القادر والعامرية، احتجاجًا على تطبيق منظومة الخبز
الجديدة.
كما توقفت عدد من المخابز الآلية عن العمل، ورفض
أصحابها العمل وبيع الخبز للجمهور الذين انصرفوا من أمام المخابز دون النطق
بكلمة واحدة.
كما أضرب عمال مجمع مخابز الحرفيين في السويس عن
العمل بسبب عدم حصولهم على اليومية، نتيجة لعدم بيع الخبز بسبب تطبيق
المنظومة الجديدة. حيث لم يتمكن المواطنون من الحصول على كوبونات أو بطاقات
الخبز الجديدة، وذلك ما أوقف حركة البيع، وأدى إلى عدم حصول العمال على
يومياتهم، مما اضطرهم للإضراب عن العمل.
وفي قرية العزيزية
التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة أضرب عمال وأصحاب المخابز عن العمل،
اعتراضا على منظومة الخبز الجديدة، التي وصفوها بالفاشلة، محملين سلطات
الانقلاب مسئولية الأضرار التي وقعت عليهم وعلى المواطن البسيط بسبب تطبيق
هذه المنظومة. وأوضح أصحاب المخابز أن المنظومة تم تطبيقها دون استخراج
الكروت الذكية لكافة المواطنين، حيث يتم صرف الخبز من خلال الكروت المؤقتة،
إضافة إلى عدم توزيع ماكينات الصرف على المخابز، مما أدى إلى ارتفاع أسعار
الخبز إلى 35 قرشًا، ومن ثم فشل المنظومة.
معاناة الفقراء
في
هذا الإطار أكد عماد عبد الرحيم -أمين ائتلاف عمال الخبازين- أن منظومة
الخبز الذي يتم تطبيقها اليوم من قبل الحكومة الحالية قد كشفت الفرق واضحًا
بين منظومة الخبز التي وضعها الدكتور باسم عودة وزير التموين في حكومة
الدكتور هشام قنديل والتي كان أهم ما يميزها الانحياز للمواطن وحمايته من
جشع التجار حيث تم تحديد سعر الجوال للمخبز بـ80 جنيها, كما تم تحديد وزن
الرغيف بـ120 جراما أما في المنظومة الحالية فقد تحديد سعر الجوال 126
جنيها وتم تقليل وزن رغيف الخبز ليصل إلى 90 جراما.. وهو ما يعتبره عبد
الرحيم أن فيه إضرارا مباشرا بالمواطن البسيط، خاصة الأسر ذات الأعداد
الكبيرة حيث يتسبب نقض الرغيف في عدم تغطية حاجاتها اليومية من الخبز بما
يضطرها إلى شراء كميات إضافية من الخبز غير المدعم وهو ما يمثل عبئا ماديا
كبيرا خاصة على أصحاب الدخول المحدودة، وهو ما يراه عبد الرحيم أنه تأكيد
أن المنظومة الجديدة لم تقف بجوار للمواطن كما يتم الترويج لذلك.
وأضاف
أن المنظومة الجديدة تمثل إهدارا صريحا للمال العام حيث يتم دفع مبالغ
مالية كبيرة للتعاقد مع شركات المكن الممغنط حيث تحدد 99 قرشا يوميا على كل
بطاقة وعلى الرغم من ذلك يسهم الانقطاع الكهربائي المستمر في تعطيل عمل
الماكينات وهو ما يترتب عليه زيادة معدل الطوابير بما يزيد معاناة
المواطنين بصورة كبيرة.
فرصة للتلاعب
فيما
أكد قيادي باتحاد مفتشي التموين والتجارة الداخلية -فضَّل عدم ذكر اسمه-
أن المنظومة الجديدة في الحكومة الحالية تعاني من أوجه قصور متعددة أسهمت
في زيادة معاناة المواطنين في الحصول على رغيف الخبز، وتوقع أنه في حالة
استمرار ضعف الرقابة والمتابعة للأسواق ستزيد معدلات التلاعب والتهريب،
معتبرًا أن الكارت الذكي يخلق فرصا كبيرة للمتلاعبين مثل التلاعب في
ماكينات الصرف وكارت المفتش الذي يتم تركه لكل صاحب مخبز لصرف الخبز به
للمغتربين أو من ليس لديهم بطاقات أو كروت ذكية لحين استخراجها.
ويرى
أن فشل المنظومة يزيد من معاناة الفقراء، مؤكدًا أنه كان الأولى بالحكومة
الحالية قبل تطبيق هذه المنظومة أن تقوم بالتخطيط الجيد للمنظومة من خلال
إعطاء الأولوية إلى الفقراء وذلك من خلال فلترة الدعم بحيث لا يحصل عليه
إلا مستحقوه، معتبرا أن استمرار التخبط لن يسهم في حل الأزمة بل سيزيد
تعقيد أزمة رغيف الخبز وهو ما سيكون له أثر مباشر في زيادة معاناة البسطاء.
إرسال تعليق
ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر