0
كشفت مصادر مطلعة لجريدة الشعب الجديد عن تفاصيل غاية فى الخطورة حول صفقة جديدة يديرها الانقلابيون بين وزارة صحة الانقلاب، وشركة ايبيكو؛ حيث اتفق الطرفان على بيع ضمائرهم وما تبقى لديهم من إنسانية للمتاجرة بحاجة الفقراء للدواء والعلاج؛ ليتكسبوا حفنة من الجنيهات لن تسمن ولن تغنى من جوع سوى أنين المعذبين الذى سيظل يطاردهم أينما حلوا.
"صحة الانقلاب" تتحايل على المرضى بنظام الدعم الفنى..
قامت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب إمعانا منها فى إذلال المواطن المصرى، وتكدير صفو حياته، والتنغيص عليه حتى فى أوليات الآدمية قامت بافتعال نظام يسمى "نظام الدعم الفنى"؛ ليطبق بالمستشفيات والوحدات الصحية حيث يترتب على تطبيق هذا النظام إلغاء جزء كبير من الدعم على الدواء، وتذكرة الكشف الطبى زعما بأن هذه الأموال تذهب؛ لتطوير الأطباء والطاقم الطبى فنيا، الأمر الذى جعل المريض يدفع تكلفة الدواء كاملة فى المستشفيات والأقاليم، وكذلك مضاعفة ثمن تذاكر الكشف الطبى، والغريب أن الخدمة لم تتغير، ولم نلحظ أثرا لهذا التطور الفنى الرهيب الذى نهبوا أموال المرضى باسمه.
ولعل زيارة واحدة لإحدى المستشفيات أو الوحدات الصحية على سبيل تجرع المرارة ومصارحة النفس بما صرنا إليه فى ظل هذا الانقلاب العسكرى الغاشم، تكشف عن حقيقة الدعم الفنى المقدم للمرضى من فقراء المصريين إذ إن الحكومة تعلم جيدا أن الفقراء فقط هم الذين يذهبون لمستشفيات الحكومة، والتى يعتبرها غيرهم موتا إكلينيكيا يتخلله عذاب الانتظار.
..حقيقة الصفقة بين شركة "ايبيكو" و "صحة الانقلاب"
لما كانت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب تعقد مناقصات لشراء أدوية ومستلزمات طبية لصيدليات الحكومة، ومن المتعارف عليه فى مثل هذه المناقصات، أن تتقدم مجموعة من شركات الأدوية لتستقر الوزارة أخيرا على الأكفأ جودة والأقل سعرا؛ ولكن مثل هذه الشروط لا تطبق فى الدول المحكومة بانقلاب عسكرى؛ إذ إن وزارة الصحة سهلت لـ"شركة ايبيكو رسو جل" مناقصاتها فى الأدوية، بالرغم من كونها ليست الأرخص ولن تكون الأكفأ.. فما المقابل إذن؟!.
لم تدفع الشركة مقابلا لذلك رشوة مالية، أو هدية عينية؛ ولكنهم اهتدوا إلى حيلة يجلس حيالها الشيطان جلسة التلميذ؛ ليتعلم جديد ما وصل إليه شياطين الإنس، ولكى نستطيع أن نفهم الأمر بسهولة، سنضرب مثالا لنوع دواء واحد من أدوية الشركة المتعاقدة مع الوزارة بشأن توريده للصيدليات الحكومية.

"ايموكس 250 " دواء الأطفال الذى تتربح منه الوزارة..
أحد الأدوية التى تنتجها شركة ايبيكو، والتى التزمت الوزارة باستلامه وتوريده إلى الصيدليات، وهذا من شأنه أن يفرض على الأطباء كتابة هذا الدواء للمرضى من أطفال الفقراء والبائسين؛ حيث يتوجه أولياء أمور الأطفال المرضى إلى صيدليات الحكومة؛ لصرف الدواء لتكون المفاجئة، وهى أن سعر الدواء من الشركة إلى الوزارة وفقا للمناقصة الرسمية " 2 جنيها وتسعين قرشا "، وسعر الدواء للجمهور فى الصيدليات العامة " 6 جنيهات "، وسعر نفس الدواء فى صيدليات الحكومة المدعومة والتى تستنزف ما يقارب ثلث الميزانية فى الدعم هو " 7 جنيهات ".
كيف اكتشف المواطنون التلاعب؟
دائما ما يكون الفاسد أقل ذكاء مما ينبغى، حتى ولو ظن نفسه عبقريا وأبدع فى أساليب الاحتيال، والغش، والمكيدة؛ ففى الحالة التى بين أيدينا اكتشف المواطنون أن السعر المطبوع على غلاف الدواء هو " 6 جنيهات " فقط للمستهلك، بينما تبيعه الصيدليات الحكومية بما يزيد عن ذلك؛ مما أدى إلى مشادات كلامية بين المواطنين والأطباء والصيادلة؛ حيث وجه المواطنون للأطباء تهم التربح، و السرقة، والتلاعب بالأسعار؛ ووصل الأمر فى بعض الصيدليات إلى التعدى اللفظى والمادى.
الأمر الذى حدا بالأطباء والصيادلة رفع الأمر إلى مديريات الصحة والإدارات التابعين لها؛ لتلافى الخلل وإدراك الخطأ، وحل المشكلة. 

رد الوزارة على شكاوى الأطباء..
وجاء رد الوزارة على الأطباء والصيادلة معبرا جدا عن الحالة التى تمر بها مصر الآن فى ظلٍّ انقلابٍ عسكرىٍّ مقيت؛ حيث طلبوا من الصيدليات أن يبيعوا زجاجة الدواء فقط ويتخلصوا من " الكارتونة " المكتوب عليها  الثمن الحقيقى للدواء؛ حتى لا يكتشف المواطنون سرقاتهم، وتلاعبهم، وخيانتهم، ومتاجرتهم بآلام المرضى من فقراء مصر.
إن ملفَ الفسادِ فى وزارة الصحة يحتاج عينا ترعاه، و يدًا مسئولة مخلصة تضرب بكل قوة على أيادى الفاسدين أيا كان نفوذهم، وأيا كانت مناصبهم، وأيا كان وضعهم؛ هؤلاء الذين تؤرقهم أحلامنا البسيطة، فيستكثروا علينا الحد الأدنى من مستلزمات الآدمية "الغذاء ، الكساء ، الدواء".  

إرسال تعليق

ياكريم نيوز | هو مواقع اخباري يهتم بالشان العربي والعالمي ينقل لكم الخبر كما هو
من مواقع اخر فتقع المسئولية الخبار علي المصدر

 
Top